عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ أَسِيدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ , وَأُمُّهُ رَيْطَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُزَاعَى بْنِ أُسَيْدِ مِنْ ثَقِيفٍ فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدٍ خَالِدًا وَأُمَيَّةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ حُجَيْرٍ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ , وَعُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمُّهُ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ وَعَبْدَ الْمَلِكِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ , وَعِمْرَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَعَمْرًا وَالْقَاسِمَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَزَيْنَبَ , وَأُمُّهُمُ السَّرِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ , وَمُحَمَّدًا وَالْحُصَيْنَ وَالْمُخَارِقَ وَأُمَّ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأُمَّ عَبْدِ الْمَلِكِ وَأُمَّ مُحَمَّدٍ وَمَرْيَمَ , وَأُمُّهُمْ مُلَيْكَةُ بِنْتُ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ الْأَزْرَقِ مِنْ مُرَادٍ , وَأَبَا عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَالْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ
سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ . وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ . وَأُمُّهُ حَمْنَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا , وَهُوَ الَّذِي افْتَتَحَ الْقَادِسِيَّةَ وَنَزَلَ الْكُوفَةَ وَخَطَّهَا خِطَطًا لِقَبَائِلِ الْعَرَبِ , وَابْتَنَى بِهَا دَارًا وَوَلِيَهَا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ثُمَّ عُزِلَ عَنْهَا , وَوَلِيَهَا بَعْدَهُ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ , وَرَجَعَ سَعْدٌ إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَاتَ فِي قَصْرِهِ بِالْعَقِيقِ عَلَى عَشَرَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى رِقَابِ الرِّجَالِ فَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ , وَذَلِكَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ , وَصَلَّى عَلَيْهِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ , وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي الْمَدِينَةِ لِمُعَاوِيَةَ , وَكَانَ سَعْدٌ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ . هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي وَقْتِ وَفَاتِهِ وَقَالَ غَيْرُهُ : تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَقَدْ كَتَبْنَا خَبَرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا
أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ مِنْ مَذْحِجٍ , وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ , قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ أَسْلَمَ بِمَكَّةَ وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ , وَأَوَّلُ مَشَاهِدِهِ خَيْبَرُ , وَلَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْبَصْرَةَ ثُمَّ عَزَلَهُ عَنْهَا فَنَزَلَ الْكُوفَةَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا وَلَهُ بِهَا عَقِبٌ وَاسْتَعْمَلَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَلَى الْكُوفَةِ فَقُتِلَ عُثْمَانُ , وَأَبُو مُوسَى عَلَيْهَا , ثُمَّ قَدِمَ عَلِيٌّ الْكُوفَةَ فَلَمْ يَزَلْ أَبُو مُوسَى مَعَهُ وَهُوَ أَحَدُ الْحَكَمَيْنِ , وَمَاتَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ , وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فَأَخْبَرَنَا عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ , قَالَ : لَيْسَ أَبُو مُوسَى مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى , وَاسْمُهُ يَسَارُ بْنُ بِلَالِ بْنِ بُلَيْلِ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ . مِنَ الْأَوْسِ . قَالَ : وَيُكْنَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبَا عِيسَى . رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعَلِيٍّ , وَعَبْدِ اللَّهِ , وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ , وَخَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ , وَحُذَيْفَةَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ , وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ , وَأَبِي ذَرٍّ , وَأَبِي الدَّرْدَاءِ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَقَيْسِ بْنِ سَعْدٍ , وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ , وَرَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِيهِ وَقَالَ : أَدْرَكْتُ عِشْرِينَ وَمِائَةً مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
حُجْرُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مُرَتَّعِ بْنِ كِنْديٍّ وَهُوَ حُجْرُ الْخَيْرِ وَأَبُوهُ عَدِيٌّ الْأَدْبَرُ طُعِنَ مُوَلِّيًا فَسُمِّيَ الْأَدْبَرَ , وَكَانَ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ جَاهِلِيًّا إِسْلَامِيًّا , قَالَ : وَذَكَرَ بَعْضُ رُوَاةِ الْعِلْمِ أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَخِيهِ هَانِئِ بْنِ عَدِيٍّ وَشَهِدَ حُجْرٌ الْقَادِسِيَّةَ وَهُوَ الَّذِي افْتَتَحَ مَرْجَ عَذْرَى وَكَانَ فِي أَلْفَيْنِ وَخَمْسِمِائَةٍ مِنَ الْعَطَاءِ , وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَشَهِدَ مَعَهُ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ , فَلَمَّا قَدِمَ زِيَادُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَالِيًا عَلَى الْكُوفَةِ دَعَا بِحُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ فَقَالَ : تَعْلَمُ أَنِّي أَعْرِفُكَ , وَقَدْ كُنْتُ أَنَا وَإِيَّاكَ عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ يَعْنِي مِنْ حُبِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَإِنَّهُ قَدْ جَاءَ غَيْرُ ذَلِكَ وَإِنِّي أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَنْ تَقْطُرَ لِي مِنْ دَمِكَ قَطْرَةً فَأَسْتَفْرِغَهُ كُلَّهُ , امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ مَنْزِلُكَ , وَهَذَا سَرِيرِي فَهُوَ مَجْلِسُكَ وَحَوَائِجُكَ مَقْضَيَّةٌ لَدَيَّ , فَاكْفِنِي نَفْسَكَ ؛ فَإِنِّي أَعْرِفُ عَجَلَتَكَ ، فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي نَفْسِكَ وَإِيَّاكَ وَهَذِهِ السَّفَلَةَ وَهَؤُلَاءِ السُّفَهَاءَ أَنْ يَسْتَزِلُّوكَ عَنْ رَأْيِكَ فَإِنَّكَ لَوْ هُنْتَ عَلَيَّ أَوِ اسْتَخْفَفْتَ بِحَقِّكَ لَمْ أَخُصَّكَ بِهَذَا مِنْ نَفْسِي . فَقَالَ حُجْرٌ : قَدْ فَهِمْتُ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَتَاهُ إِخْوَانُهُ مِنَ الشِّيعَةِ فَقَالُوا : مَا قَالَ لَكَ الْأَمِيرُ ؟ قَالَ : قَالَ لِي : كَذَا وَكَذَا , قَالُوا : مَا نَصَحَ لَكَ فَأَقَامَ وَفِيهِ بَعْضُ الِاعْتِرَاضِ , وَكَانَتِ الشِّيعَةُ يَخْتَلِفُونَ إِلَيْهِ , وَيَقُولُونَ : إِنَّكَ شَيْخُنَا وَأَحَقُّ النَّاسِ بِإِنْكَارِ هَذَا الْأَمْرِ , وَكَانَ إِذَا جَاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ مَشَوْا مَعَهُ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةُ زِيَادٍ عَلَى الْكُوفَةِ , وَزِيَادٌ بِالْبَصْرَةِ : أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا هَذِهِ الْجَمَاعَةُ وَقَدْ أَعْطَيْتَ الْأَمِيرَ مِنْ نَفْسِكَ مَا قَدْ عَلِمْتَ ؟ فَقَالَ لِلرَّسُولِ : تُنْكِرُونَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ ، إِلَيْكَ وَرَاءَكَ أَوْسَعُ لَكَ فَكَتَبَ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ بِذَلِكَ إِلَى زِيَادٍ وَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنْ كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ بِالْكُوفَةِ فَالْعَجَلَ , فَأَغَذَّ زِيَادٌ السَّيْرَ حَتَّى قَدِمَ الْكُوفَةَ فَأَرْسَلَ إِلَى عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ , وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ وَخَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ الْعُذْرِيِّ حَلِيفِ بَنِي زُهْرَةَ وَإِلَى عِدَّةٍ مِنْ أَشْرَافِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَأَرْسَلَهُمْ إِلَى حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ لِيُعْذِرَ إِلَيْهِ وَيَنْهَاهُ عَنْ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ وَأَنَ يَكُفَّ لِسَانَهُ عَمَّا يَتَكَلَّمُ بِهِ فَأَتَوْهُ فَلَمْ يُجِبْهُمْ إِلَى شَيْءٍ وَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ وَجَعَلَ يَقُولُ : يَا غُلَامُ اعْلِفِ الْبَكْرَ قَالَ : وَبَكْرٌ فِي نَاحِيَةِ الدَّارِ فَقَالَ لَهُ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ : أَمَجْنُونٌ أَنْتَ أُكَلِّمُكَ بِمَا أُكَلِّمُكَ بِهِ وَأَنْتَ تَقُولُ : يَا غُلَامُ اعْلِفِ الْبَكْرَ ؟ فَقَالَ عَدِيٌّ لِأَصْحَابِهِ : مَا كُنْتُ أَظُنُّ هَذَا الْبَائِسَ بَلَغَ فِيهِ الضَّعْفُ كُلَّ مَا أَرَى فَنَهَضَ الْقَوْمُ عَنْهُ وَأْتَوْا زِيَادًا فَأَخْبَرُوهُ بِبَعْضٍ وَخَزَنُوا بَعْضًا وَحَسَّنُوا أَمْرَهُ وَسَأَلُوا زِيَادًا الرِّفْقَ بِهِ فَقَالَ : لَسْتُ إِذًا لِأَبِي سُفْيَانَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الشُّرَطَ وَالْبُخَارَيَّةِ فَقَاتَلَهُمْ بِمَنْ مَعَهُ ثُمَّ انْفَضُّوا عَنْهُ وَأُتِيَ بِهِ زِيَادٌ وَبِأَصْحَابِهِ , فَقَالَ لَهُ : وَيْلَكَ مَا لَكَ . فَقَالَ : إِنِّي عَلَى بَيْعَتِي لِمُعَاوِيَةَ لَا أُقِيلُهَا وَلَا أَسْتَقِيلُهَا , فَجَمَعَ زِيَادٌ سَبْعِينَ مِنْ وجُوهِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَقَالَ : اكْتُبُوا شَهَادَتَكُمْ عَلَى حُجْرٍ وَأَصْحَابِهِ فَفَعَلُوا ثُمَّ وَفَدَهُمْ عَلَى مُعَاوِيَةَ , وَبَعَثَ بِحُجْرٍ وَأَصْحَابِهِ إِلَيْهِ , وَبَلَغَ عَائِشَةَ الْخَبَرُ فَبَعَثَتْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيَّ إِلَى مُعَاوِيَةَ تَسْأَلُهُ أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَهُمْ , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الثَّقَفِيُّ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جِدَادَهَا جِدَادَهَا لَا تُعِنّْ بَعْدَ الْعَامِ أَبْرًا فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : لَا أُحِبُّ أَنْ أَرَاهُمُ وَلَكِنِ اعْرِضُوا عَلَيَّ كِتَابَ زِيَادٍ فَقُرِئَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَجَاءَ الشُّهُودُ فَشَهِدُوا , فَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ : أَخْرِجُوهُمْ إِلَى عُذْرَى فَاقْتُلُوهُمْ هُنَالِكَ , قَالَ : فَحُمِلُوا إِلَيْهَا , فَقَالَ حُجْرٌ : مَا هَذِهِ الْقَرْيَةُ ؟ قَالُوا : عَذْرَاءُ , قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَوَّلُ مُسْلِمٌ نَبَّحَ كِلَابَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ , ثُمَّ أُتِيَ بِي الْيَوْمَ إِلَيْهَا مَصْفُودًا وَدُفِعَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ لِيَقْتُلَهُ وَدُفِعَ حُجْرٌ إِلَى رَجُلٍ مِنْ حِمْيَرَ فَقَدَّمَهُ لِيَقْتُلَهُ فَقَالَ : يَا هَؤُلَاءِ دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَتَرَكُوهُ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَطَوَّلَ فِيهِمَا , فَقِيلَ لَهُ : طَوَّلْتَ أَجَزِعْتَ ؟ فَانْصَرَفَ , فَقَالَ : مَا تَوَضَّأْتُ قَطُّ إِلَّا صَلَّيْتُ وَمَا صَلَّيْتُ صَلَاةً قَطُّ أَخَفَّ مِنْ هَذِهِ وَلَئِنْ جَزِعْتُ لَقَدْ رَأَيْتُ سَيْفًا مَشْهُورًا وَكَفَنًا مَنْشُورًا وَقَبْرًا مَحْفُورًا وَكَانَتْ عَشَائِرُهُمْ جَاءُوا بِالْأَكْفَانِ وَحَفَرُوا لَهُمُ الْقُبُورَ وَيُقَالُ : بَلْ مُعَاوِيَةُ الَّذِي حَفَرَ لَهُمُ الْقُبُورَ وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ بِالْأَكْفَانِ , وَقَالَ حُجْرٌ : اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعْدِيكَ عَلَى أُمَّتِنَا ؛ فَإِنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ شَهِدُوا عَلَيْنَا , وَإِنَّ أَهْلَ الشَّامِ قَتَلُونَا , قَالَ : فَقِيلَ لِحُجْرٍ مُدَّ عُنُقَكَ , فَقَالَ : إِنَّ ذَاكَ لَدَمٌ مَا كُنْتُ لِأُعِينَ عَلَيْهِ , فَقُدِّمَ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ وَكَانَ مُعَاوِيَةُ قَدْ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ بَنِي سَلَامَانَ بْنِ سَعْدٍ يُقَالُ لَهُ : هُدْبَةُ بْنُ فَيَّاضٍ فَقَتَلَهُمْ وَكَانَ أَعْوَرَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْهُمْ مِنْ خَثْعَمٍ , فَقَالَ : إِنْ صَدَقْتِ الطَّيْرُ قُتِلَ نِصْفُنَا وَنَجَا نِصْفُنَا , قَالَ : فَلَمَّا قُتِلَ سَبْعَةٌ أَرْدَفَ مُعَاوِيَةُ بِرَسُولٍ بِعَافِيَتِهِمْ جَمِيعًا فَقُتِلَ سَبْعَةٌ وَنَجَا سِتَّةٌ أَوْ قُتِلَ سِتَّةٌ وَنَجَا سَبْعَةٌ قَالَ : وَكَانُوا ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا , وَقَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ بِرِسَالَةِ عَائِشَةَ وَقَدْ قُتِلُوا , فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَيْنَ عَزَبَ عَنْكَ حِلْمُ أَبِي سُفْيَانَ , فَقَالَ : غَيْبَةُ مِثْلِكَ عَنِّي مِنْ قَوْمِي وَقَدْ كَانَتْ هِنْدُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ مَخْرَبَةَ الْأَنْصَارِيَّةُ , وَكَانَتْ شِيعَيَّةً , قَالَتْ حِينَ سِيرَ بِحُجْرٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ : تَرَفَّعْ أَيُّهَا الْقَمَرُ الْمُنِيرُ تَرَفَّعْ هَلْ تَرَى حُجْرًا يَسِيرُ يَسِيرُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ حَرْبٍ لِيَقْتُلَهُ كَمَا زَعَمَ الْخَبِيرُ تَجَبَّرَتِ الْجَبَابِرُ بَعْدَ حُجْرٍ وَطَابَ لَهَا الْخَوَرْنَقُ وَالسَّدِيرُ وَأَصْبَحَتِ الْبِلَادُ لَهُ مُحُولًا كَأَنْ لَمْ يُحْيِهَا يَوْمًا مَطِيرُ أَلَا يَا حُجْرُ حُجْرَ بَنِي عَدِيٍّ تَلَقَّتْكَ السَّلَامَةُ وَالسُّرُورُ أَخَافُ عَلَيْكَ مَا أَرْدَى عَدِيًّا وَشَيْخًا فِي دِمَشْقَ لَهُ زَئِيرُ فَإِنْ تَهْلِكْ فَكُلُّ عَمِيدِ قَوْمٍ إِلَى هُلْكٍ مِنَ الدُّنْيَا يَصِيرُ