سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ لِأَبِي مَعْشَرٍ : " بَلَغَنِي أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِكُمْ مَرَّ بِكَعْبِ بْنِ سُورٍ وَهُوَ صَرِيعٌ قَتِيلٌ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ ، فَوَضَعَ الرُّمْحَ فِي عَيْنِهِ ، وَقَالَ : مَا رَأَيْتُ كَافِرًا أَقْضَى بِحَقٍّ مِنْكَ "
قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ لِأَبِي مَعْشَرٍ : بَلَغَنِي أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِكُمْ مَرَّ بِكَعْبِ بْنِ سُورٍ وَهُوَ صَرِيعٌ قَتِيلٌ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ ، فَوَضَعَ الرُّمْحَ فِي عَيْنِهِ ، وَقَالَ : مَا رَأَيْتُ كَافِرًا أَقْضَى بِحَقٍّ مِنْكَ وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : إِنَّ كَعْبَ بْنَ سُورٍ لَمَّا قَدِمَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ الْبَصْرَةَ ، دَخَلَ فِي بَيْتٍ وَطَيَّنَ عَلَيْهِ ، وَجَعَلَ فِيهِ كَوَّةً يُنَاوَلُ مِنْهَا طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ؛ اعْتِزَالًا لِلْفِتْنَةِ ، فَقِيلَ لِعَائِشَةَ : إِنَّ كَعْبَ بْنَ سُورٍ إِنْ خَرَجَ مَعَكِ لَمْ يَتَخَلَّفْ مِنَ الْأَزْدِ أَحَدٌ فَرَكِبَتْ إِلَيْهِ ، فَنَادَتْهُ وَكَلَّمَتْهُ ، فَلَمْ يُجِبْهَا ، فَقَالَتْ : يَا كَعْبُ ، أَلَسْتُ أُمَّكَ ، وَلِي عَلَيْكَ حَقٌّ ؟ فَكَلَّمَهَا ، فَقَالَتْ : إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ . فَذَلِكَ حِينَ خَرَجَ ، وَأَخَذَ الْمُصْحَفَ ، فَنَشَرَهُ ، وَمَشَى بَيْنَ الصَّفَّيْنِ يَدْعُوهُم إِلَى مَا فِيهِ ، فَجَاءَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ ، فَقَتَلَهُ ، وَكَانَ مَعْرُوفًا بِالْخَيْرِ وَالصَّلَاحِ ، وَلَيْسَ لَهُ حَدِيثٌ