عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : كَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ , وَهُوَ بِالْيَمَامَةِ يَأْمُرُهُ أَنْ يَسِيرَ إِلَى الْعِرَاقِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ خَالِدٌ : " إِنَّ مَعِيَ قَوْمًا قَدْ رَقُّوا ، وَكَانَ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْلَمْتُكَ مِنَ الْقَتْلِ وَالْجِرَاحِ , فَأَمِدَّنِي بِجُنْدٍ ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ ، هَذَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ , فَأَمِدَّهُ بِهِ فِي قَوْمِهِ . فَأَمَدَّهُ أَبُو بَكْرٍ وَخَرَجَ فِي أَرْبَعمِائَةٍ مِنْ قَوْمِهِ ، حَتَّى إِذَا كَانُوا قَرِيبًا مِنَ الْيَمَامَةِ لَقِيَهُمْ مَسِيرُ خَالِدٍ مِنَ الْيَمَامَةِ إِلَى الْحِيرَةِ ، فَعَارَضَهُ جَرِيرٌ ، فَأَدْرَكَهُ حِينَ نَزَلَ عَلَى الْمَاءِ ، فَنَزَلَ مَعَهُ . قَالَ : فَلَمْ يَزَلْ جَرِيرٌ مَعَ خَالِدٍ مُقَامَهُ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ حَتَّى خَرَجَ خَالِدٌ إِلَى الشَّامِ ، وَبَعَثَ خَالِدٌ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ مُقِيمٌ بِالْحِيرَةِ إِلَى قَرْيَةٍ بِالسَّوَادِ يُقَالُ لَهَا : بَانِقْيَا ، فَلَمَّا اقْتَحَمَ الْفُرَاتَ لِلْعُبُورِ , نَادَاهُ دِهْقَانُهَا صَلُوبًا : لَا تَعْبُرْ , أَنَا أَعْبُرُ إِلَيْكَ . فَعَبَرَ إِلَيْهِ فَأَعْطَاهُ الْجِزْيَةَ ، صَالَحَهُ عَلَى أَلْفِ دِرْهَمٍ وَطَيْلُسَانٍ ، ثُمَّ شَهِدَ جَرِيرٌ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ ، فَلَمَّا قُتِلَ أَبُو عُبَيْدٍ وَأَهْلُ الْجِسْرِ نَجَا الْمُثَنَّى بْنُ حَارِثَةَ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِمَنْ بَقِيَ مِنَ النَّاسِ "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ عَامِرٍ , عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : كَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ , وَهُوَ بِالْيَمَامَةِ يَأْمُرُهُ أَنْ يَسِيرَ إِلَى الْعِرَاقِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ خَالِدٌ : إِنَّ مَعِيَ قَوْمًا قَدْ رَقُّوا ، وَكَانَ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَا أَعْلَمْتُكَ مِنَ الْقَتْلِ وَالْجِرَاحِ , فَأَمِدَّنِي بِجُنْدٍ ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ ، هَذَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ , فَأَمِدَّهُ بِهِ فِي قَوْمِهِ . فَأَمَدَّهُ أَبُو بَكْرٍ وَخَرَجَ فِي أَرْبَعمِائَةٍ مِنْ قَوْمِهِ ، حَتَّى إِذَا كَانُوا قَرِيبًا مِنَ الْيَمَامَةِ لَقِيَهُمْ مَسِيرُ خَالِدٍ مِنَ الْيَمَامَةِ إِلَى الْحِيرَةِ ، فَعَارَضَهُ جَرِيرٌ ، فَأَدْرَكَهُ حِينَ نَزَلَ عَلَى الْمَاءِ ، فَنَزَلَ مَعَهُ . قَالَ : فَلَمْ يَزَلْ جَرِيرٌ مَعَ خَالِدٍ مُقَامَهُ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ حَتَّى خَرَجَ خَالِدٌ إِلَى الشَّامِ ، وَبَعَثَ خَالِدٌ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ مُقِيمٌ بِالْحِيرَةِ إِلَى قَرْيَةٍ بِالسَّوَادِ يُقَالُ لَهَا : بَانِقْيَا ، فَلَمَّا اقْتَحَمَ الْفُرَاتَ لِلْعُبُورِ , نَادَاهُ دِهْقَانُهَا صَلُوبًا : لَا تَعْبُرْ , أَنَا أَعْبُرُ إِلَيْكَ . فَعَبَرَ إِلَيْهِ فَأَعْطَاهُ الْجِزْيَةَ ، صَالَحَهُ عَلَى أَلْفِ دِرْهَمٍ وَطَيْلُسَانٍ ، ثُمَّ شَهِدَ جَرِيرٌ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ ، فَلَمَّا قُتِلَ أَبُو عُبَيْدٍ وَأَهْلُ الْجِسْرِ نَجَا الْمُثَنَّى بْنُ حَارِثَةَ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِمَنْ بَقِيَ مِنَ النَّاسِ