• 1540
  • جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْلَمَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ : " لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ وَاصْطَفَّ النَّاسُ لِلْقِتَالِ ، كَانَ أَوَّلَ النَّاسِ جُرِحَ أَبُو عَقِيلٍ الْأُنَيْفِيُّ ، رُمِيَ بِسَهْمٍ فَوَقَعَ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ وَفُؤَادِهِ فَشَطَبَ فِي غَيْرِ مَقْتَلٍ ، فَأُخْرِجَ السَّهْمُ وَوَهَنَ لَهُ شِقُّهُ الْأَيْسَرِ لِمَا كَانَ فِيهِ ، وَهَذَا أَوَّلُ النَّهَارِ ، وَجُرَّ إِلَى الرَّحْلِ ، فَلَمَّا حَمِيَ الْقِتَالُ وَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ وَجَازُوا رِحَالَهُمْ وَأَبُو عَقِيلٍ وَاهِنٌ مِنْ جُرْحِهِ ، سَمِعَ مَعْنَ بْنَ عَدِيٍّ يَصِيحُ بِالْأَنْصَارِ : " اللَّهَ اللَّهَ ، وَالْكَرَّةَ عَلَى عَدُوِّكُمْ ، وَأَعْنَقَ مَعْنٌ يَقْدُمُ الْقَوْمَ ، وَذَلِكَ حِينَ صَاحَتِ الْأَنْصَارُ : أَخْلِصُونَا أَخْلِصُونَا ، فَأَخْلَصُوا رَجُلًا رَجُلًا يُمَيَّزُونَ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : فَنَهَضَ أَبُو عَقِيلٍ يُرِيدُ قَوْمَهُ فَقُلْتُ : مَا تُرِيدُ يَا أَبَا عَقِيلٍ ؟ مَا فِيكَ قِتَالٌ ، قَالَ : قَدْ نَوَّهَ الْمُنَادِي بِاسْمِي " ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَقُلْتُ : إِنَّمَا يَقُولُ : يَا لِلْأَنْصَارِ ، لَا يَعْنِي الْجَرْحَى ، قَالَ أَبُو عَقِيلٍ : أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَأَنَا أُجِيبُهُ وَلَوْ حَبْوًا ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَتَحَزَّمَ أَبُو عَقِيلٍ وَأَخَذَ السَّيْفَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى مُجَرَّدًا ثُمَّ جَعَلَ يُنَادِي : يَا لِلْأَنْصَارِ ، كَرَّةً كَيَوْمِ حُنَيْنٍ ، فَاجْتَمَعُوا رَحِمَهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا يَقْدُمُونَ الْمُسْلِمِينَ دُرْبَةً دُونَ عَدُوِّهِمْ حَتَّى أَقْحَمُوا عَدُّوَهُمُ الْحَدِيقَةَ فَاخْتَلَطُوا وَاخْتَلَفَتِ السُّيُوفُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَنَظَرْتُ إِلَى أَبِي عَقِيلٍ وَقَدْ قُطِعَتْ يَدُهُ الْمَجْرُوحَةُ مِنَ الْمَنْكِبِ فَوَقَعَتِ الْأَرْضَ وَبِهِ مِنَ الْجَرَّاحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جُرْحًا ، كُلُّهَا قَدْ خَلَصَتْ إِلَى مَقْتَلٍ ، وَقُتِلَ عَدُوُّ اللَّهِ مُسَيْلِمَةُ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَوَقَعْتُ عَلَى أَبِي عَقِيلٍ وَهُوَ صَرِيعٌ بِآخِرِ رَمَقٍ ، فَقُلْتُ : أَبَا عَقِيلٍ فَقَالَ : لَبَّيْكَ ، بِلِسَانٍ مُلْتَاثٍ ، لِمَنِ الدَّبْرَةُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَبْشِرْ ، وَرَفَعْتُ صَوْتِي ، قَدْ قُتِلَ عَدُوُّ اللَّهِ ، فَرَفَعَ إِصْبَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ يَحْمَدُ اللَّهَ ، وَمَاتَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ بَعْدَ أَنْ قَدِمْتَ خَبَرَهُ كُلَّهُ ، فَقَالَ : رَحِمَهُ اللَّهُ ، مَا زَالَ يَسْأَلُ الشَّهَادَةَ وَيَطْلُبُهَا ، وَإِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدِيمِ إِسْلَامٍ " اثْنَانِ

    أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْلَمَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ وَاصْطَفَّ النَّاسُ لِلْقِتَالِ ، كَانَ أَوَّلَ النَّاسِ جُرِحَ أَبُو عَقِيلٍ الْأُنَيْفِيُّ ، رُمِيَ بِسَهْمٍ فَوَقَعَ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ وَفُؤَادِهِ فَشَطَبَ فِي غَيْرِ مَقْتَلٍ ، فَأُخْرِجَ السَّهْمُ وَوَهَنَ لَهُ شِقُّهُ الْأَيْسَرِ لِمَا كَانَ فِيهِ ، وَهَذَا أَوَّلُ النَّهَارِ ، وَجُرَّ إِلَى الرَّحْلِ ، فَلَمَّا حَمِيَ الْقِتَالُ وَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ وَجَازُوا رِحَالَهُمْ وَأَبُو عَقِيلٍ وَاهِنٌ مِنْ جُرْحِهِ ، سَمِعَ مَعْنَ بْنَ عَدِيٍّ يَصِيحُ بِالْأَنْصَارِ : اللَّهَ اللَّهَ ، وَالْكَرَّةَ عَلَى عَدُوِّكُمْ ، وَأَعْنَقَ مَعْنٌ يَقْدُمُ الْقَوْمَ ، وَذَلِكَ حِينَ صَاحَتِ الْأَنْصَارُ : أَخْلِصُونَا أَخْلِصُونَا ، فَأَخْلَصُوا رَجُلًا رَجُلًا يُمَيَّزُونَ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : فَنَهَضَ أَبُو عَقِيلٍ يُرِيدُ قَوْمَهُ فَقُلْتُ : مَا تُرِيدُ يَا أَبَا عَقِيلٍ ؟ مَا فِيكَ قِتَالٌ ، قَالَ : قَدْ نَوَّهَ الْمُنَادِي بِاسْمِي ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَقُلْتُ : إِنَّمَا يَقُولُ : يَا لِلْأَنْصَارِ ، لَا يَعْنِي الْجَرْحَى ، قَالَ أَبُو عَقِيلٍ : أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَأَنَا أُجِيبُهُ وَلَوْ حَبْوًا ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَتَحَزَّمَ أَبُو عَقِيلٍ وَأَخَذَ السَّيْفَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى مُجَرَّدًا ثُمَّ جَعَلَ يُنَادِي : يَا لِلْأَنْصَارِ ، كَرَّةً كَيَوْمِ حُنَيْنٍ ، فَاجْتَمَعُوا رَحِمَهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا يَقْدُمُونَ الْمُسْلِمِينَ دُرْبَةً دُونَ عَدُوِّهِمْ حَتَّى أَقْحَمُوا عَدُّوَهُمُ الْحَدِيقَةَ فَاخْتَلَطُوا وَاخْتَلَفَتِ السُّيُوفُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَنَظَرْتُ إِلَى أَبِي عَقِيلٍ وَقَدْ قُطِعَتْ يَدُهُ الْمَجْرُوحَةُ مِنَ الْمَنْكِبِ فَوَقَعَتِ الْأَرْضَ وَبِهِ مِنَ الْجَرَّاحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جُرْحًا ، كُلُّهَا قَدْ خَلَصَتْ إِلَى مَقْتَلٍ ، وَقُتِلَ عَدُوُّ اللَّهِ مُسَيْلِمَةُ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَوَقَعْتُ عَلَى أَبِي عَقِيلٍ وَهُوَ صَرِيعٌ بِآخِرِ رَمَقٍ ، فَقُلْتُ : أَبَا عَقِيلٍ فَقَالَ : لَبَّيْكَ ، بِلِسَانٍ مُلْتَاثٍ ، لِمَنِ الدَّبْرَةُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَبْشِرْ ، وَرَفَعْتُ صَوْتِي ، قَدْ قُتِلَ عَدُوُّ اللَّهِ ، فَرَفَعَ إِصْبَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ يَحْمَدُ اللَّهَ ، وَمَاتَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ بَعْدَ أَنْ قَدِمْتَ خَبَرَهُ كُلَّهُ ، فَقَالَ : رَحِمَهُ اللَّهُ ، مَا زَالَ يَسْأَلُ الشَّهَادَةَ وَيَطْلُبُهَا ، وَإِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدِيمِ إِسْلَامٍ اثْنَانِ

    حبوا: الحبو : الزحف كمشي الطفل على الأيدي والركب
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات