عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : " أَحِبَّ صَالِحَ الْمُؤْمِنِينَ وَصَالِحَ بَنِي هَاشِمٍ وَلَا تَكُنْ شِيعَيًّا , وَارْجُ مَا لَمْ تَعْلَمْ , وَلَا تَكُنْ مُرْجِئًا , وَاعْلَمْ أَنَّ الْحَسَنَةَ مِنَ اللَّهِ وَالسَّيِّئَةَ مِنْ نَفْسِكِ , وَلَا تَكُنْ قَدَرِيًّا وَأَحْبِبْ مَنْ رَأَيْتَهُ يَعْمَلُ بِالْخَيْرِ وَإِنْ كَانَ أَخْرَمَ سِنْدِيًّا "
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْوَصَّافِيُّ ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : أَحِبَّ صَالِحَ الْمُؤْمِنِينَ وَصَالِحَ بَنِي هَاشِمٍ وَلَا تَكُنْ شِيعَيًّا , وَارْجُ مَا لَمْ تَعْلَمْ , وَلَا تَكُنْ مُرْجِئًا , وَاعْلَمْ أَنَّ الْحَسَنَةَ مِنَ اللَّهِ وَالسَّيِّئَةَ مِنْ نَفْسِكِ , وَلَا تَكُنْ قَدَرِيًّا وَأَحْبِبْ مَنْ رَأَيْتَهُ يَعْمَلُ بِالْخَيْرِ وَإِنْ كَانَ أَخْرَمَ سِنْدِيًّا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : قَالَ أَصْحَابُنَا : وَكَانَ الشَّعْبِيُّ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَ الْقُرَّاءِ عَلَى الْحَجَّاجِ وَشَهِدَ دَيْرَ الْجَمَاجِمِ , وَكَانَ فِيمَنْ أَفْلَتَ فَاخْتَفَى زَمَانًا وَكَانَ يَكْتُبُ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ أَنْ يُكَلِّمَ فِيهِ الْحَجَّاجَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ : إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَجْتَرِئُ عَلَى ذَلِكَ وَلَكِنْ تَحَيَّنْ جُلُوسَهُ لِلْعَامَّةِ ثُمَّ ادْخُلْ عَلَيْهِ حَتَّى تَمْثُلَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَتَكَلَّمَ بِعُذْرِكَ , وَأَقِرَّ بِذَنْبِكَ وَاسْتَشْهِدْنِي عَلَى مَا أَحْبَبْتَ أَشْهَدْ لَكَ . قَالَ : فَفَعَلَ الشَّعْبِيُّ فَلَمْ يَشْعُرِ الْحَجَّاجُ إِلَّا وَهُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ لَهُ : الشَّعْبِيُّ ؟ قَالَ : نَعَمْ أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ . قَالَ : أَلَمْ أَقْدَمِ الْبَلَدَ وَعَطَاؤُكَ كَذَا وَكَذَا فَزَدْتُكَ فِي عَطَائِكَ وَلَا يُزَادُ مِثْلُكَ ؟ قَالَ : بَلَى ، أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ . قَالَ : أَلَمْ آمُرْ أَنْ تَؤُمَّ قَوْمَكَ وَلَا يَؤُمُّ مِثْلُكَ ؟ قَالَ : بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ . قَالَ : أَلَمْ أُعَرِّفْكَ عَلَى قَوْمِكَ وَلَا يُعَرَّفُ مِثْلُكَ ؟ قَالَ : بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ . قَالَ : أَلَمْ أُوفِدْكَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا يُوفَدُ مِثْلُكَ ؟ قَالَ : بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ . قَالَ : فَمَا أَخْرَجَكَ مَعَ عَدُوِّ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ : أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ ، خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ فَمَا كُنَّا فِيهَا بِأَبْرَارٍ أَتْقِيَاءَ , وَلَا فُجَّارٍ أَقْوِيَاءَ ، وَقَدْ كَتَبْتُ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ أُعْلِمُهُ نَدَامَتِي عَلَى مَا فَرَطَ مِنِّي , وَمَعْرَفَتِي بِالْحَقِّ الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ , وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُخْبِرَ بِذَلِكَ الْأَمِيرَ وَيَأْخُذَ لِي مِنْهُ أَمَانًا فَلَمْ يَفْعَلْ فَالْتَفَتَ الْحَجَّاجُ إِلَى يَزِيدَ فَقَالَ : أَكَذَلِكَ يَا يَزِيدُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ ، قَالَ : فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تُخْبِرَنِي بِكِتَابِهِ . قَالَ : الشُّغْلُ الَّذِي كَانَ فِيهِ الْأَمِيرُ . فَقَالَ الْحَجَّاجُ : أَوَّلًا انْصَرِفْ . فَانْصَرَفَ الشَّعْبِيُّ إِلَى مَنْزِلِهِ آمِنًا