الصفحة 25 من 146

رسول نبي، النبي إما من النَبْوة و هي الارتفاع، أو من النبأ و هو الخبر العظيم، و يجمع نبي على أنبياء و نبيين و نبئاء على وزن فعلاء كما قال العباس بن مرداس:

يا خاتم النبئاء (أو يا أفضل النبئاء) إنك مرسل ... بالحق خير هدى الرسول هداك إن الإله ثنى عليك محبة ... بكتابه ومحمد أسماك

و الفرق بين الرسول و النبي: هذا مما تكلم العلماء فيه كلاماً كثيراً و من أشهر ما ذكروا من فروق: أن النبي من أوحي إليه بشرع و لم يؤمر بتبليغه، و الرسول من أتاه خبر السماء و أُمر بتبليغه.

قيل النبي ـ و هذا هو المشهور المعروف ـ من أتاه خبر السماء و لم يؤمر بتبليغه، و الرسول من أتاه خبر السماء وأُمر بتبليغه.

و اعترض على هذا بقوله عز وجل: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) فبين الله عز وجل أن هذا و هذا مُرْسل. و ما ذكر من الفروق أ ن النبي من بُعث بشرع من قبله يعني مجدد للرسالة، و الرسول من بُعث بشرع جديد.

و اعترض على هذا: بآدم فإنه نبي و نزلت عليه شريعة مؤسِسة و ليست مجدِدة.

و قيل الفرق: أن الرسول من أرسل إلى قوم مخالفين، و النبي من أرسل إلى قوم موافقين و ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية.

هذه أشهر الفروق التي ذكرت بين الرسول و النبي، وكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً فالرسل أخص من النبيين في أشخاصهم و إن كانت الرسالة أعم من جهة معناها لأنها تندرج فيها النبوة و هذا مبين في موضعه.

(بل أرسل إلينا رسولاً فمن أطاعه دخل الجنة و من عصاه دخل النار) من أطاع الرسول دخل الجنة لأن الله عز وجل أمر بطاعة الرسول قال: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) وجعل طاعة الرسول طاعة له (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) و ربط محبته بطاعة الرسول (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) ، و بين عز و جل أنه يتوقف عليه الجنة و السعادة كما قال عز و جل:

(تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14 ) ) و من عصاه دخل النار.

الطاعة الموافقة و المعصية المخالفة و ذكر الدليل على ذلك. هذه المسألة الأولى. و المسألة الثانية.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام