الصفحة 105 من 146

المرتبة الثانية: الكتابة: يعني بعد العلم الكتابة و الكتابة لما يكون فقط يعني علم الله ما كان و ما يكون و ما لم يكن لو كان كيف يكون لكن الكتابة للذي هو كائن فقط أما الذي لا يكون يعني المعدوم الذي ليس ... هذا لا يكتب، و إنما الذي يكتب ما هو كائن إلى قيام الساعة قال عز و جل: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَن اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) هذا دليل على أي مرتبة؟ العلم قال: (إِنْ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ) الكتابة (إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ(70 ) ) ، قال عز و جل: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ(22 ) ) ، و في الصحيح عن ابن عمر أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:"كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات و الأرض بخمسين ألف سنة و كان عرشه على الماء"، و في الحديث الآخر:"أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب"أي حينما خلق الله القلم لأن قبله العرش و غيره"قال له: اكتب فجرى بما هو كائن"يعني بما سيحصل فقط"بما هو كائن إلى يوم القيامة"إذاً هذا الدليل على الكتابة و كما قال - صلى الله عليه وسلم:"كان الله و لم يكن شيء قبله و كان عرشه على الماء و كتب في الذكر كل شيء و خلق السماوات و الأرض"هذا دليل على الكتابة.

المرتبة الثالثة: المشيئة: و دليلها (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(29 ) ) ، (إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) هذه المشيئة العامة المطلقة.

المرتبة الرابعة: و دليلها (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ(49 ) ) ، (( (( (( (( كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا(2 ) ).

طيب لو أردنا أن نطبق كيف نقول؟ نريد مثلاً أن نطبق على حادثة ما كيف نطبق هذه المراتب الأربع؟ نفترض مثلاً عندنا غزوة بدر كل مؤمن يؤمن أنها مرت على هذه المراتب الأربع و إلا لا، علم الله في الأزل أن هناك غزوة ستكون و هي غزوة بدر أو لا، ثم كتب الله عز وجل زمانها و مكانها و رجالها ... و أحداثها و نتيجتها أو لا هذه الكتابة، ثم جرى الزمان و مضى فلما شاء الله وقوعها شاء هذه المرتبة الثالثة المشيئة، فلما شاء وجودها خلق رجالها و وقائعها و هي المرتبة الرابعة وهي الخلق إذاً لابد من الإيمان بهذه المراتب الأربع و يجب كذلك الإيمان بأن ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن و أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطأك لم يكن ليصيبك جفت الأقلام و طويت الصحف و استقر الأمر على ما قدر الله سبحانه و تعالى و قضى في الزمان الأول و لا يختلف شيء عن علم الله و قضائه و قدره لابد من الإيمان بهذا كله و هذا لله عز و جل لا يعزب عن علمه و إرادته شيء بعكس البشر، البشر قد يفعل ما لا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام