قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : كَمْ خَدَمْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : عَشْرَ سِنِينَ فَلَمْ يُغَيِّرْ عَلَيَّ فِي شَيْءٍ أَسَأْتُ وَلَا أَحْسَنْتُ قُلْتُ : فَأَخْبِرْنِي بِأَعْجَبَ شَيْءٍ رَأَيْتَ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ سِنِينَ مَا هُوَ ؟ قَالَ : لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ وَكَانَتْ تَحْتَ مَوْلَاهُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ : يَا أَنَسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَرُوسًا وَمَا أَرَى عِنْدَهُ مِنْ غَدَاءٍ فَهَلُمَّ تِلْكَ الْعُكَّةَ فَنَاوَلْتُهَا فَعَمِلْتُ لَهُ حَيْسًا مِنْ عَجْوَةٍ فِي تَوْرٍ مِنْ فَخَارٍ قَدْرَ مَا يَكْفِيهِ وَصَاحِبَتَهُ وَقَالَتْ : اذْهَبْ بِهِ إِلَيْهِ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ آيَةُ الْحِجَابِ ، فَقَالَ : " ضَعْهُ " فَوَضَعْتُهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ ، فَقَالَ لِي : " ادْعُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا " وَذَكَرَ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ سَمَّاهُمْ فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ أَمَرَنِي أَنْ أَدْعُوَهُ وَقِلَّةِ الطَّعَامِ إِنَّمَا هُوَ طَعَامٌ يَسِيرٌ وَكَرِهْتُ أَنْ أَعْصِيَهُ فَدَعَوْتُهُمْ ، فَقَالَ : " انْظُرْ مَنْ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ فَادْعُهُ " فَجَعَلْتُ آتِي الرَّجُلَ وَهُوَ يُصَلِّي أَوْ هُوَ نَائِمٌ فَأَقُولُ : أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّهُ أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَرُوسًا حَتَّى امْتَلَأَ الْبَيْتُ ، فَقَالَ لِي : " هَلْ بَقِيَ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ ؟ " قُلْتُ : لَا ، قَالَ : " فَانْظُرْ مَنْ كَانَ فِي الطَّرِيقِ فَادْعُهُمْ " ، قَالَ : فَدَعَوْتُ حَتَّى امْتَلَأَتِ الْحُجْرَةُ ، فَقَالَ : " هَلْ بَقِيَ مِنْ أَحَدٍ ؟ ، قُلْتُ : لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " هَلُمَّ التَّوْرَ " ، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ فِيهِ وَغَمَزَهُ ، وَقَالَ لِلنَّاسِ : " كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ " ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى التَّمْرِ يَرْبُو أَوْ إِلَى السَّمْنِ كَأَنَّهُ عُيُونٌ تَنْبُعُ حَتَّى أَكَلَ كُلُّ مَنْ فِي الْبَيْتِ وَمَنْ فِي الْحُجْرَةِ وَبَقِيَ فِي التَّوْرِ قَدْرُ مَا جِئْتُ بِهِ فَوَضَعْتُهُ عِنْدَ زَوْجَتِهِ ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى أُمِّي لِأُعْجِبَهَا مِمَّا رَأَيْتُ ، فَقَالَتْ : لَا تَعْجَبْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ كُلُّهُمْ لَأَكَلُوا ، فَقُلْتُ لِأَنَسٍ : كَمْ تَرَاهُمْ بَلَغُوا ؟ قَالَ : أَحَدًا وَسَبْعِينَ رَجُلًا وَأَنَا أَشُكُّ فِي اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعَبْدِيُّ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : كَمْ خَدَمْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : عَشْرَ سِنِينَ فَلَمْ يُغَيِّرْ عَلَيَّ فِي شَيْءٍ أَسَأْتُ وَلَا أَحْسَنْتُ قُلْتُ : فَأَخْبِرْنِي بِأَعْجَبَ شَيْءٍ رَأَيْتَ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ سِنِينَ مَا هُوَ ؟ قَالَ : لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ وَكَانَتْ تَحْتَ مَوْلَاهُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ : يَا أَنَسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَرُوسًا وَمَا أَرَى عِنْدَهُ مِنْ غَدَاءٍ فَهَلُمَّ تِلْكَ الْعُكَّةَ فَنَاوَلْتُهَا فَعَمِلْتُ لَهُ حَيْسًا مِنْ عَجْوَةٍ فِي تَوْرٍ مِنْ فَخَارٍ قَدْرَ مَا يَكْفِيهِ وَصَاحِبَتَهُ وَقَالَتْ : اذْهَبْ بِهِ إِلَيْهِ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ آيَةُ الْحِجَابِ ، فَقَالَ : ضَعْهُ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ ، فَقَالَ لِي : ادْعُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا وَذَكَرَ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ سَمَّاهُمْ فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ أَمَرَنِي أَنْ أَدْعُوَهُ وَقِلَّةِ الطَّعَامِ إِنَّمَا هُوَ طَعَامٌ يَسِيرٌ وَكَرِهْتُ أَنْ أَعْصِيَهُ فَدَعَوْتُهُمْ ، فَقَالَ : انْظُرْ مَنْ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ فَادْعُهُ فَجَعَلْتُ آتِي الرَّجُلَ وَهُوَ يُصَلِّي أَوْ هُوَ نَائِمٌ فَأَقُولُ : أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّهُ أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَرُوسًا حَتَّى امْتَلَأَ الْبَيْتُ ، فَقَالَ لِي : هَلْ بَقِيَ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ ؟ قُلْتُ : لَا ، قَالَ : فَانْظُرْ مَنْ كَانَ فِي الطَّرِيقِ فَادْعُهُمْ ، قَالَ : فَدَعَوْتُ حَتَّى امْتَلَأَتِ الْحُجْرَةُ ، فَقَالَ : هَلْ بَقِيَ مِنْ أَحَدٍ ؟ ، قُلْتُ : لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : هَلُمَّ التَّوْرَ ، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ فِيهِ وَغَمَزَهُ ، وَقَالَ لِلنَّاسِ : كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى التَّمْرِ يَرْبُو أَوْ إِلَى السَّمْنِ كَأَنَّهُ عُيُونٌ تَنْبُعُ حَتَّى أَكَلَ كُلُّ مَنْ فِي الْبَيْتِ وَمَنْ فِي الْحُجْرَةِ وَبَقِيَ فِي التَّوْرِ قَدْرُ مَا جِئْتُ بِهِ فَوَضَعْتُهُ عِنْدَ زَوْجَتِهِ ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى أُمِّي لِأُعْجِبَهَا مِمَّا رَأَيْتُ ، فَقَالَتْ : لَا تَعْجَبْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ كُلُّهُمْ لَأَكَلُوا ، فَقُلْتُ لِأَنَسٍ : كَمْ تَرَاهُمْ بَلَغُوا ؟ قَالَ : أَحَدًا وَسَبْعِينَ رَجُلًا وَأَنَا أَشُكُّ فِي اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ