أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ : حَضَرْتُ عُمَرَ بْنَ خَلْدَةَ وَكَانَ عَلَى الْقَضَاءِ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ لِرَجُلٍ رُفِعَ إِلَيْهِ : اذْهَبْ يَا خَبِيثُ ؛ فَاسْجُنْ نَفْسَكَ , فَذَهَبَ الرَّجُلُ وَلَيْسَ مَعَهُ حَرَسِيٌّ , وَتَبِعْنَاهُ وَنَحْنُ صِبْيَانُ حَتَّى أَتَى السَّجَّانَ فَحَبَسَ نَفْسَهُ "
قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ : حَضَرْتُ عُمَرَ بْنَ خَلْدَةَ وَكَانَ عَلَى الْقَضَاءِ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ لِرَجُلٍ رُفِعَ إِلَيْهِ : اذْهَبْ يَا خَبِيثُ ؛ فَاسْجُنْ نَفْسَكَ , فَذَهَبَ الرَّجُلُ وَلَيْسَ مَعَهُ حَرَسِيٌّ , وَتَبِعْنَاهُ وَنَحْنُ صِبْيَانُ حَتَّى أَتَى السَّجَّانَ فَحَبَسَ نَفْسَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : كَانَ عُمَرُ بْنُ خَلْدَةَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَكَانَ رَجُلًا مَهِيبًا صَارِمًا وَرِعًا عَفِيفًا وَلَمْ يَرْتَزِقْ عَلَى الْقَضَاءِ شَيْئًا , فَلَمَّا عُزِلَ قِيلَ لَهُ : يَا أَبَا حَفْصٍ , كَيْفَ رَأَيْتَ مَا كُنْتَ فِيهِ ؟ قَالَ : كَانَ لَنَا إِخْوَانٌ فَقَطَعْنَاهُمْ , وَكَانَتْ لَنَا أُرَيْضَةٌ نَعِيشُ مِنْهَا فَبِعْنَاهَا وَأَنْفَقْنَا ثَمَنَهَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : لَقَدْ كَانَ الرَّجُلَانِ يَتَقَاوَلَانِ بِالْمَدِينَةِ فِي أَوَّلِ الزَّمَانِ , فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : لَأَنْتَ أَفْلَسَ مِنَ الْقَاضِي , فَصَارَ الْقُضَاةُ الْيَوْمَ ولَاةً وَجَبَابِرَةً وَمُلُوكًا أَصْحَابَ غَلَّاتٍ وَضِيَاعٍ وَتِجَارَاتٍ وَأَمْوَالِ