الصفحة 45 من 146

والشدة و الرغبة سمي تضرعاً كما يقال من الضرع و هو شدة الحاجة، فلما كان الدعاء متضمناً لهذه الأمور كان من العبادة بهذه المكانة، و من الدين بهذا المكان المكين، و كان صرفه لغير الله شركاً أكبر و ذنباً لا يغفر كما قال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ(( (( (( (( (( (( غَافِلُونَ) أي لا أحد أضل من هذا المذكور - و العياذ بالله - ... و إنك لتعجب حينما تشاهد في أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي الخرافة، و الصوفية، و البدعة متمكنة ... و مهيمنة على قلوب كثير من الناس، و توجههم بالدعاء و الرغبة و الرهبة و الرجاء و الخوف لهذه المشاهد و النصب و المزارات و القبور التي اتخذوها آلهة من دون الله سبحانه و تعالى، و هذه حقيقة العبادة فتوجههم إلى هؤلاء الأموات فيما لا يقدر عليه إلا الله هو حقيقة الشرك الأكبر و لهذا شدد الله عز وجل حتى قال لنبيه عليه الصلاة و السلام (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا) يعني بمجرد هذا (مِنَ الظَّالِمِينَ(106 ) )أي المشركين، كما قال عز و جل: (إِن الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ(13 ) ) ، (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ كُلِّ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(17 ) ) و قد فتن أصحاب هؤلاء بها حتى أنه أصبح ذكر هؤلاء في قلوبهم و ذكرهم على ألسنتهم، فإذا قام و قعد و عثر وسقط و أراد و استغاث قفز إلى ذهنه مباشرة هذا السيد فناداه مدد يا فلان نعوذ بالله دعاء ابن علوان، البدوي، عبد القادر، دسوقي، الحسين، علي وغيرهم من أصحاب القبور و المشاهد حتى أنهم يستحضرون ذكرهم قبل ذكر الله عز وجل، و قد سمعت بأذني عند بيت الله عز و جل و تحت الحجر الأسود و في موسم الحج لما زحمت امرأة عند الكعبة قالت مدد يا بدوي فانظر و العياذ بالله كيف جاءت حاجة و تكبدت و ربما لا يتيسر لها هذا مرة أخرى وكيف غاب الله عن قلبها في هذا المكان العظيم و استحضرت من تقصده كل يوم فنسأل الله السلامة والعافية و تشاهد من أحوال أهل البدع الشيء الكثير حتى أنهم في موسم الحج و في مواقعه يستغيثون بغير الله عز وجل فأيضاً مما اذكر أنه حصل لسيارة من سيارات الرافضة شيء من الخلل في صعيد عرفات فجعلوا يدفونها و يقولون يا علي يا حسين و في مواقع الحج ينشدون التراتيل البدعية الشركية التي فيها دعاء غير الله عز و جل كقصيدة البردة و قصيدة البرعي و غيرها التي فيها الشرك أنواع و أشكال و إذا أردت أن ترى الشرك الصٌراح و العياذ بالله و طلب الحاجات و كشف الكربات التي لا يقدر عليها إلا الله حتى أنهم يزعمون أن هذا الولي قائم على باب الجنة لا يدخلها إلا من ارتضاه و قائم على الصراط و قائم على باب جهنم يُدخل فيها من يشاء و يمنع منها من يشاء و إذا أردت أن تعرف شيئاً من هذا فارجع إلى قصائدهم التي يرتلونها حتى في ليلة القدر و ليالي رمضان و أيام الحج و يرددونها أكثر مما

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام