قَدِمَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ فِي عَشْرَةٍ مِنْ زُبَيْدٍ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ عَمْرٌو قَدْ قَالَ لِقَيْسِ بْنِ مَكْشُوحٍ الْمُرَادِيِّ حِينَ انْتَهَى إِلَيْهِمْ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا قَيْسُ ، إِنَّكَ سَيِّدُ قَوْمِكَ الْيَوْمَ ، وَقَدْ ذُكِرَ لَنَا : أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ قَدْ خَرَجَ بِالْحِجَازِ ، يَقُولُ إِنَّهُ نَبِيٌّ ، فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ حَتَّى نَعْلَمَ عِلْمَهُ , فَإِنْ كَانَ نَبِيًّا كَمَا يَقُولُ , فَإِنَّهُ لَنْ يَخْفَى عَلَيْنَا ، إِذَا لَقِينَاهُ اتَّبَعْنَاهُ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ عَلِمْنَا عِلْمَهُ ، فَإِنَّهُ إِنْ يَسْبِقْ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِكَ سَادَنَا , وَتَرَأَّسَ عَلَيْنَا , وَكُنَّا لَهُ أَذْنَابًا . فَأَبَى عَلَيْهِ قَيْسٌ , وَسَفَّهَ رَأْيَهُ " . فَرَكِبَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَقَالَ حِينَ دَخَلَهَا وَهُوَ آخِذٌ بِزِمَامِ رَاحِلَتِهِ : مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ ؟ فَقِيلَ لَهُ : سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، فَأَقْبَلَ يَقُودُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى أَنَاخَ بِبَابِهِ ، فَقِيلَ لِسَعْدٍ : عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ سَعْدٌ , فَرَحَّبَ بِهِ ، وَأَمَرَ بِرَحْلِهِ فَحُطَّ ، وَأَكْرَمَهُ وَحَبَاهُ ، ثُمَّ رَاحَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ وَأَقَامَ أَيَّامًا ، وَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُجِيزُ الْوَفْدَ ، وَانْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى بِلَادِهِ . وَأَقَامَ عَمْرٌو مَعَ زُبَيْدٍ قَوْمِهِ , وَعَلَيْهِمْ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ سَامِعًا مُطِيعًا , إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْزُو أَطَاعَهُ ، وَكَانَ فَرْوَةُ يُصِيبُ كُلَّ مَنْ خَالَفَهُ ، فَلَمَّا بَلَغَ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ خُرُوجُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرِبَ , أَوْعَدَ عَمْرًا وَتَحَطَّمَ عَلَيْهِ : خَالَفَنِي وَتَرَكَ رَأْيِي ، وَقَالَ عَمْرٌو فِي ذَلِكَ شِعْرًا . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ سَمِعْتُهَا مِنْ مَشْيَخَتِنَا : {
} أَمَرْتُكَ يَوْمَ ذِي صَنْعَا {
}ءَ أَمْرًا بَادِيًا رُشْدُهْ {
}{
} أَمَرْتُكَ بِاتِّقَاءِ اللَّـ {
}ـهِ وَالْمَعْرُوفِ تَأْتَقِدُهْ {
}{
} خَرَجْتَ مِنَ الْمَنِيِّ مِثْلَ {
}الْحَمِيرِ عَارُهُ وَقْدُهْ {
}وَجَعَلَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ يَقُولُ : قَدْ خَبَّرْتُكَ يَا قَيْسُ بْنَ مَكْشُوحٍ : إِنَّكَ يَا قَيْسٌ سَتَكُونُ ذَنَبًا تَابِعًا لِفَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ ، وَجَعَلَ فَرْوَةُ يَطْلُبُ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ كُلَّ الطَّلَبِ حَتَّى فَرَّ مِنْ بِلَادِهِ . فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَبَتَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ عَلَى الْإِسْلَامِ ، يُغِيرُ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ بِمَنْ أَطَاعَهُ ، وَارْتَدَّ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ حِينَ ارْتَدَّ وَهِيَ ثَبْتٌ : {
}وَجَدْنَا مُلْكَ فَرْوَةَ شَرَّ مُلْكٍ {
}حِمَارٌ سَافَ مِنْخَرَهُ بِعُذْرِ {
}{
}وَكُنْتَ إِذَا رَأَيْتَ أَبَا عُمَيْرٍ {
}تَرَى الْحُوَلَاءَ مِنْ خُبْثٍ وَغَدْرِ {
}وَجَعَلَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ يَطْلُبُ مَنِ ارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ وَيُقَاتِلُهُ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ : قَدِمَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ فِي عَشْرَةٍ مِنْ زُبَيْدٍ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَكَانَ عَمْرٌو قَدْ قَالَ لِقَيْسِ بْنِ مَكْشُوحٍ الْمُرَادِيِّ حِينَ انْتَهَى إِلَيْهِمْ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا قَيْسُ ، إِنَّكَ سَيِّدُ قَوْمِكَ الْيَوْمَ ، وَقَدْ ذُكِرَ لَنَا : أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ قَدْ خَرَجَ بِالْحِجَازِ ، يَقُولُ إِنَّهُ نَبِيٌّ ، فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ حَتَّى نَعْلَمَ عِلْمَهُ , فَإِنْ كَانَ نَبِيًّا كَمَا يَقُولُ , فَإِنَّهُ لَنْ يَخْفَى عَلَيْنَا ، إِذَا لَقِينَاهُ اتَّبَعْنَاهُ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ عَلِمْنَا عِلْمَهُ ، فَإِنَّهُ إِنْ يَسْبِقْ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِكَ سَادَنَا , وَتَرَأَّسَ عَلَيْنَا , وَكُنَّا لَهُ أَذْنَابًا . فَأَبَى عَلَيْهِ قَيْسٌ , وَسَفَّهَ رَأْيَهُ . فَرَكِبَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَقَالَ حِينَ دَخَلَهَا وَهُوَ آخِذٌ بِزِمَامِ رَاحِلَتِهِ : مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ ؟ فَقِيلَ لَهُ : سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، فَأَقْبَلَ يَقُودُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى أَنَاخَ بِبَابِهِ ، فَقِيلَ لِسَعْدٍ : عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ سَعْدٌ , فَرَحَّبَ بِهِ ، وَأَمَرَ بِرَحْلِهِ فَحُطَّ ، وَأَكْرَمَهُ وَحَبَاهُ ، ثُمَّ رَاحَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَسْلَمَ وَأَقَامَ أَيَّامًا ، وَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَمَا يُجِيزُ الْوَفْدَ ، وَانْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى بِلَادِهِ . وَأَقَامَ عَمْرٌو مَعَ زُبَيْدٍ قَوْمِهِ , وَعَلَيْهِمْ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ سَامِعًا مُطِيعًا , إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْزُو أَطَاعَهُ ، وَكَانَ فَرْوَةُ يُصِيبُ كُلَّ مَنْ خَالَفَهُ ، فَلَمَّا بَلَغَ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ خُرُوجُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرِبَ , أَوْعَدَ عَمْرًا وَتَحَطَّمَ عَلَيْهِ : خَالَفَنِي وَتَرَكَ رَأْيِي ، وَقَالَ عَمْرٌو فِي ذَلِكَ شِعْرًا . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ سَمِعْتُهَا مِنْ مَشْيَخَتِنَا : أَمَرْتُكَ يَوْمَ ذِي صَنْعَا ءَ أَمْرًا بَادِيًا رُشْدُهْ أَمَرْتُكَ بِاتِّقَاءِ اللَّـ ـهِ وَالْمَعْرُوفِ تَأْتَقِدُهْ خَرَجْتَ مِنَ الْمَنِيِّ مِثْلَ الْحَمِيرِ عَارُهُ وَقْدُهْ وَجَعَلَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ يَقُولُ : قَدْ خَبَّرْتُكَ يَا قَيْسُ بْنَ مَكْشُوحٍ : إِنَّكَ يَا قَيْسٌ سَتَكُونُ ذَنَبًا تَابِعًا لِفَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ ، وَجَعَلَ فَرْوَةُ يَطْلُبُ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ كُلَّ الطَّلَبِ حَتَّى فَرَّ مِنْ بِلَادِهِ . فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثَبَتَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ عَلَى الْإِسْلَامِ ، يُغِيرُ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ بِمَنْ أَطَاعَهُ ، وَارْتَدَّ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ حِينَ ارْتَدَّ وَهِيَ ثَبْتٌ : وَجَدْنَا مُلْكَ فَرْوَةَ شَرَّ مُلْكٍ حِمَارٌ سَافَ مِنْخَرَهُ بِعُذْرِ وَكُنْتَ إِذَا رَأَيْتَ أَبَا عُمَيْرٍ تَرَى الْحُوَلَاءَ مِنْ خُبْثٍ وَغَدْرِ وَجَعَلَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ يَطْلُبُ مَنِ ارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ وَيُقَاتِلُهُ