• 2499
  • خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ فِي أَصْحَابِهِ إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ ، فَقَالَ : " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا نَجَّاكُمُ اللَّهُ مِنْهُ مِمَّا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ ، " ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : " هَؤُلَاءِ خَيْرٌ لِي مِنْكُمْ " ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِخْوَانُنَا أَسْلَمْنَا كَمَا أَسْلَمُوا ، وَهَاجَرْنَا كَمَا هَاجَرُوا ، وَجَاهَدْنَا كَمَا جَاهَدُوا ، وَأَتَوْا عَلَى آجَالِهِمْ فَمَضَوْا فِيهَا ، وَبَقِينَا فِي آجَالِنَا ، فَمَا يَجْعَلُهُمْ خَيْرًا مِنَّا ؟ قَالَ : " إِنَّ هَؤُلَاءِ خَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا ، وَلَمْ يَأْكُلُوا مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، وَخَرَجُوا وَأَنَا الشَّهِيدُ عَلَيْهِمْ ، وَإِنَّكُمْ قَدْ أَكَلْتُمْ مِنْ أُجُورِكُمْ ، وَلَا أَدْرِي مَا تُحْدِثُونَ بَعْدِي " ، قَالَ : فَلَمَّا سَمِعَهَا الْقَوْمُ وَاللَّهِ عَقَلُوهَا ، وَانْتَفَعُوا بِهَا ، قَالُوا : وَإِنَّا لَمُحَاسبُونَ بِمَا أَصَبْنَا مَنَ الدُّنْيَا ، وَإِنَّهُ لَيُنْقَصُ بِهِ مِنْ أُجُورِنَا ، فَأَكَلُوا وَاللَّهِ طَيِّبًا وَأَنْفَقُوا قَصْدًا ، وَقَدَّمُوا فَضْلًا

    أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَوَيْهِ ، وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ قَالَا : أَخْبَرَنَا يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ ، يَقُولُ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ فِي أَصْحَابِهِ إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا نَجَّاكُمُ اللَّهُ مِنْهُ مِمَّا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : هَؤُلَاءِ خَيْرٌ لِي مِنْكُمْ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِخْوَانُنَا أَسْلَمْنَا كَمَا أَسْلَمُوا ، وَهَاجَرْنَا كَمَا هَاجَرُوا ، وَجَاهَدْنَا كَمَا جَاهَدُوا ، وَأَتَوْا عَلَى آجَالِهِمْ فَمَضَوْا فِيهَا ، وَبَقِينَا فِي آجَالِنَا ، فَمَا يَجْعَلُهُمْ خَيْرًا مِنَّا ؟ قَالَ : إِنَّ هَؤُلَاءِ خَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا ، وَلَمْ يَأْكُلُوا مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، وَخَرَجُوا وَأَنَا الشَّهِيدُ عَلَيْهِمْ ، وَإِنَّكُمْ قَدْ أَكَلْتُمْ مِنْ أُجُورِكُمْ ، وَلَا أَدْرِي مَا تُحْدِثُونَ بَعْدِي ، قَالَ : فَلَمَّا سَمِعَهَا الْقَوْمُ وَاللَّهِ عَقَلُوهَا ، وَانْتَفَعُوا بِهَا ، قَالُوا : وَإِنَّا لَمُحَاسبُونَ بِمَا أَصَبْنَا مَنَ الدُّنْيَا ، وَإِنَّهُ لَيُنْقَصُ بِهِ مِنْ أُجُورِنَا ، فَأَكَلُوا وَاللَّهِ طَيِّبًا وَأَنْفَقُوا قَصْدًا ، وَقَدَّمُوا فَضْلًا

    قصدا: القصد : التوسط والاعتدال في الأمور بلا غلو أو تفريط
    " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا نَجَّاكُمُ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات