أَنَّ صِلَةَ انْطَلَقَ فِي جَشَرِ الْحَيِّ بِرَامَ هُرْمُزَ وَمَا يَلِيهَا قَالَتْ : فَفَنِيَ زَادُهُ حَتَّى غَرِثَ غَرَثًا شَدِيدًا قَالَ : فَلَقِيَ عِلْجًا يَحْمِلُ كَارَةً ، فَقَالَ : " أَمَعَكَ طَعَامٌ ؟ " قَالَ : نَعَمْ قَالَ : " ضَعْ كَارَتَك ، فَأَطْعِمْنِي " قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، إِنِّي رَجُلٌ فَارونداه ، أُرِيدُ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَلَيْسَ مَعِي إِلَّا مَا يَكْفِينِي قَالَ : فَتَحَرَّجَ مِنْهُ ، فَتَرَكَهُ ، ثُمَّ نَدِمَ حِينَ تَجَاوَزَهُ قَالَ : لَوْ كُنْتُ أَصَبْتُ مِنْهُ كَانَ قَدْ حَلَّ لِي قَالَتْ : فَلَقِيَ آخَرَ يَحْمِلُ كَارَةً ، فَقَالَ : أَمَعَكَ طَعَامٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : ضَعْ كَارَتَكَ ، فَأَطْعِمْنِي فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، إِنِّي رَجُلٌ فَارونداه ، أُرِيدُ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَلَيْسَ مَعِي إِلَّا مَا يَكْفِينِي قَالَ : فَقَالَ : ، " مَا يَحِلُّ لِي مِنْ هَذَا إِلَّا مَا حَلَّ لِي مِنَ الْأَوَّلِ " فَخَلَا عَنْهُ قَالَتْ : فَلَقِيَ آخَرَ ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَتَحَرَّجَ مِنْهُ ، فَقَالَ : " مَا يَحِلُّ لِي مِنْ هَذَا إِلَّا مَا حَلَّ لِي مِنَ الْأَوَّلَيْنِ " قَالَتْ : فَتَرَكَهُ ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ عَلَى مُسَنَّاةٍ ضَيِّقَةٍ عَنْ يَمِينِهِ ، وَعَنْ شِمَالِهِ السَّمَاءُ إِذْ سَمِعَ خَوَايَةً احْتَفَزَتْ لَهَا دَابَّتُهُ ، فَالْتَفَتَ ، فَإِذَا هُوَ بِسَبٍّ مَلْفُوفٍ لَا يَدْرِي عَلَى مَا هُوَ ، فَنَزَلَ قَالَتْ : فَأُقَدِّرُ أَنَّهُ لَوْ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ لَأَبْصَرَهُ مِنْ ضِيقِ مَسِيرِهِ قَالَتْ : فَنَزَلَ ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَصْرِفَ دَابَّتَهُ مِنْ ضِيقِ مَسِيرِهِ ، حَتَّى أَخَذَ بِرَأْسِهَا ، فَتَنَاوَلَهُ عِنْدَ رِجْلِ الدَّابَّةِ قَالَتْ : فَإِذَا قِطْعَةٌ مِنْ سِبٍّ مَلْفُوفٍ عَلَى دَوْخَلَةٍ فِيهَا رُطَبٌ ، فَأَكَلَ مِنْهَا حَتَّى شَبِعَ ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى رَاهِبٍ ، فَأَتَاهُ الرَّاهِبُ بِقِرَاهُ ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، مَا لَكَ لَا تَأْكُلُ مِنْ قِرَايَ ، وَلَا أَرَى مَعَكَ ثَقَلًا وَلَا طَعَامًا ؟ قَالَ : " بَلَى ، إِنِّي قَدْ أَصَبْتُ كَذَا وَكَذَا " قَالَ : هَلْ بَقِيَ مَعَكَ شَيْءٌ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " قَالَ : فَأَطْعِمْنِي مِنْهُ فَأَعْطَاهُ الدَّوْخَلَةَ ، فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، إِنَّكَ قَدْ أُطْعِمْتَ ، أَلَا تَرَى النَّخْلَ سَلْبًا لَيْسَ عَلَيْهَا شَيْءٌ ، وَإِنَّ هَذَا لَيْسَ بِزَمَانٍ الرُّطَبِ ؟ قَالَتْ : فَأَتَانَا بِتِلْكَ الْقِطْعَةِ السِّبِّ ، فَكَانَ عِنْدَنَا زَمَانًا ، فَمَا أَدْرِي كَيْفَ ذَهَبَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَتْنِي مُعَاذَةُ الْعَدَوِيَّةُ ، أَنَّ صِلَةَ انْطَلَقَ فِي جَشَرِ الْحَيِّ بِرَامَ هُرْمُزَ وَمَا يَلِيهَا قَالَتْ : فَفَنِيَ زَادُهُ حَتَّى غَرِثَ غَرَثًا شَدِيدًا قَالَ : فَلَقِيَ عِلْجًا يَحْمِلُ كَارَةً ، فَقَالَ : أَمَعَكَ طَعَامٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : ضَعْ كَارَتَك ، فَأَطْعِمْنِي قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، إِنِّي رَجُلٌ فَارونداه ، أُرِيدُ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَلَيْسَ مَعِي إِلَّا مَا يَكْفِينِي قَالَ : فَتَحَرَّجَ مِنْهُ ، فَتَرَكَهُ ، ثُمَّ نَدِمَ حِينَ تَجَاوَزَهُ قَالَ : لَوْ كُنْتُ أَصَبْتُ مِنْهُ كَانَ قَدْ حَلَّ لِي قَالَتْ : فَلَقِيَ آخَرَ يَحْمِلُ كَارَةً ، فَقَالَ : أَمَعَكَ طَعَامٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : ضَعْ كَارَتَكَ ، فَأَطْعِمْنِي فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، إِنِّي رَجُلٌ فَارونداه ، أُرِيدُ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَلَيْسَ مَعِي إِلَّا مَا يَكْفِينِي قَالَ : فَقَالَ : ، مَا يَحِلُّ لِي مِنْ هَذَا إِلَّا مَا حَلَّ لِي مِنَ الْأَوَّلِ فَخَلَا عَنْهُ قَالَتْ : فَلَقِيَ آخَرَ ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَتَحَرَّجَ مِنْهُ ، فَقَالَ : مَا يَحِلُّ لِي مِنْ هَذَا إِلَّا مَا حَلَّ لِي مِنَ الْأَوَّلَيْنِ قَالَتْ : فَتَرَكَهُ ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ عَلَى مُسَنَّاةٍ ضَيِّقَةٍ عَنْ يَمِينِهِ ، وَعَنْ شِمَالِهِ السَّمَاءُ إِذْ سَمِعَ خَوَايَةً احْتَفَزَتْ لَهَا دَابَّتُهُ ، فَالْتَفَتَ ، فَإِذَا هُوَ بِسَبٍّ مَلْفُوفٍ لَا يَدْرِي عَلَى مَا هُوَ ، فَنَزَلَ قَالَتْ : فَأُقَدِّرُ أَنَّهُ لَوْ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ لَأَبْصَرَهُ مِنْ ضِيقِ مَسِيرِهِ قَالَتْ : فَنَزَلَ ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَصْرِفَ دَابَّتَهُ مِنْ ضِيقِ مَسِيرِهِ ، حَتَّى أَخَذَ بِرَأْسِهَا ، فَتَنَاوَلَهُ عِنْدَ رِجْلِ الدَّابَّةِ قَالَتْ : فَإِذَا قِطْعَةٌ مِنْ سِبٍّ مَلْفُوفٍ عَلَى دَوْخَلَةٍ فِيهَا رُطَبٌ ، فَأَكَلَ مِنْهَا حَتَّى شَبِعَ ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى رَاهِبٍ ، فَأَتَاهُ الرَّاهِبُ بِقِرَاهُ ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، مَا لَكَ لَا تَأْكُلُ مِنْ قِرَايَ ، وَلَا أَرَى مَعَكَ ثَقَلًا وَلَا طَعَامًا ؟ قَالَ : بَلَى ، إِنِّي قَدْ أَصَبْتُ كَذَا وَكَذَا قَالَ : هَلْ بَقِيَ مَعَكَ شَيْءٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَأَطْعِمْنِي مِنْهُ فَأَعْطَاهُ الدَّوْخَلَةَ ، فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، إِنَّكَ قَدْ أُطْعِمْتَ ، أَلَا تَرَى النَّخْلَ سَلْبًا لَيْسَ عَلَيْهَا شَيْءٌ ، وَإِنَّ هَذَا لَيْسَ بِزَمَانٍ الرُّطَبِ ؟ قَالَتْ : فَأَتَانَا بِتِلْكَ الْقِطْعَةِ السِّبِّ ، فَكَانَ عِنْدَنَا زَمَانًا ، فَمَا أَدْرِي كَيْفَ ذَهَبَ قَالَ إِسْحَاقُ : وَالسِّبُّ مِنَ السَّبِيبَةِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : قَالَ الشَّاعِرُ : أَلَا يَا أُمَّ الْأَسْوَدِ إِنَّ رَأْسِي تَغَشَّى لَوْنَهُ سِبٌّ جَدِيدُ فَلَوْ أَنَّ الشَّبَابَ يُبَاعُ بَيْعًا لَأَعْطَيْتُ الْمُبَايِعَ مَا يُرِيدُ وَلَكِنَّ الشَّبَابَ إِذَا تَوَلَّى عَلَى شَرَفٍ فَمَطْلَبُهُ بَعِيدُ *