• 748
  • قَدِمَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ وَفْدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ، قَالَ : فَكُنَّا نَدْخُلُ عَلَيْهِ ، وَلَهُ كُلَّ يَوْمٍ خُبْزٌ يُلَتُّ ، وَرُبَّمَا وَافَيْنَاهُ مَا دَوَّمَ بِسَمْنٍ ، وَأَحْيَانًا بِزَيْتٍ ، وَأَحْيَانًا بِاللَّبَنِ ، وَرُبَّمَا وَافَقْنَا الْقَدَائِدَ الْيَابِسَةَ قَدْ دُقَّتْ ، ثُمَّ أُغْلِيَ بِمَاءٍ ، وَرُبَّمَا وَافَقْنَا اللَّحْمَ الْغَرِيضَ وَهُوَ قَلِيلٌ ، فَقَالَ لَنَا يَوْمًا : " إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ أَرَى تَعْذِيرَكُمْ ، وَكَرَاهِيَّتَكُمْ طَعَامِي ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُ لَكُنْتُ أَطْيَبَكُمْ طَعَامًا ، وَأَرَقَّكُمْ عَيْشًا ، أَمَا وَاللَّهِ مَا أَجْهَلُ عَنْ كَرَاكِرَ وَأَسْنِمَةٍ ، وَعَنْ صِلَاءٍ ، وَعَنْ صَلَائِقَ ، وَصِنَابٍ - قَالَ جَرِيرٌ : الصِّلَاءُ الشِّوَاءُ ، وَالصِّنَابُ الْخَرْدَلُ ، وَالصَّلَائِقُ الْخُبْزُ الرِّقَاقُ - وَلَكِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ تَعَالَى عَيَّرَ قَوْمًا بِأَمْرٍ فَعَلُوهُ ، فَقَالَ : {{ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا }} ، قَالَ : فَكَلَّمَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ ، فَقَالَ : لَوْ كَلَّمْتُمْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَفَرَضَ لَكُمْ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ طَعَامًا تَأْكُلُونَهُ ، قَالَ : فَكَلَّمْنَاهُ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْأُمَرَاءِ ، أَمَا تَرْضَوْنَ لِأَنْفُسِكُمْ مَا أَرْضَى لِنَفْسِي ، قَالَ : فَقُلْنَا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ الْمَدِينَةَ أَرْضٌ الْعَيْشُ بِهَا شَدِيدٌ ، وَلَا نَرَى طَعَامَكَ يُغْشَى ، وَلَا يُؤْكَلُ ، وَإِنَّا بِأَرْضٍ ذَاتِ رِيفٍ ، وَإِنَّ أَمِيرَنَا يُغْشَى ، وَإِنَّ طَعَامَهُ يُؤْكَلُ ، قَالَ : فَنَكَّسَ عُمَرُ سَاعَةً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : قَدْ فَرَضْتُ لَكُمْ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ شَاتَيْنِ ، وَجَرِيبَيْنِ ، فَإِذَا كَانَ بِالْغَدَاةِ فَضَعْ إِحْدَى الشَّاتَيْنِ عَلَى أَحَدِ الْجَرِيبَيْنِ ، فَكُلْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ ، ثُمَّ ادْعُ بِشَرَابٍ فَاشْرَبْ - قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ : يَعْنِي الشَّرَابَ الْحَلَالَ - ثُمَّ اسْقِ الَّذِي عَنْ يَمِينِكَ ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ ، ثُمَّ قُمْ لِحَاجَتِكَ ، فَإِذَا كَانَ بِالْعَشِيِّ فَضَعِ الشَّاةَ الْغَابِرَةَ عَلَى الْجَرِيبِ الْغَابِرِ ، فَكُلْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ ، أَلَا وَأَشْبِعُوا النَّاسَ فِي بُيُوتِهِمْ ، وَأَطْعِمُوا عِيَالَهُمْ ، فَإِنَّ تَجْفِينَكُمْ لِلنَّاسِ لَا يُحْسِنُ أَخْلَاقَهُمْ ، وَلَا يُشْبِعُ جَائِعَهُمْ ، وَاللَّهِ مَعَ ذَلِكَ مَا أَظُنُّ رُسْتَاقًا يُؤْخَذُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ شَاتَانِ وَجَرِيبَانِ إِلَّا يُسْرِعُ ذَلِكَ فِي خَرَابِهِ "

    أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَوَيْهِ ، وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ قَالَا : أَخْبَرَنَا يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : قَدِمَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ وَفْدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ، قَالَ : فَكُنَّا نَدْخُلُ عَلَيْهِ ، وَلَهُ كُلَّ يَوْمٍ خُبْزٌ يُلَتُّ ، وَرُبَّمَا وَافَيْنَاهُ مَا دَوَّمَ بِسَمْنٍ ، وَأَحْيَانًا بِزَيْتٍ ، وَأَحْيَانًا بِاللَّبَنِ ، وَرُبَّمَا وَافَقْنَا الْقَدَائِدَ الْيَابِسَةَ قَدْ دُقَّتْ ، ثُمَّ أُغْلِيَ بِمَاءٍ ، وَرُبَّمَا وَافَقْنَا اللَّحْمَ الْغَرِيضَ وَهُوَ قَلِيلٌ ، فَقَالَ لَنَا يَوْمًا : إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ أَرَى تَعْذِيرَكُمْ ، وَكَرَاهِيَّتَكُمْ طَعَامِي ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُ لَكُنْتُ أَطْيَبَكُمْ طَعَامًا ، وَأَرَقَّكُمْ عَيْشًا ، أَمَا وَاللَّهِ مَا أَجْهَلُ عَنْ كَرَاكِرَ وَأَسْنِمَةٍ ، وَعَنْ صِلَاءٍ ، وَعَنْ صَلَائِقَ ، وَصِنَابٍ - قَالَ جَرِيرٌ : الصِّلَاءُ الشِّوَاءُ ، وَالصِّنَابُ الْخَرْدَلُ ، وَالصَّلَائِقُ الْخُبْزُ الرِّقَاقُ - وَلَكِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ تَعَالَى عَيَّرَ قَوْمًا بِأَمْرٍ فَعَلُوهُ ، فَقَالَ : {{ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا }} ، قَالَ : فَكَلَّمَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ ، فَقَالَ : لَوْ كَلَّمْتُمْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَفَرَضَ لَكُمْ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ طَعَامًا تَأْكُلُونَهُ ، قَالَ : فَكَلَّمْنَاهُ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْأُمَرَاءِ ، أَمَا تَرْضَوْنَ لِأَنْفُسِكُمْ مَا أَرْضَى لِنَفْسِي ، قَالَ : فَقُلْنَا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ الْمَدِينَةَ أَرْضٌ الْعَيْشُ بِهَا شَدِيدٌ ، وَلَا نَرَى طَعَامَكَ يُغْشَى ، وَلَا يُؤْكَلُ ، وَإِنَّا بِأَرْضٍ ذَاتِ رِيفٍ ، وَإِنَّ أَمِيرَنَا يُغْشَى ، وَإِنَّ طَعَامَهُ يُؤْكَلُ ، قَالَ : فَنَكَّسَ عُمَرُ سَاعَةً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : قَدْ فَرَضْتُ لَكُمْ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ شَاتَيْنِ ، وَجَرِيبَيْنِ ، فَإِذَا كَانَ بِالْغَدَاةِ فَضَعْ إِحْدَى الشَّاتَيْنِ عَلَى أَحَدِ الْجَرِيبَيْنِ ، فَكُلْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ ، ثُمَّ ادْعُ بِشَرَابٍ فَاشْرَبْ - قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ : يَعْنِي الشَّرَابَ الْحَلَالَ - ثُمَّ اسْقِ الَّذِي عَنْ يَمِينِكَ ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ ، ثُمَّ قُمْ لِحَاجَتِكَ ، فَإِذَا كَانَ بِالْعَشِيِّ فَضَعِ الشَّاةَ الْغَابِرَةَ عَلَى الْجَرِيبِ الْغَابِرِ ، فَكُلْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ ، أَلَا وَأَشْبِعُوا النَّاسَ فِي بُيُوتِهِمْ ، وَأَطْعِمُوا عِيَالَهُمْ ، فَإِنَّ تَجْفِينَكُمْ لِلنَّاسِ لَا يُحْسِنُ أَخْلَاقَهُمْ ، وَلَا يُشْبِعُ جَائِعَهُمْ ، وَاللَّهِ مَعَ ذَلِكَ مَا أَظُنُّ رُسْتَاقًا يُؤْخَذُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ شَاتَانِ وَجَرِيبَانِ إِلَّا يُسْرِعُ ذَلِكَ فِي خَرَابِهِ

    يغشى: غُشي عليه : أغمي ، فهو مغشي عليه
    فنكس: نكس : خفض رأسه
    L455542L4547 بْنِالْحَسَنِخ فِي حَيَاتِكُمُ سَعِيدٍالْ مْتَعْتُمْL20503L ِهَاا ق َالَ: : فَكَلَّمَنَا
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات