الصفحة 27 من 146

و المَلَك: الملائكة أجسام نورانية خلقها الله عز و جل لعبادته (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6 ) ) .

(و لا نبي مرسل) تقدم هذا.

قال: (و الدليل قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا(18 ) ) )

المساجد جمع مسجد و هي مواضع السجود، أو المساجد مصدر ميمي يعني السجود أو أماكنه لله عز وجل و هذا كله صحيح (فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) لا تشركوا مع الله أحداً في الدعوة لا تدعوا غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله كما سيأتي إن شاء الله تعالى في الأصل الأول (فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) و النكرة في سياق النفي و النهي تفيد ماذا؟ العموم (أحداً) لا ملك مقرب و لا نبي مرسل فسدت الباب و أغلقته و أوصدته أمام أهل الغلو الذين يغلون في النبيين و الصالحين حتى يعطوهم حق الله سبحانه و تعالى و لهذا احتج الشيخ محمد بن عبد الوهاب من حججه عليه رحمة الله ومن استنباطاته التي ما حكاه عن أحد و ما رأيت أحداً استدل به قبله عليه رحمه الله يقول في معرض محاجته و مقارعته للذين اعترضوا عليه من مشايخ السوء و غيرهم في قتاله لأهل الشرك و تكفيرهم يقول: احتج عليهم بقتال الصحابة لمسيلمة الكذاب قال: فإن قالوا إن هذا ادعى النبوة و الرسالة قال: هذا ما كنا نبغي قال: لقلنا هذا هو المقصود لأنه إذا كفّر و قوتل من رفع بشراً إلى مقام الرسول فأولى و أحرى أن يكفّر و يقاتل من رفع بشراً إلى مقام رب الرسول و رب العالمين سبحانه و تعالى: صرف له شيئاً من أنواع العبادة، والدليل على ما ذكر قوله عز وجل: (وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ) و إنما يرضى لعباده الإيمان والإسلام و التوحيد كما قال: (وَرَضِيتُلَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) .

الحمد لله رب العالمين و صلى الله وسلم على سيد النبيين و خاتم المرسلين و قدوة السالكين و حجة الله على خلقه أجمعين نبينا محمد الأمين و على آله وأصحابه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... و علينا و على عباد الله الصالحين .. أما بعد

فقد وقفنا عند المسالة الثالثة من المسائل التي ذكر الشيخ محمد رحمه الله انه يجب على مسلم و مسلمة تعلمها و هي:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام