• 1378
  • عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ : أَمَّرَنِي يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ عَلَى جُرَشٍ ، فَقَدِمْتُهَا ، فَحَدَّثُونِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِصَاحِبِ هَذَا الْوَجَعِ الْجُذَامِ : " اتَّقُوهُ كَمَا يُتَّقَى السَّبْعُ ، إِذَا هَبَطَ وَادِيًا فَاهْبِطُوا غَيْرَهُ " . فَقُلْتُ لَهُمْ : وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ ابْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَكُمْ هَذَا مَا كَذَبَكُمْ ، فَلَمَّا عَزَلَنِي عَنْ جُرَشٍ ، قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ، فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ مَا حَدِيثٌ حَدَّثَنِي بِهِ عَنْكَ أَهْلُ جُرَشٍ ؟ قَالَ : فَقَالَ : كَذَبُوا وَاللَّهِ مَا حَدَّثَتْهُمْ هَذَا ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُؤْتَى بِالْإِنَاءِ فِيهِ الْمَاءُ ، فَيُعْطِيهِ مُعَيْقِيبًا ، وَكَانَ رَجُلًا قَدْ أَسْرَعَ فِيهِ ذَلِكَ الْوَجَعُ ، فَيَشْرَبُ مِنْهُ ، ثُمَّ يَتَنَاوَلُهُ عُمَرُ مِنْ يَدِهِ ، فَيَضَعُ فَمَهُ مَوْضِعَ فَمِهِ حَتَّى يَشْرَبَ مِنْهُ ، فَعَرَفْتُ أَنَّمَا يَصْنَعُ عُمَرُ ذَلِكَ فِرَارًا مِنْ أَنْ يَدْخُلَهُ شَيْءٌ مِنَ الْعَدَوَى . قَالَ : وَكَانَ يَطْلُبُ لَهُ الطِّبَّ مِنْ كُلِّ مَنْ سَمِعَ لَهُ بِطِبٍ ، حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ، فَقَالَ : هَلْ عِنْدَكُمَا مِنْ طِبٍّ لِهَذَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ ، فَإِنَّ هَذَا الْوَجَعَ قَدْ أَسْرَعَ فِيهِ ؟ فَقَالَا : أَمَّا شَيْءٌ يُذْهِبُهُ ، فَإِنَّا لَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ ، وَلَكِنَّا سَنُدَاوِيهِ دَوَاءً يَقِفُهُ فَلَا يَزِيدُ ، قَالَ عُمَرُ : عَاقِبَةٌ عَظِيمَةٌ أَنْ يَقِفَ فَلَا يَزِيدُ ، فَقَالَا لَهُ : هَلْ تُنْبِتُ أَرْضُكَ الْحَنْظَلَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَا : فَاجْمَعْ لَنَا مِنْهُ ، فَأَمَرَ مَنْ جَمَعَ لَهُمَا مِنْهُ مِكْتَلَيْنِ عَظِيمَيْنِ ، فَعَمَدَا إِلَى كُلِّ حَنْظَلَةٍ فَشَقَاهَا بِثِنْتَيْنِ ، ثُمَّ أَضْجَعَا مُعَيْقِيبًا ، ثُمَّ أَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمَا بِإِحْدَى قَدَمَيْهِ ، ثُمَّ جُعْلًا يُدَلِّكَانِ بُطُونَ قَدَمَيْهِ بِالْحَنْظَلَةِ حَتَّى إِذَا امَّحَقَتَ أَخْذًا أُخْرَى حَتَّى رَأَيْنَا مَعَيْقِيبًا يَتَنَخَّمُ أَخْضَرَ مُرَّاءً ، ثُمَّ أَرْسَلَاهُ ، فَقَالَا لِعُمَرَ : لَا يَزِيدُ وَجَعُهُ بَعْدَ هَذَا أَبَدًا . قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا زَالَ مُعَيْقِيبٌ مُتَمَاسِكًا لَا يَزِيدُ وَجَعُهُ حَتَّى مَاتَ

    قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ : أَمَّرَنِي يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ عَلَى جُرَشٍ ، فَقَدِمْتُهَا ، فَحَدَّثُونِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِصَاحِبِ هَذَا الْوَجَعِ الْجُذَامِ : اتَّقُوهُ كَمَا يُتَّقَى السَّبْعُ ، إِذَا هَبَطَ وَادِيًا فَاهْبِطُوا غَيْرَهُ . فَقُلْتُ لَهُمْ : وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ ابْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَكُمْ هَذَا مَا كَذَبَكُمْ ، فَلَمَّا عَزَلَنِي عَنْ جُرَشٍ ، قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ، فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ مَا حَدِيثٌ حَدَّثَنِي بِهِ عَنْكَ أَهْلُ جُرَشٍ ؟ قَالَ : فَقَالَ : كَذَبُوا وَاللَّهِ مَا حَدَّثَتْهُمْ هَذَا ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُؤْتَى بِالْإِنَاءِ فِيهِ الْمَاءُ ، فَيُعْطِيهِ مُعَيْقِيبًا ، وَكَانَ رَجُلًا قَدْ أَسْرَعَ فِيهِ ذَلِكَ الْوَجَعُ ، فَيَشْرَبُ مِنْهُ ، ثُمَّ يَتَنَاوَلُهُ عُمَرُ مِنْ يَدِهِ ، فَيَضَعُ فَمَهُ مَوْضِعَ فَمِهِ حَتَّى يَشْرَبَ مِنْهُ ، فَعَرَفْتُ أَنَّمَا يَصْنَعُ عُمَرُ ذَلِكَ فِرَارًا مِنْ أَنْ يَدْخُلَهُ شَيْءٌ مِنَ الْعَدَوَى . قَالَ : وَكَانَ يَطْلُبُ لَهُ الطِّبَّ مِنْ كُلِّ مَنْ سَمِعَ لَهُ بِطِبٍ ، حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ، فَقَالَ : هَلْ عِنْدَكُمَا مِنْ طِبٍّ لِهَذَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ ، فَإِنَّ هَذَا الْوَجَعَ قَدْ أَسْرَعَ فِيهِ ؟ فَقَالَا : أَمَّا شَيْءٌ يُذْهِبُهُ ، فَإِنَّا لَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ ، وَلَكِنَّا سَنُدَاوِيهِ دَوَاءً يَقِفُهُ فَلَا يَزِيدُ ، قَالَ عُمَرُ : عَاقِبَةٌ عَظِيمَةٌ أَنْ يَقِفَ فَلَا يَزِيدُ ، فَقَالَا لَهُ : هَلْ تُنْبِتُ أَرْضُكَ الْحَنْظَلَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَا : فَاجْمَعْ لَنَا مِنْهُ ، فَأَمَرَ مَنْ جَمَعَ لَهُمَا مِنْهُ مِكْتَلَيْنِ عَظِيمَيْنِ ، فَعَمَدَا إِلَى كُلِّ حَنْظَلَةٍ فَشَقَاهَا بِثِنْتَيْنِ ، ثُمَّ أَضْجَعَا مُعَيْقِيبًا ، ثُمَّ أَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمَا بِإِحْدَى قَدَمَيْهِ ، ثُمَّ جُعْلًا يُدَلِّكَانِ بُطُونَ قَدَمَيْهِ بِالْحَنْظَلَةِ حَتَّى إِذَا امَّحَقَتَ أَخْذًا أُخْرَى حَتَّى رَأَيْنَا مَعَيْقِيبًا يَتَنَخَّمُ أَخْضَرَ مُرَّاءً ، ثُمَّ أَرْسَلَاهُ ، فَقَالَا لِعُمَرَ : لَا يَزِيدُ وَجَعُهُ بَعْدَ هَذَا أَبَدًا . قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا زَالَ مُعَيْقِيبٌ مُتَمَاسِكًا لَا يَزِيدُ وَجَعُهُ حَتَّى مَاتَ

    أمرني: أمّره : جعله أميرًا
    الجذام: الجُذَام : هو الدَّاء المعروف يصيب الجلد والأعصاب وقد تتساقط منه الأطراف
    الحنظل: الحنظلة : نوع من النبات طعمه شديد المرارة
    مكتلين: المكتل : السلة أو الزنبيل يصنع من الخوص
    " اتَّقُوهُ كَمَا يُتَّقَى السَّبْعُ ، إِذَا هَبَطَ وَادِيًا فَاهْبِطُوا غَيْرَهُ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات