• 2229
  • عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : " كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنِهِ خَلْقًا وَأَسْمَحِهِ كَفًّا ، فَادَّانَ دَيْنًا كَثِيرًا فَلَزِمَهُ غُرَمَاؤُهُ حَتَّى تَغَيَّبَ عَنْهُمْ أَيَّامًا فِي بَيْتِهِ حَتَّى اسْتَأْدَى غُرَمَاؤُهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مُعَاذٍ يَدْعُوهُ ، فَجَاءَهُ وَمَعَهُ غُرَمَاؤُهُ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ خُذْ لَنَا حَقَّنَا مِنْهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " رَحِمَ اللَّهُ مَنْ تَصَدَّقَ عَلَيْهِ " . قَالَ : فَتَصَدَّقَ عَلَيْهِ نَاسٌ وَأَبَى آخَرُونَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خُذْ لَنَا حَقَّنَا مِنْهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " اصْبِرْ لَهُمْ يَا مُعَاذُ " ، قَالَ : فَخَلَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَالِهِ فَدَفَعَهُ إِلَى غُرَمَائِهِ فَاقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فَأَصَابَهُمْ خَمْسَةُ أَسْبَاعِ حُقُوقِهِمْ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِعْهُ لَنَا ، قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خَلُّوا عَنْهُ ، فَلَيْسَ لَكُمْ إِلَيْهِ سَبِيلٌ " ، فَانْصَرَفَ مُعَاذٌ إِلَى بَنِي سَلِمَةَ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، لَوْ سَأَلْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَدْ أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ مُعْدَمًا ، قَالَ : مَا كُنْتُ لِأَسْأَلَهُ ، قَالَ : فَمَكَثَ يَوْمًا ، ثُمَّ دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ ، وَقَالَ : " لَعَلَّ اللَّهَ يَجْبُرَكَ وَيُؤَدِّيَ عَنْكَ دَيْنَكَ " ، قَالَ : فَخَرَجَ مُعَاذٌ إِلَى الْيَمَنِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَوَافَى السَّنَةَ الَّتِي حَجَّ فِيهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ اسْتَعْمَلَهُ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْحَجِّ فَالْتَقَيَا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ بِمِنًى فَاعْتَنَقَا وَعَزَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ أَخْلَدَا إِلَى الْأَرْضِ يَتَحَدَّثَانِ ، فَرَأَى عُمَرُ عِنْدَ مُعَاذٍ غِلْمَانًا فَقَالَ : مَا هَؤُلَاءِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ : أَصَبْتُهُمْ فِي وَجْهِي هَذَا ، قَالَ عُمَرُ : مِنْ أَيِّ وَجْهٍ ؟ قَالَ : أُهْدُوا إِلَيَّ ، وَأُكْرِمْتُ بِهِمْ ، فَقَالَ عُمَرُ : اذْكُرْهُمْ لِأَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَ مُعَاذٌ : مَا ذِكْرِي هَذَا لِأَبِي بَكْرٍ ، وَنَامَ مُعَاذٌ فَرَأَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّهُ عَلَى شَفِيرِ النَّارِ وَعُمَرُ آخِذٌ بِحُجْزَتِهِ مِنْ وَرَائِهِ يَمْنَعُهُ أَنْ يَقَعَ فِي النَّارِ ، فَفَزِعَ مُعَاذٌ فَقَالَ : هَذَا مَا أَمَرَنِي بِهِ عُمَرُ ، فَقَدِمَ مُعَاذٌ فَذَكَرَهُمْ لِأَبِي بَكْرٍ ، فَسَوَّغَهُ أَبُو بَكْرٍ ذَلِكَ وَقَضَى بَقِيَّةَ غُرَمَائِهِ ، وَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَعَلَّ اللَّهَ يَجْبُرَكَ "

    أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ النُّعْمَانِ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنِهِ خَلْقًا وَأَسْمَحِهِ كَفًّا ، فَادَّانَ دَيْنًا كَثِيرًا فَلَزِمَهُ غُرَمَاؤُهُ حَتَّى تَغَيَّبَ عَنْهُمْ أَيَّامًا فِي بَيْتِهِ حَتَّى اسْتَأْدَى غُرَمَاؤُهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مُعَاذٍ يَدْعُوهُ ، فَجَاءَهُ وَمَعَهُ غُرَمَاؤُهُ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ خُذْ لَنَا حَقَّنَا مِنْهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَحِمَ اللَّهُ مَنْ تَصَدَّقَ عَلَيْهِ . قَالَ : فَتَصَدَّقَ عَلَيْهِ نَاسٌ وَأَبَى آخَرُونَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خُذْ لَنَا حَقَّنَا مِنْهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : اصْبِرْ لَهُمْ يَا مُعَاذُ ، قَالَ : فَخَلَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَالِهِ فَدَفَعَهُ إِلَى غُرَمَائِهِ فَاقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فَأَصَابَهُمْ خَمْسَةُ أَسْبَاعِ حُقُوقِهِمْ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِعْهُ لَنَا ، قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَلُّوا عَنْهُ ، فَلَيْسَ لَكُمْ إِلَيْهِ سَبِيلٌ ، فَانْصَرَفَ مُعَاذٌ إِلَى بَنِي سَلِمَةَ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، لَوْ سَأَلْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَدْ أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ مُعْدَمًا ، قَالَ : مَا كُنْتُ لِأَسْأَلَهُ ، قَالَ : فَمَكَثَ يَوْمًا ، ثُمَّ دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ ، وَقَالَ : لَعَلَّ اللَّهَ يَجْبُرَكَ وَيُؤَدِّيَ عَنْكَ دَيْنَكَ ، قَالَ : فَخَرَجَ مُعَاذٌ إِلَى الْيَمَنِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَوَافَى السَّنَةَ الَّتِي حَجَّ فِيهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ اسْتَعْمَلَهُ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْحَجِّ فَالْتَقَيَا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ بِمِنًى فَاعْتَنَقَا وَعَزَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ أَخْلَدَا إِلَى الْأَرْضِ يَتَحَدَّثَانِ ، فَرَأَى عُمَرُ عِنْدَ مُعَاذٍ غِلْمَانًا فَقَالَ : مَا هَؤُلَاءِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ : أَصَبْتُهُمْ فِي وَجْهِي هَذَا ، قَالَ عُمَرُ : مِنْ أَيِّ وَجْهٍ ؟ قَالَ : أُهْدُوا إِلَيَّ ، وَأُكْرِمْتُ بِهِمْ ، فَقَالَ عُمَرُ : اذْكُرْهُمْ لِأَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَ مُعَاذٌ : مَا ذِكْرِي هَذَا لِأَبِي بَكْرٍ ، وَنَامَ مُعَاذٌ فَرَأَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّهُ عَلَى شَفِيرِ النَّارِ وَعُمَرُ آخِذٌ بِحُجْزَتِهِ مِنْ وَرَائِهِ يَمْنَعُهُ أَنْ يَقَعَ فِي النَّارِ ، فَفَزِعَ مُعَاذٌ فَقَالَ : هَذَا مَا أَمَرَنِي بِهِ عُمَرُ ، فَقَدِمَ مُعَاذٌ فَذَكَرَهُمْ لِأَبِي بَكْرٍ ، فَسَوَّغَهُ أَبُو بَكْرٍ ذَلِكَ وَقَضَى بَقِيَّةَ غُرَمَائِهِ ، وَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لَعَلَّ اللَّهَ يَجْبُرَكَ

    غرماؤه: الغريم : الذي له الدين والذي عليه الدين ، جميعا
    غرمائه: الغريم : الذي له الدين والذي عليه الدين ، جميعا
    شفير: الشفير : الحرف والجانب والناحية
    بحجزته: الحجزة : مكان عقد الإزار والسراويل
    " رَحِمَ اللَّهُ مَنْ تَصَدَّقَ عَلَيْهِ " . قَالَ : فَتَصَدَّقَ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات