مراتب القدر أربع: الإيمان بالقدر يعني الإيمان بمراتب القدر الأربع إذا قيل أن تؤمن بالقدر أي بمراتب القدر.
مراتب القدر أربع مراتب:
المرتبة الأولى: العلم: و هو أن الله عز و جل علم ما كان و ما يكون و ما لم يكن لو كان كيف يكون فهو يعلم ما كان و ما يكون و الدليل على ذلك (إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) ، و كما قال الله عز و جل: (لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ) ، كما قال عز و جل: (وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ) ، و قال عز و جل: (إِنْ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ(5) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي (( (( (( (( (( كَيْفَ يَشَاءُ) فالله علم ما كان و ما يكون و ما لم يكن لو كان كيف يكون بعكس علم البشر القاصر البشر لا يعلم إلا محيطه و القريب منه و لا يعلم المستقبل لا يعلم إلا بعض الحاضر
و أعلم ما في اليوم و الأمس قبله ... و لكنني عن علم ما في غد عمي
كما يقول زهير في معلقته المشهورة.
هذا يدل على أن الجاهليين كان عندهم شيء من بقايا الملة الصحيحة، و لهذا يقول عمرو بن كلثوم في القدر:
و أنّا سوف تدركنا المنايا ... مقدرة لنا و مقدرينا
في معلقته المشهورة.
بل يقول زهير في المعلقة المذكورة آنفاً يقول:
فلا تكتمن الله ما في صدوركم ليُخفى ... و مهما يكتم الله يعلم
يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ... ليوم حساب أو يعجل فينقم
و يقول عنترة بن شداد:
يا عبل أين من المنية مهرب ... إن كان ربي في السماء قضاها
قال العلماء: هذا فيه خمسة أبواب من أبواب العقيدة: (أين من المنية مهرب) فيه الإيمان باليوم الآخر (قال: إن كان ربي) فيه الإيمان بالربوبية، (في السماء) في العلو فعنترة خير من الأشعري الذي ... لا يدري أين ربه فوق عرشه في سماواته أو أنه في كل مكان تعالى الله عما يقولون (قال: قضاها) هذا فيه دليل أيضاً على إيمانه بالقضاء و القدر و هذا معروف حتى للكافر إذاً هذه المرتبة الأولى.