عَنْ جَوْنِ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ : " كُنْتُ مَعَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ يَوْمَ الْجَمَلِ ، وَكَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ بِالْإِمْرَةِ ، فَجَاءَ فَارِسٌ يَسِيرُ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ ، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِشَيْءٍ ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَلَمَّا الْتَقَى الْقَوْمُ وَرَأَى الزُّبَيْرُ مَا رَأَى قَالَ : وَاجَدْعَ أَنْفِيَاهُ ، أَوْ يَا قَطَعَ ظَهْرَيَاهُ ، قَالَ فُضَيْلٌ : لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا قَالَ ، ثُمَّ أَخَذَهُ أَفْكَلٌ ، قَالَ : فَجَعَلَ السِّلَاحُ يَنْتَقِضُ ، قَالَ جَوْنٌ : فَقُلْتُ : ثَكِلَتْنِي أُمِّي ، أَهَذَا الَّذِي كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَمُوتَ مَعَهُ ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَرَى هَذَا إِلَّا مِنْ شَيْءٍ قَدْ سَمِعَهُ أَوْ رَآهُ ، وَهُوَ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا تَشَاغَلَ النَّاسُ انْصَرَفَ فَقَعَدَ عَلَى دَابَّتِهِ ، ثُمَّ ذَهَبَ وَانْصَرَفَ جَوْنٌ فَجَلَسَ عَلَى دَابَّتِهِ فَلَحِقَ بِالْأَحْنَفِ . قَالَ : فَأَتَى الْأَحْنَفَ فَارِسَانِ فَنَزَلَا وَأَكَبَّا عَلَيْهِ يُنَاجِيَانِهِ ، فَرَفَعَ الْأَحْنَفُ رَأْسَهُ فَقَالَ : يَا عَمْرُو يَعْنِي ابْنَ جُرْمُوزٍ ، يَا فُلَانُ ، فَأَتَيَاهُ فَأَكَبَّا عَلَيْهِ فَنَاجَاهُمَا سَاعَةً ، ثُمَّ انْصَرَفَ ، ثُمَّ جَاءَ عَمْرُو بْنُ جُرْمُوزٍ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْأَحْنَفِ فَقَالَ : أَدْرَكْتُهُ فِي وَادِي السِّبَاعِ فَقَتَلْتُهُ ، فَكَانَ قُرَّةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْجَوْنِ يَقُولُ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنْ كَانَ صَاحِبُ الزُّبَيْرِ إِلَّا الْأَحْنَفَ "
قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ : أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : حَدَّثَنِي شَقِيقُ بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ جَوْنِ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ : كُنْتُ مَعَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ يَوْمَ الْجَمَلِ ، وَكَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ بِالْإِمْرَةِ ، فَجَاءَ فَارِسٌ يَسِيرُ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ ، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِشَيْءٍ ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَلَمَّا الْتَقَى الْقَوْمُ وَرَأَى الزُّبَيْرُ مَا رَأَى قَالَ : وَاجَدْعَ أَنْفِيَاهُ ، أَوْ يَا قَطَعَ ظَهْرَيَاهُ ، قَالَ فُضَيْلٌ : لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا قَالَ ، ثُمَّ أَخَذَهُ أَفْكَلٌ ، قَالَ : فَجَعَلَ السِّلَاحُ يَنْتَقِضُ ، قَالَ جَوْنٌ : فَقُلْتُ : ثَكِلَتْنِي أُمِّي ، أَهَذَا الَّذِي كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَمُوتَ مَعَهُ ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَرَى هَذَا إِلَّا مِنْ شَيْءٍ قَدْ سَمِعَهُ أَوْ رَآهُ ، وَهُوَ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَلَمَّا تَشَاغَلَ النَّاسُ انْصَرَفَ فَقَعَدَ عَلَى دَابَّتِهِ ، ثُمَّ ذَهَبَ وَانْصَرَفَ جَوْنٌ فَجَلَسَ عَلَى دَابَّتِهِ فَلَحِقَ بِالْأَحْنَفِ . قَالَ : فَأَتَى الْأَحْنَفَ فَارِسَانِ فَنَزَلَا وَأَكَبَّا عَلَيْهِ يُنَاجِيَانِهِ ، فَرَفَعَ الْأَحْنَفُ رَأْسَهُ فَقَالَ : يَا عَمْرُو يَعْنِي ابْنَ جُرْمُوزٍ ، يَا فُلَانُ ، فَأَتَيَاهُ فَأَكَبَّا عَلَيْهِ فَنَاجَاهُمَا سَاعَةً ، ثُمَّ انْصَرَفَ ، ثُمَّ جَاءَ عَمْرُو بْنُ جُرْمُوزٍ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْأَحْنَفِ فَقَالَ : أَدْرَكْتُهُ فِي وَادِي السِّبَاعِ فَقَتَلْتُهُ ، فَكَانَ قُرَّةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْجَوْنِ يَقُولُ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنْ كَانَ صَاحِبُ الزُّبَيْرِ إِلَّا الْأَحْنَفَ