• 1479
  • عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : لَمَّا كَانَتِ الرِّدَّةُ قَالَ الْقَوْمُ لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، أَمْسِكْ مَا فِي يَدَيْكَ مِنَ الصَّدَقَةِ , فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ تَسُدِ الْحَلِيفَيْنِ ، فَقَالَ : " مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ حَتَّى أَدْفَعَهُ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ إِلَيْهِ "

    أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : لَمَّا كَانَتِ الرِّدَّةُ قَالَ الْقَوْمُ لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، أَمْسِكْ مَا فِي يَدَيْكَ مِنَ الصَّدَقَةِ , فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ تَسُدِ الْحَلِيفَيْنِ ، فَقَالَ : مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ حَتَّى أَدْفَعَهُ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ إِلَيْهِ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ ، قَالَ : وَكَانَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ أَحْزَمَ رَأَيًا ، وَأَفْضَلَ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ رَغْبَةً مِمَّنْ كَانَ فَرَّقَ الصَّدَقَةَ فِي قَوْمِهِ ، لَا تَعْجَلُوا فَإِنَّهُ إِنْ يَقُمْ بِهَذَا الْأَمْرِ قَائِمٌ أَلْفَاكُمْ وَلَمْ تُفَرِّقُوا الصَّدَقَةَ ، وَإِنْ كَانَ الَّذِي تَظُنُّونَ فَلَعَمْرِي إِنَّ أَمْوَالَكُمْ بِأَيْدِيكُمْ لَا يَغْلِبُكُمْ عَلَيْهَا أَحَدٌ ، فَسَكَّتَهُمْ بِذَلِكَ ، وَأَمَرَ ابْنَهُ أَنْ يُسَرِّحَ نَعَمَ الصَّدَقَةِ , فَإِذَا كَانَ الْمَسَاءُ رَوَّحَهَا ، وَإِنَّهُ جَاءَ بِهَا لَيْلَةً عِشَاءً , فَضَرَبَهُ وَقَالَ : أَلَا عَجَّلْتَ بِهَا ، ثُمَّ أَرَاحَهَا اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ فَوْقَ ذَلِكَ قَلِيلًا , فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ وَيُكَلِّمُونَهُ فِيهِ . فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِذَا سَرَّحْتَهَا فَصَحِّ فِي أَدْبَارِهَا ، وَأُمَّ بِهَا الْمَدِينَةَ , فَإِنْ لَقِيَكَ لَاقٍ مِنْ قَوْمِكَ أَوْ مِنْ غَيْرِهِمْ ، فَقُلْ : أُرِيدُ الْكَلَأَ ، تَعَذَّرَ عَلَيْنَا مَا حَوْلَنَا ، فَلَمَّا جَاءَ الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَرُوحُ فِيهِ لَمْ يَأْتِ الْغُلَامُ , فَجَعَلَ أَبُوهُ يَتَوَقَّعُهُ وَيَقُولُ لِأَصْحَابِهِ : الْعَجَبُ لِحَبْسِ ابْنِي . فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ : نَخْرُجُ يَا أَبَا طَرِيفٍ فَنَتْبَعُهُ ؟ , فَيَقُولُ : لَا وَاللَّهِ . فَلَمَّا أَصْبَحَ تَهَيَّأَ لِيَغْدُوَ , فَقَالَ قَوْمُهُ : نَغْدُوا مَعَكَ . فَقَالَ : لَا يَغْدُوَنَّ مَعِي مِنْكُمْ أَحَدٌ ، إِنَّكُمْ إِنْ رَأَيْتُمُوهُ حُلْتُمْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَضْرِبَهُ ، وَقَدْ عَصَى أَمْرِي كَمَا تَرَوْنَ . أَقُولُ لَهُ : تَرَوَّحْ لِسَفَرٍ قَلِيلَةٍ يَأْتِي بِهَا عَتَمَةً وَلَيْلَةً يَعْزُبُ بِهَا فَخَرَجَ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ سَرِيعًا حَتَّى لَحِقَ ابْنَهُ ، ثُمَّ حَدَرَ النَّعَمَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَلَمَّا كَانَ بِبَطْنِ قَنَاةٍ لَقِيَتْهُ خَيْلٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، وَيُقَالُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، وَهُوَ أَثْبَتُ عِنْدَنَا ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ ابْتَدَرُوهُ فَأَخَذُوهُ وَمَا كَانَ مَعَهُ ، وَقَالُوا لَهُ : أَيْنَ الْفَوَارِسُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَكَ ؟ فَقَالَ : مَا مَعِي أَحَدٌ ، فَقَالُوا : بَلَى ، لَقَدْ كَانَ مَعَكَ فَوَارِسٌ ، فَلَمَّا رَأَوْنَا تَغَيَّبُوا . فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ ، أَوْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : خَلُّوا عَنْهُ ، فَمَا كَذَبَ وَلَا كَذَبْتُمْ ، أَعْوَانُ اللَّهِ كَانُوا مَعَهُ وَلَمْ يَرَهُمْ . فَكَانَتْ أَوَّلَ صَدَقَةٍ قَدِمَ بِهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، قَدِمَ عَلَيْهِ بِثَمَانِمِائَةِ بَعِيرٍ