الصفحة 21 من 146

يقول علمت لكن لو أخبره الثقة أنه مات ثم ثقة ثم ثقة ولو تواتراً بحيث حصّل علماً يقينياً أن فلاناً ميت لكنه لم يره هل يجوز أن يقول ظننت أنه ميت؟ نعم يجوز و إن كان خبراً يقينياً لأنه لم يتوصل إليه بطريق محسوس و إنما بطريق الخبر ولو الصادق و هكذا أحوال القيامة المراد (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ) لأنهم علموا من طريق الخبر الصحيح بمعنى يوقنون و هكذا ظننت بمعنى أيقنت لو كان المراد التردد لم ينفعه ذلك شيئاً فهذا للفائدة.

(فَاعْلَمْأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) و ليس المراد مجرد العلم بل اعلم ثم اعمل بلا إله إلا الله ثم ادع إليها ثم اصبر على الأذى فيها و لا إله إلا الله هي أهم مهمات الدين هي رأس الإسلام هي التوحيد نفي الشرك و إثبات الألوهية عز وجل وحصرها و قصرها وهي الكفر بالطاغوت و الإيمان بالله.

و هذه الآية نبه الله عز وجل فيها على نوعي الذكر فإن الذكر نوعان:

ذكر ثناء و ذكر دعاء، أو ذكر ثناء و ذكر مسألة و أفضل ذكر الثناء لا إله إلا الله فإنها خير ما ذكر الله عز و جل به، و أفضل ذكر المسألة الاستغفار رب اغفر لي و تب علي و لهذا في الحديث المشهور حديث سلمان الفارسي الذي اختلف في تصحيحه في استقبال رمضان: (و استكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم و خصلتين لا غنى بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله و تستغفرونه) فأفضل هذا الذكر كذا و أفضل هذا الذكر كذا.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام