" قَدِمَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بَعْدَ مَوْتِ مُعَاوِيَةَ ، فَرَدَّهُ وَالِيًا عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ ، فَخَرَجَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ سَرِيعًا بِحُنْقِهِ عَلَى أَبِي الْمُهَاجِرِ ، حَتَّى قَدِمَ إِفْرِيقِيَّةَ ، فَأَوْثَقَ أَبَا الْمُهَاجِرِ فِي وَثَاقٍ شَدِيدٍ وَأَسَاءَ عَزْلَهُ . ثُمَّ غَزَا بِأَبِي الْمُهَاجِرِ إِلَى السُّوسِ الْأَدْنَى ، وَهُوَ فِي حَدِيدٍ ، وَهُوَ خَلْفَ طَنْجَةَ فِيمَا بَيْن قَيْلَةَ مَدِينَتَهَا الَّتِي تُسَمَّى وَلِيلَةَ وَالْمَغْرِبُ ، وَأَهْلُ السُّوسِ إِذْ ذَاكَ أَيْلِيَةٌ , وَجَوَّلَ فِي بِلَادِهِمْ لَا يَعْرِضُ لَهُ أَحَدٌ وَلَا يُقَاتِلُهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ ثَغْرِهَا أَمَرَ أَصْحَابَهُ وَأَذِنَ لَهُمْ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ , وَبَقِيَ فِي عُدَّةٍ قَلِيلَةٍ ، فَأَخَذَ تَهُودَةَ , وَهِيَ ثَغْرٌ مِنْ ثُغُورِ إِفْرِيقِيَّةَ , وَتَيَاسُرًا عَنْ طَبِنَةَ ثَغْرُ الزَّابِ , فِيمَا بَيْنَ طَبِنَةَ وَالْمَشْرِقِ ، وَتَهُودَةُ مِنْ مُدُنِ قَيْرُوَانَ إِفْرِيقِيَّةَ عَلَى مَسِيرَةِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ . فَلَمَّا انْتَهَى عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ إِلَى تَهُودَةَ ، عَرَضَ لَهُ كُسَيْلَةُ بْنُ لَمْزَمٍ الْأَوْرَبِيُّ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ مِنَ الْبَرْبَرِ وَالرُّومِ ، وَكَانَ قَدْ بَلَغَهُ افْتِرَاقُ النَّاسِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ , وَقِلَّةَ مَنْ مَعَهُ وَجَمَعَ لِذَلِكَ جَمْعًا فَالْتَقَوْا ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا ، فَقُتِلَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ شَهِيدًا , رَحِمَهُ اللَّهُ , وَقُتِلَ مَنْ كَانَ مَعَهُ ، وَقُتِلَ أَبُو الْمُهَاجِرِ وَهُوَ مُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ ، وَاشْتَعَلَتْ إِفْرِيقِيَّةُ حَرْبًا " . ثُمَّ سَارَ كُسَيْلَةُ وَمَنْ مَعَهُ حَتَّى نَزَلُوا أُقْوَانِيَّةَ ، أَيِ الْقَيْرَوَانَ ، الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ اخْتَطَّ ، فَأَقَامَ بِهَا وَمَنْ مَعَهُ ، وَقَهَرَ مَنْ قَرُبَ مِنْهُ , بَابَ قَابِسٍ وَمَا يَلِيهِ ، وَجَعَلَ يَبْعَثُ أَصْحَابَهُ فِي كُلِّ وَجْهٍ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ ثَلَاثَ سِنِينَ وَثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : فَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَدِمَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بَعْدَ مَوْتِ مُعَاوِيَةَ ، فَرَدَّهُ وَالِيًا عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ ، فَخَرَجَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ سَرِيعًا بِحُنْقِهِ عَلَى أَبِي الْمُهَاجِرِ ، حَتَّى قَدِمَ إِفْرِيقِيَّةَ ، فَأَوْثَقَ أَبَا الْمُهَاجِرِ فِي وَثَاقٍ شَدِيدٍ وَأَسَاءَ عَزْلَهُ . ثُمَّ غَزَا بِأَبِي الْمُهَاجِرِ إِلَى السُّوسِ الْأَدْنَى ، وَهُوَ فِي حَدِيدٍ ، وَهُوَ خَلْفَ طَنْجَةَ فِيمَا بَيْن قَيْلَةَ مَدِينَتَهَا الَّتِي تُسَمَّى وَلِيلَةَ وَالْمَغْرِبُ ، وَأَهْلُ السُّوسِ إِذْ ذَاكَ أَيْلِيَةٌ , وَجَوَّلَ فِي بِلَادِهِمْ لَا يَعْرِضُ لَهُ أَحَدٌ وَلَا يُقَاتِلُهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ ثَغْرِهَا أَمَرَ أَصْحَابَهُ وَأَذِنَ لَهُمْ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ , وَبَقِيَ فِي عُدَّةٍ قَلِيلَةٍ ، فَأَخَذَ تَهُودَةَ , وَهِيَ ثَغْرٌ مِنْ ثُغُورِ إِفْرِيقِيَّةَ , وَتَيَاسُرًا عَنْ طَبِنَةَ ثَغْرُ الزَّابِ , فِيمَا بَيْنَ طَبِنَةَ وَالْمَشْرِقِ ، وَتَهُودَةُ مِنْ مُدُنِ قَيْرُوَانَ إِفْرِيقِيَّةَ عَلَى مَسِيرَةِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ . فَلَمَّا انْتَهَى عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ إِلَى تَهُودَةَ ، عَرَضَ لَهُ كُسَيْلَةُ بْنُ لَمْزَمٍ الْأَوْرَبِيُّ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ مِنَ الْبَرْبَرِ وَالرُّومِ ، وَكَانَ قَدْ بَلَغَهُ افْتِرَاقُ النَّاسِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ , وَقِلَّةَ مَنْ مَعَهُ وَجَمَعَ لِذَلِكَ جَمْعًا فَالْتَقَوْا ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا ، فَقُتِلَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ شَهِيدًا , رَحِمَهُ اللَّهُ , وَقُتِلَ مَنْ كَانَ مَعَهُ ، وَقُتِلَ أَبُو الْمُهَاجِرِ وَهُوَ مُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ ، وَاشْتَعَلَتْ إِفْرِيقِيَّةُ حَرْبًا . ثُمَّ سَارَ كُسَيْلَةُ وَمَنْ مَعَهُ حَتَّى نَزَلُوا أُقْوَانِيَّةَ ، أَيِ الْقَيْرَوَانَ ، الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ اخْتَطَّ ، فَأَقَامَ بِهَا وَمَنْ مَعَهُ ، وَقَهَرَ مَنْ قَرُبَ مِنْهُ , بَابَ قَابِسٍ وَمَا يَلِيهِ ، وَجَعَلَ يَبْعَثُ أَصْحَابَهُ فِي كُلِّ وَجْهٍ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ ثَلَاثَ سِنِينَ وَثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ . انْقَضَتْ قِصَّةُ بَنِي فِهْرٍ