الصفحة 121 من 146

(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ(217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218 ) ) كلها صفات الله عز وجل ... (( (( (( (( (( (( ) يعني يرى تقلبك (فِي السَّاجِدِينَ) يعني مع الساجدين لأن حروف الجر ينوب بعضها عن بعض (فِي السَّاجِدِينَ) أي مع الساجدين، كما قال عز و جل: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي(29 ) )يعني مع عبادي (وَادْخُلِي جَنَّتِي(30 ) ) .

قال: و الدليل من السنة: حديث جبرائيل المشهور: حديث جبريل هذا هو المعروف في سؤالاته للنبي - صلى الله عليه وسلم - و هو حديث عظيم مشهور جمع الدين كله و لذلك اعتنى به العلماء شرحاً و تبييناً و توضيحا، هو دليل على الإسلام و الإيمان و الإحسان و كل الدين يرجع إلى هذه الأشياء، فإن الدين إما أعمال ظاهرة فهي الإسلام، و إما أعمال قلبية و اعتقادات فهي الإيمان عند الاجتماع و إلا يدخل أحدهما في الآخر عند الافتراق، و إما أخلاق و آداب و مراقبة و استحضار فهي الإحسان فالدين يرجع إلى هذه لا يخرج شيء من الدين، و لذلك فإن هذا الحديث يجمع الدين كله و لذلك قال - صلى الله عليه وسلم - في آخره:"هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينِكم""أو دينَكم"في رواية لأنه يجمع الدين كله و هذا الحديث في الصحيحين و في السنن و في كثير من دواوين الحديث و كتبه و هو بهذا اللفظ عند مسلم من طريق يحيى ابن يعمر و حميد بن عبد الرحمن أنهما جاءا إلى ابن عمر يسألانه عن القدر قالا: جئنا حاجين أو معتمرين إلى مكة فقلنا: لو لقينا واحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألناه عن هؤلاء الذين يتكلمون في القدر قال: فخرج ابن عمر فاكتنفته أنا و صاحبي أنا عن يمينه و صاحبي عن يساره فظننت أنه سيكل الكلام إلي فتكلم فقال: يا ابن عمر ما تقول في أناس من قبلنا يصومون و ذكر من علمهم و لكنهم يتكلمون في القدر و يقولون: إن الأمر أُنف ـ يعني غير مكتوب مستأنف جديد بادي بعد أن لم يكن الله عز و جل علمه - تعالى الله عما يقولون ـ فقال ابن عمر: إن لقيتهم فأخبرهم أنني بريء منهم، و أنهم براؤا مني، و الذي يحلف به ابن عمر لو كان لأحدهم مثل الأرض ذهباً فأنفقه لم يقبل منه حتى يؤمن بالقدر خيره و شره حدثني أبي قال: بينما نحن جلوس عند النبي - صلى الله عليه وسلم - و ذكر الحديث. هذا الحديث روي عن أبي هريرة، و روي عن ابن عباس، و روي عن أبي فروة، و روي عن ابن عمر عن عمر و روي عن جملة من الصحابة و هو حديث مشهور يعني طرقه كثيرة دون التواتر لأن الحديث كما تعلمون باعتبار طرقه غريب و عزيز و مشهور و متواتر و المشهور هو الذي تعددت طرقه إلا أنه لم يصل إلى حد التواتر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام