عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ : " قَالَتْ أُمُّ عُمَارَةَ نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ : شَهِدَتْ عَقْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْبَيْعَةَ لَهُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ وَبَايَعَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَعَ الْقَوْمِ " .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ : قَالَتْ أُمُّ عُمَارَةَ نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ : شَهِدَتْ عَقْدَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَالْبَيْعَةَ لَهُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ وَبَايَعَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَعَ الْقَوْمِ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : شَهِدَتْ أُمُّ عُمَارَةَ بِنْتُ كَعْبٍ أُحُدًا مَعَ زَوْجِهَا غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرٍو وَابْنَيْهَا وَخَرَجَتْ مَعَهُمْ بِشَنٍّ لَهَا فِي أَوَّلِ النَّهَارِ تُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَ الْجَرْحَى فَقَاتَلَتْ يَوْمَئِذٍ وَأَبْلَتْ بَلَاءً حَسَنًا وَجُرِحَتِ اثْنَيْ عَشَرَ جُرْحًا بَيْنَ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ أَوْ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ ، فَكَانَتْ أُمُّ سَعْدِ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ رَبِيعٍ تَقُولُ : دَخَلْتُ عَلَيْهَا فَقُلْتُ حَدِّثِينِي خَبَرَكِ يَوْمَ أُحُدٍ ، قَالَتْ : خَرَجْتُ أَوَّلَ النَّهَارِ إِلَى أُحُدٍ وَأَنَا أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ وَمَعِي سِقَاءٌ فِيهِ مَاءٌ فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ وَالدُّوَلَةُ وَالرِّيحُ لِلْمُسْلِمِينَ فَلَمَّا انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ انْحَزْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَجَعَلْتُ أُبَاشِرُ الْقِتَالَ وَأَذُبُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ بِالسَّيْفِ وَأَرْمِي بِالْقَوْسِ حَتَّى خَلَصَتْ إِلَيَّ الْجَرَّاحُ ، قَالَتْ : فَرَأَيْتُ عَلَى عَاتِقِهَا جُرْحًا لَهُ غَوْرٌ أَجْوَفُ فَقُلْتُ : يَا أُمَّ عُمَارَةَ مَنْ أَصَابَكِ هَذَا ؟ قَالَتْ : أَقْبَلَ ابْنُ قُمَيْئَةَ وَقَدْ وَلَّى النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ يَصِيحُ دُلُّونِي عَلَى مُحَمَّدٍ فَلَا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا فَاعْتَرَضَ لَهُ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَنَاسٌ مَعَهُ فَكُنْتُ فِيهِمْ فَضَرَبَنِي هَذِهِ الضَّرْبَةَ وَلَقَدْ ضَرَبْتُهُ عَلَى ذَلِكَ ضَرَبَاتٍ وَلَكِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ كَانَ عَلَيْهِ دِرْعَانِ فَكَانَ ضَمْرَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَازِنِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ جَدَّتِهِ وَكَانَتْ قَدْ شَهِدَتْ أُحُدًا تَسْقِي الْمَاءَ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، يَقُولُ : لَمَقَامُ نُسَيْبَةَ بِنْتِ كَعْبٍ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْ مَقَامِ فُلَانٍ وَفُلَانٍ . وَكَانَ يَرَاهَا يَوْمَئِذٍ تُقَاتِلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ وَإِنَّهَا لَحَاجِزَةٌ ثَوْبَهَا عَلَى وَسَطِهَا حَتَّى جُرِحَتْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ جُرْحًا وَكَانَتْ تَقُولُ : إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى ابْنِ قُمَيْئَةَ وَهُوَ يَضْرِبُهَا عَلَى عَاتِقِهَا وَكَانَ أَعْظَمَ جِرَاحِهَا فَدَاوَتْهُ سَنَةً ثُمَّ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ إِلَى حَمْرَاءَ الْأَسَدِ فَشَدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا فَمَا اسْتَطَاعَتْ مِنْ نَزْفِ الدَّمِ وَلَقَدْ مَكَثْنَا لَيْلَتَنَا نُكَمِّدُ الْجَرَّاحَ حَتَّى أَصْبَحْنَا فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ الْحَمْرَاءِ مَا وَصَلَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى بَيْتِهِ حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ الْمَازِنِيِّ يَسْأَلُ عَنْهَا فَرَجَعَ إِلَيْهِ يُخْبِرُهُ بِسَلَامَتِهَا فَسُرَّ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ .