أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ , قَالَ : دَخَلْتُ مَنْزِلَ رَبِيعَةَ وَهُوَ يُرِيدُ الْحَجَّ , فَهُوَ يَتَجَهَّزُ لِذَلِكَ فَرَأَيْتُ رَحَاءَيْنِ يَطْحَنَانِ السَّكَرَ "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ , قَالَ : دَخَلْتُ مَنْزِلَ رَبِيعَةَ وَهُوَ يُرِيدُ الْحَجَّ , فَهُوَ يَتَجَهَّزُ لِذَلِكَ فَرَأَيْتُ رَحَاءَيْنِ يَطْحَنَانِ السَّكَرَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : كَانَتْ لَهُ مُرُوءَةٌ وَسَخَاءٌ مَعَ فِقْهِهِ وَعِلْمِهِ . وَكَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَكَانَ رُبَّمَا اجْتَمَعَ هُوَ وَأَبُو الزِّنَادِ فِي حَلْقَةٍ , ثُمَّ افْتَرَقَا بَعْدُ , فَجَلَسَ هَذَا فِي حَلْقَةٍ , وَهَذَا فِي حَلْقَةٍ وَلَقَدْ ذُكِرَ لِي أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حَسَنٍ كَانَ يَجْلِسُ مَعَ رَبِيعَةَ فِي حَلْقَتِهِ , فَأَمَّا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَلَمْ يَزَلْ يَجْلِسُ مَعَ رَبِيعَةَ قَالَ : قُلْتُ : وَلِمَ ؟ وَوَلَاءُ رَبِيعَةَ لِآلِ الْمُنْكَدِرِ ؟ فَقَالَ : لِإِخُوَّةٍ كَانَتْ بَيْنَ رَبِيعَةَ وَبَيْنَهُمْ . أُخْبِرْتُ عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ عَقْلًا مِنْ رَبِيعَةَ . قَالَ لَيْثٌ : وَكَانَ صَاحِبَ مُعْضِلَاتِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَرَئِيسَهُمْ فِي الْفُتْيَا , وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ قَالَ : قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ لِرَبِيعَةَ : لِمَ تَرَكْتَ الرِّوَايَةَ ؟ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَقَادَمَ الزَّمَانُ , وَقُلَّ أَهْلُ الْقَنَاعَةِ . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : تُوُفِّيَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَكَأَنَّهُمْ يَتَّقُونَهُ لِلرَّأْيِ