قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ : لَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهْتُهُ كَأَشَدِّ مَا كَرِهْتُ شَيْئًا قَطُّ ، فَانْطَلَقْتُ فَخَرَجْتُ هَارِبًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِأَقْصَى أَرْضِ الْعَرَبِ مِمَّا يَلِي الرُّومَ ، قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ : فَقَدِمْتُ عَلَى قَيْصَرَ فَكَرِهْتُ مَكَانِي الْآخَرَ كَمَا كَرِهْتُ مَكَانِي الْأَوَّلَ ، قَالَ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، فَوَاللَّهِ لَوْ أَتَيْتُهُ فَطَالَعْتُهُ فَنَظَرْتُ ، فَإِنْ كَانَ مَا يَقُولُ حَقًّا اتَّبَعْتُهُ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ لَمْ يَضُرُّنِي شَيْئًا . قَالَ : فَرَجَعْتُ عَوْدِي عَلَى بَدْئِي , وَرَدْتُ الْمَدِينَةَ ، فَلَمَّا دَخَلْتُهَا اسْتَشْرَفَنِي النَّاسُ وَقَالُوا : جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، قَالَ : حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ ، إِمَّا قَالَ : فِي الْمَسْجِدِ , وَإِمَّا قَالَ : عِنْدَ الْمَسْجِدِ ، قَالَ : فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " " يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ " " ، قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي مِنْ دِينٍ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنِّي عَلَى دِينٍ . قَالَ : فَقَالَ : " " يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ " " ، قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي مِنْ دِينٍ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " " يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ " " ، قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي مِنْ دِينٍ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " " أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ " " قَالَ : قُلْتُ : أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِي مِنِّي ؟ , مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ، قَالَ : " " أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ " " . ثُمَّ قَالَ : " " أَلَسْتَ بِرَأْسِ قَوْمِكَ ؟ " " قَالَ : قُلْتُ : بَلَى . قَالَ : " " أَلَسْتَ رَكُوسِيًّا ؟ " " قَالَ : " " لِصِنْفٍ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ ؟ " " ، قَالَ : قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : " " أَلَسْتَ تَأْخُذُ الْمِرْبَاعَ ؟ " " قَالَ : قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : " " فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكَ " " . قَالَ : وَصَدَقَ وَاللَّهِ ، فَتَضَعْضَعْتُ لِذَلِكَ وَوَضَعْتُ مِنِّي . قَالَ : ثُمَّ قَالَ : " " يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، فَإِنِّي قَدْ أَظُنُّ " " , أَوْ قَدْ أَرَى أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " " إِنَّمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُسْلِمَ خَصَاصَةٌ تَرَاهَا بِمَنْ حَوْلِي ، وَأَنَّكَ تَرَى النَّاسَ عَلَيْنَا أَلْبًا وَاحِدًا " " . وَقَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ : وَقَدْ رَمَتْهُمُ الْعَرَبُ ، وَتَقُولُ إِنَّمَا تَبِعَهُ ضَعْفَةُ النَّاسِ وَمَنْ لَا قُوَّةَ لَهُ ، هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ ؟ " " . قَالَ : قُلْتُ : لَمْ أَرَهَا وَقَدْ عَلِمْتُ مَكَانَهَا ، قَالَ : " " لَتُوشِكَنَّ الظَّعِينَةُ مِنْ ظَعَائِنِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ تَرْتَحِلَ مِنْهَا بِغَيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ ، وَلَتُفْتَحَنَّ عَلَيْنَا كُنُوزُ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ " " ، قَالَ : قُلْتُ : كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ ؟ قَالَ : " " كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ ، " " قَالَ : قُلْتُ : كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ ؟ قَالَ : " " كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ " " ، قَالَ : قُلْتُ : كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ ؟ ثَلَاثًا . " " وَلَيَفِيضَنَّ الْمَالُ حَتَّى يُهِمَّ الرَّجُلَ أَنْ يَجِدَ مَنْ يَقْبَلُ مِنْهُ مَالَهُ صَدَقَةً فَلَا يَجِدُهُ " " . قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ : قَدْ رَأَيْتُ اثْنَتَيْنِ ، أَنَا سِرْتُ بِالظَّعِينَةِ مِنَ الْحِيرَةِ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ فِي غَيْرِ جِوَارٍ ، يَعْنِي أَنَّهُ حَجَّ بِأَهْلِهِ ، قَالَ : وَكُنْتُ فِي أَوَّلِ خَيْلٍ أَغَارَتْ عَلَى الْمَدَائِنِ ، قَالَ : وَأَحْلِفُ بِاللَّهِ لَتَجِيئَنَّ الثَّالِثَةُ كَمَا كَانَتْ هَاتَانِ ، إِنَّهُ لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّايَ حَدَّثَنِيهِ " "
أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَوْفٌ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ . قَالَ : وَأَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ , عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ , قَالَ : وَأَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَيُّوبُ , وَهِشَامٌ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ , عَنْ رَجُلٍ , وَقَالَ هِشَامٌ : عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، هُوَ الَّذِي قَالَ : كُنْتُ أَسْأَلُ النَّاسَ عَنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي لَا أَسْأَلُهُ , فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ . قَالَ : وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ , عَنْ رَجُلٍ قَالَ : قُلْتُ لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا جَمِيعًا عَلَى حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، وَدَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ . قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ : لَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَرِهْتُهُ كَأَشَدِّ مَا كَرِهْتُ شَيْئًا قَطُّ ، فَانْطَلَقْتُ فَخَرَجْتُ هَارِبًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِأَقْصَى أَرْضِ الْعَرَبِ مِمَّا يَلِي الرُّومَ ، قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ : فَقَدِمْتُ عَلَى قَيْصَرَ فَكَرِهْتُ مَكَانِي الْآخَرَ كَمَا كَرِهْتُ مَكَانِي الْأَوَّلَ ، قَالَ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، فَوَاللَّهِ لَوْ أَتَيْتُهُ فَطَالَعْتُهُ فَنَظَرْتُ ، فَإِنْ كَانَ مَا يَقُولُ حَقًّا اتَّبَعْتُهُ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ لَمْ يَضُرُّنِي شَيْئًا . قَالَ : فَرَجَعْتُ عَوْدِي عَلَى بَدْئِي , وَرَدْتُ الْمَدِينَةَ ، فَلَمَّا دَخَلْتُهَا اسْتَشْرَفَنِي النَّاسُ وَقَالُوا : جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، قَالَ : حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ ، إِمَّا قَالَ : فِي الْمَسْجِدِ , وَإِمَّا قَالَ : عِنْدَ الْمَسْجِدِ ، قَالَ : فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي مِنْ دِينٍ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنِّي عَلَى دِينٍ . قَالَ : فَقَالَ : يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي مِنْ دِينٍ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي مِنْ دِينٍ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ قَالَ : قُلْتُ : أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِي مِنِّي ؟ , مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ، قَالَ : أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ . ثُمَّ قَالَ : أَلَسْتَ بِرَأْسِ قَوْمِكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَى . قَالَ : أَلَسْتَ رَكُوسِيًّا ؟ قَالَ : لِصِنْفٍ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ ؟ ، قَالَ : قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : أَلَسْتَ تَأْخُذُ الْمِرْبَاعَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكَ . قَالَ : وَصَدَقَ وَاللَّهِ ، فَتَضَعْضَعْتُ لِذَلِكَ وَوَضَعْتُ مِنِّي . قَالَ : ثُمَّ قَالَ : يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، فَإِنِّي قَدْ أَظُنُّ , أَوْ قَدْ أَرَى أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُسْلِمَ خَصَاصَةٌ تَرَاهَا بِمَنْ حَوْلِي ، وَأَنَّكَ تَرَى النَّاسَ عَلَيْنَا أَلْبًا وَاحِدًا . وَقَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ : وَقَدْ رَمَتْهُمُ الْعَرَبُ ، وَتَقُولُ إِنَّمَا تَبِعَهُ ضَعْفَةُ النَّاسِ وَمَنْ لَا قُوَّةَ لَهُ ، هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ ؟ . قَالَ : قُلْتُ : لَمْ أَرَهَا وَقَدْ عَلِمْتُ مَكَانَهَا ، قَالَ : لَتُوشِكَنَّ الظَّعِينَةُ مِنْ ظَعَائِنِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ تَرْتَحِلَ مِنْهَا بِغَيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ ، وَلَتُفْتَحَنَّ عَلَيْنَا كُنُوزُ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ ، قَالَ : قُلْتُ : كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ ؟ قَالَ : كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ ، قَالَ : قُلْتُ : كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ ؟ قَالَ : كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ ، قَالَ : قُلْتُ : كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ ؟ ثَلَاثًا . وَلَيَفِيضَنَّ الْمَالُ حَتَّى يُهِمَّ الرَّجُلَ أَنْ يَجِدَ مَنْ يَقْبَلُ مِنْهُ مَالَهُ صَدَقَةً فَلَا يَجِدُهُ . قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ : قَدْ رَأَيْتُ اثْنَتَيْنِ ، أَنَا سِرْتُ بِالظَّعِينَةِ مِنَ الْحِيرَةِ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ فِي غَيْرِ جِوَارٍ ، يَعْنِي أَنَّهُ حَجَّ بِأَهْلِهِ ، قَالَ : وَكُنْتُ فِي أَوَّلِ خَيْلٍ أَغَارَتْ عَلَى الْمَدَائِنِ ، قَالَ : وَأَحْلِفُ بِاللَّهِ لَتَجِيئَنَّ الثَّالِثَةُ كَمَا كَانَتْ هَاتَانِ ، إِنَّهُ لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِيَّايَ حَدَّثَنِيهِ