الصفحة 4 من 43

ش: الأصل هو ما يبنى عليه غيره ومن ذلك أصل الجدار وهو أساسه ، وأصل الشجرة الذي يتفرَّع منه أغصانها قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} (24) سورة إبراهيم .

ويطلق الأصل على خمسة أشياء:

الأول: على الدليل وهذا في الغالب كقولهم: أصلُ هذه المسألة الكتاب والسنة أي: دليلُها.

الثاني: على الرَجْحَانِ أي: على الراجح من الأمرين كقولهم الأصل في الكلام الحقيقة دون المجاز ،والأصل براءة الذمَّة ،والأصل بقاء ما كان على ما كان .

الثالث: يطلق الأصل على القاعدة المستمرة ، كقولهم"أكل الميتةِ على خلاف الأصل"أي: على خلاف الحالة المستمرة.

والإطلاق الرابع: على"المقيس عليه"وهو ما يقابل ُ الفرع في باب القياس .

والخامس: يطلق الأصل على المسائل التي أجمع الصحابة عليها ويُضلل المخالف فيها وهذا الإطلاق هو المراد هنا .

وهذا الإطلاق موجود في كلام بعض أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيثُ يقول في العقيدة الواسطية:"وإن كانت هذه المسألة ـ مسألة عثمان وعلي ـ ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة وذلك لأنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله". فبيَّن رحمه الله أن مسألة تفضيل علي على عثمان رضي الله عنهما ليست أصلاً مجمع عليه فيضلل المخالف فيه مع أن الراجح الذي دلَّت عليه الأدلة فضل عثمان على علي رضي الله عنهم لكن مسألة الخلافة أجمع الصحابة عليها فهي أصل يضلل المخالف فيها .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام