قال: حتى جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسند ركبتيه إلى ركبتيه و وضع كفيه على فخذيه.
هذا جلوس السائل من المسؤول أو التلميذ من العالِم جلس إليه و اقترب منه بوقار ليسأله.
فقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام. و أرى أن الوقت ضاق عن إكمال شرح الحديث فأؤجل ذلك إن شاء الله إلى الدرس القادم.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على خاتم النبيين و سيد المرسلين محمد بن عبد الله و على آله و أصحابه و التابعين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و علينا و على عباد الله الصالحين.
أما بعد: فيقول الإمام الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب عليه من الله الرحمة و الرضوان في معرض ذكره للأصل الثاني من الأصول الثلاثة التي يجب على كل مسلم و مسلمة معرفتها، و هو معرفة العبد دينه بمراتبه الإسلام و الإيمان و الإحسان ثم استدل بعد ذلك على هذه المراتب الثلاث جميعاً بحديث جبرائيل عليه الصلاة و السلام المخرج في الصحيحين و غير الصحيحين بروايات متكاثرة ساق الرواية الطويلة المشهورة و هي التي أخرجها مسلم بن الحجاج بن مسلم الإمام صاحب الصحيح في صدر صحيحه عن حميد بن عبد الرحمن الحميري و يحيى بن يعمر قالا: انطلقنا حاجين أو معتمرين فقلنا: لو أتينا أحد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنسأله عن هؤلاء القدرية فلقينا ابن عمر خارجاً من المسجد فاكتنفناه أنا عن يمينه و صاحبي عن يساره فظننت أنه سيكل الكلام إلي فتكلم فقال: يا ابن عمر إن ها هنا من قبلنا أناساً يتكلمون في القدر، و يزعمون أن المر أُنُف فقال: إذا لقيتهم فأخبرهم أنني بريء منهم، و أنهم براؤا مني، و الذي يحلف به ابن عمر لو كان لأحدهم مثل الأرض ذهباً فأنفقه لم يقبل منه حتى يؤمن بالقدر خيره و شره حدثني أبي قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر و لا يعرفه منا أحد، و هذا كما تقدم في الدرس الماضي كعادة الصحابة يجلسون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخولهم بالموعظة يجلسون معه بعد الفجر كما جاء في حديث جابر بن سمرة في الصحيح قال: كنا إذا صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - جلسنا حوله و جعلنا نتكلم في أمر الجاهلية فنضحك و يتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا طلعت الشمس قام فصلى ركعتين ثم انصرف و كان يدعوهم أحياناً و يجمعهم و يخطبهم و يتحدث إليهم و يعظهم عليه صلاة الله و سلامه قال: إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، و هذا إشارة إلى صفة جبرائيل حيث تصور بصورة آدمي، و المَلَك يأتي الرسول رسول الملائكة يأتي رسول البشر بطرق فأحياناً يأتيه الوحي مثل صلصلة الجرس، و أحياناً يُكلم من وراء حجاب، و أحياناً يتمثل له المَلَك رجلاً و كان جبرائيل غالباً ما يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة دحية الكلبي رضي الله عنه و أرضاه و كان رجلاً جميلاً من الصحابة من عرب كلب