" كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَامِلًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُمَانَ ، فَلَمَّا بَلَغَهُ وَفَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ فَنَزَلَ أَرْضَ بَنِي عَامِرٍ عَلَى قُرَّةَ بْنِ هُبَيْرَةَ الْقُشَيْرِيِّ , فَأَحْسَنَ مَنْزِلَهُ وَضَيَّفَهُ ، ثُمَّ إِنَّ قُرَّةَ قَالَ لَهُ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ : إِنَّ لَكَ عِنْدِي نَصِيحَةً ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَهَا . قَالَ : مَا هِيَ ؟ قَالَ قُرَّةُ : إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ تُوُفِّيَ ، قَالَ عَمْرٌو : وَصَاحِبُنَا هُوَ ، لَا أُمَّ لَكَ ، دُونَكَ ؟ قَالَ : وَإِنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ كُنْتُمْ فِي حَرَمِكُمْ تَأْمَنُونَ فِيهِ ، وَيَأْتِيكُمُ النَّاسُ , ثُمَّ خَرَجَ مِنْكُمْ رَجُلٌ يَقُولُ : مَا سَمِعْتَ ، فَلَمَّا بَلَغَنَا ذَلِكَ لَمْ نَكْرَهْهُ ، وَقُلْنَا : رَجُلٌ مِنْ مُضَرَ يَسُوقُ النَّاسَ ، وَقَدْ تُوُفِّيَ ، وَالنَّاسُ إِلَيْكُمْ سِرَاعٌ ، فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مُطِيعِينَكُمْ شَيْئًا ، فَالْحَقُوا بِحَرَمِكُمْ تَأْمَنُوا ، فَإِنْ كُنْتَ غَيْرَ فَاعِلٍ ؛ فَعِدْنِي حَيْثُ شِئْتَ آتِكَ ، فَوَقَعَ بِهِ عَمْرٌو , وَقَالَ : إِنِّي أَرُدُّ عَلَيْكَ نَصِيحَتَكَ ، فَأَيَّ الْعَرَبِ تُوعِدُنَا بِهِ ؟ فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ ، لَأُوطِئَنَّ عَلَيْكَ الْخَيْلَ , وَمَوْعِدُكَ حِفْشُ أُمِّكَ . قَالَ قُرَّةُ : إِنِّي لَمْ أُرِدْ هَذَا ، وَنَدِمَ عَلَى مَقَالَتِهِ , وَخَرَجَ فِي مِائَةٍ مِنْ قَوْمِهِ خُفَرَاءَ لَهُ "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ , عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَالِبِيِّ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ : كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَامِلًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى عُمَانَ ، فَلَمَّا بَلَغَهُ وَفَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَقْبَلَ فَنَزَلَ أَرْضَ بَنِي عَامِرٍ عَلَى قُرَّةَ بْنِ هُبَيْرَةَ الْقُشَيْرِيِّ , فَأَحْسَنَ مَنْزِلَهُ وَضَيَّفَهُ ، ثُمَّ إِنَّ قُرَّةَ قَالَ لَهُ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ : إِنَّ لَكَ عِنْدِي نَصِيحَةً ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَهَا . قَالَ : مَا هِيَ ؟ قَالَ قُرَّةُ : إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ تُوُفِّيَ ، قَالَ عَمْرٌو : وَصَاحِبُنَا هُوَ ، لَا أُمَّ لَكَ ، دُونَكَ ؟ قَالَ : وَإِنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ كُنْتُمْ فِي حَرَمِكُمْ تَأْمَنُونَ فِيهِ ، وَيَأْتِيكُمُ النَّاسُ , ثُمَّ خَرَجَ مِنْكُمْ رَجُلٌ يَقُولُ : مَا سَمِعْتَ ، فَلَمَّا بَلَغَنَا ذَلِكَ لَمْ نَكْرَهْهُ ، وَقُلْنَا : رَجُلٌ مِنْ مُضَرَ يَسُوقُ النَّاسَ ، وَقَدْ تُوُفِّيَ ، وَالنَّاسُ إِلَيْكُمْ سِرَاعٌ ، فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مُطِيعِينَكُمْ شَيْئًا ، فَالْحَقُوا بِحَرَمِكُمْ تَأْمَنُوا ، فَإِنْ كُنْتَ غَيْرَ فَاعِلٍ ؛ فَعِدْنِي حَيْثُ شِئْتَ آتِكَ ، فَوَقَعَ بِهِ عَمْرٌو , وَقَالَ : إِنِّي أَرُدُّ عَلَيْكَ نَصِيحَتَكَ ، فَأَيَّ الْعَرَبِ تُوعِدُنَا بِهِ ؟ فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ ، لَأُوطِئَنَّ عَلَيْكَ الْخَيْلَ , وَمَوْعِدُكَ حِفْشُ أُمِّكَ . قَالَ قُرَّةُ : إِنِّي لَمْ أُرِدْ هَذَا ، وَنَدِمَ عَلَى مَقَالَتِهِ , وَخَرَجَ فِي مِائَةٍ مِنْ قَوْمِهِ خُفَرَاءَ لَهُ