الصفحة 129 من 146

السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ الساعة هي القيامة الساعة الزمان القليل {مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} و هذا يسمونه الجناس التام مثل قول القائل:

ما قضى الله كائن لا محالة ... فالشقي الظلوم من لام حاله

توافق في الصورة و اللفظ و الاختلاف في المعنى، و مثل قول القائل:

اقنع بما ترزق يا ذا الفتى ... فليس ينسى ربنا نملة

إن أقبل الدهر فقم له ... و إن تولى مدبراً نم له

و كما في قول الآخر:

دارهم ما دمت في دارهم ... و أرضهم ما دمت في أرضهم

هذا يسمى جناس تام يعني توافق اللفظ و اختلاف المعنى هنا قال: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ} فالساعة هنا غير الساعة الثانية.

قال: أخبرني عن الساعة: و كان الأعراب أو العرب عادة يسألون عنها كان بعض الصحابة يسأل الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيح الرجل الذي يسأل الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال له:"إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة".

قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل: يعني أنا و أنت في العلم سواء لا أنا أعلم و لا أنت تعلم لأن هذا مما استأثر الله بعلمه لأن في رواية قال:"في خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله"في صحيح البخاري"مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله و ذكر {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} ، فهذه مفاتيح الغيب الخمس التي استأثر الله عز و جل بعلمها لا يعلمها غيره عز و جل الساعة، و تنزيل الغيث، تنزيل الغيث مما اختص الله عز و جل به، أما أصحاب الأرصاد فغاية ما يعرفونه رصد الرياح و مناطق الضغط و توقع استمرار الرياح هنا أو انصرافها هنا و انحرافها المهم إنه قد يصيب و قد يخيب و غاية ما يفعلونه توقع و مسايرة و رصد لحركة الرياح و الأمطار لكن لا يستطيعون أن يجزمون بحوادث الجو و حوادث المطر و الرياح و كذلك الأمور الأخرى {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} ، بقي ما يسمى بالأجنة أو الأرحام فإنه اشتهر في هذا الزمان أنه يعرف بالأشعة فوق الصوتية، و أحياناً قد يدخل على رحم المرأة بعض العدسات الدقيقة عندهم عدسة كالدبوس تصور الجنين من الداخل و قد يعرف أنه ذكر أو أنثى، و لهذا ترى بعض الغيورين تحمله الغيرة و العاطفة إنه ينكر هذا أبداً و الصحيح أنه لا ينكر هذا يمكن أن يعرفوا الجنين في بطن أمه و الصور أيضاً هناك صور، الأمر بيّن و كل زمان تتطور الأجهزة و الوسائل، لكنّا نعلم أن قول الله عز و جل و رسوله حق لا ريب فيه، فالجواب عن هذا: أن ما في الأرحام هي الأجنة قبل أن تخلق قبل أن يتبين تفصيلها و معرفة آلة الجنين هل هو ذكر أو أنثى فهو قبل يعني أثناء كونه نطفة أو علقة أو مضغة أو قبل"

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام