• 1831
  • بَكَى حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ يَوْمًا ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَةِ ؟ قَالَ : خِصَالٌ كُلُّهَا أَبْكَانِي ، أَمَّا أَوَّلُهَا : فَبُطْءُ إِسْلَامِي حَتَّى سُبِقْتُ فِي مَوَاطِنَ كُلُّهَا صَالِحَةٌ ، وَنَجَوْتُ يَوْمَ بَدْرٍ وَيَوْمَ أُحُدٍ ، فَقُلْتُ : لَا أَخْرُجُ أَبَدًا مِنْ مَكَّةَ ، وَلَا أَوْضَعُ مَعَ قُرَيْشٍ مَا بَقِيتُ ، فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ ، وَيَأْبَى اللَّهُ أَنْ يْشَرَحَ قَلْبِي بِالْإِسْلَامِ ، وَذَلِكَ أَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَقَايَا مِنْ قُرَيْشٍ لَهُمْ أَسْنَانٌ ، مُتَمَسِّكِينَ بِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَأَقْتَدِي بِهِمْ ، وَيَا لَيْتَ أَنِّي لَمْ أَقْتَدِ بِهِمْ ، فَمَا أَهْلَكَنَا إِلَّا الِاقْتِدَاءُ بِآبَائِنَا وَكُبَرَائِنَا ، فَلَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ جَعَلْتُ أُفَكِّرُ ، وَأَتَانِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، فَقَالَ : أَبَا خَالِدٍ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَى أَنْ يَأْتِيَنَا مُحَمَّدٌ فِي جُمُوعِ يَثْرِبَ ، فَهَلْ أَنْتَ تَابِعِي إِلَى سَرِفَ نَسْتَرْوِحُ الْخَبَرَ ؟ ، قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : فَخَرَجْنَا نَتَحَدَّثُ وَنَحْنُ مُشَاةٌ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّهْمِ مِنَ النَّاسِ ، فَلَقِيَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبَا سُفْيَانَ فَذَهَبَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَجَعْتُ إِلَى مَكَّةَ فَدَخَلْتُ بَيْتِي فَأَغْلَقْتُهُ عَلَيَّ ، وَطَوَيْتُ مَا رَأَيْتُ ، وَقُلْتُ : لَا أُخْبِرُ قُرَيْشًا بِذَلِكَ ، وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ فَأَمَّنَ النَّاسَ ، فَجِئْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِالْبَطْحَاءِ فَأَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُهُ وَشَهِدْتُ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ حَقٌّ ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ إِلَى حُنَيْنٍ فَأَعْطَى رِجَالًا مِنَ الْغَنَائِمِ أَمْوَالًا ، وَسَأَلْتُهُ يَوْمَئِذٍ فَأَلْحَفْتُ الْمَسْأَلَةَ "

    قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَغَيْرِهِ قَالُوا : بَكَى حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ يَوْمًا ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَةِ ؟ قَالَ : خِصَالٌ كُلُّهَا أَبْكَانِي ، أَمَّا أَوَّلُهَا : فَبُطْءُ إِسْلَامِي حَتَّى سُبِقْتُ فِي مَوَاطِنَ كُلُّهَا صَالِحَةٌ ، وَنَجَوْتُ يَوْمَ بَدْرٍ وَيَوْمَ أُحُدٍ ، فَقُلْتُ : لَا أَخْرُجُ أَبَدًا مِنْ مَكَّةَ ، وَلَا أَوْضَعُ مَعَ قُرَيْشٍ مَا بَقِيتُ ، فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ ، وَيَأْبَى اللَّهُ أَنْ يْشَرَحَ قَلْبِي بِالْإِسْلَامِ ، وَذَلِكَ أَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَقَايَا مِنْ قُرَيْشٍ لَهُمْ أَسْنَانٌ ، مُتَمَسِّكِينَ بِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَأَقْتَدِي بِهِمْ ، وَيَا لَيْتَ أَنِّي لَمْ أَقْتَدِ بِهِمْ ، فَمَا أَهْلَكَنَا إِلَّا الِاقْتِدَاءُ بِآبَائِنَا وَكُبَرَائِنَا ، فَلَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ جَعَلْتُ أُفَكِّرُ ، وَأَتَانِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، فَقَالَ : أَبَا خَالِدٍ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَى أَنْ يَأْتِيَنَا مُحَمَّدٌ فِي جُمُوعِ يَثْرِبَ ، فَهَلْ أَنْتَ تَابِعِي إِلَى سَرِفَ نَسْتَرْوِحُ الْخَبَرَ ؟ ، قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : فَخَرَجْنَا نَتَحَدَّثُ وَنَحْنُ مُشَاةٌ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّهْمِ مِنَ النَّاسِ ، فَلَقِيَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبَا سُفْيَانَ فَذَهَبَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَجَعْتُ إِلَى مَكَّةَ فَدَخَلْتُ بَيْتِي فَأَغْلَقْتُهُ عَلَيَّ ، وَطَوَيْتُ مَا رَأَيْتُ ، وَقُلْتُ : لَا أُخْبِرُ قُرَيْشًا بِذَلِكَ ، وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ فَأَمَّنَ النَّاسَ ، فَجِئْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِالْبَطْحَاءِ فَأَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُهُ وَشَهِدْتُ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ حَقٌّ ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ إِلَى حُنَيْنٍ فَأَعْطَى رِجَالًا مِنَ الْغَنَائِمِ أَمْوَالًا ، وَسَأَلْتُهُ يَوْمَئِذٍ فَأَلْحَفْتُ الْمَسْأَلَةَ

    فألحفت: الإلحاف : شدة الإلحاح في المسألة
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات