• 1793
  • سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ ، يَقُولُ : " قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَعُنِيتُ بِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ فَجَمَعْتُهَا فَلَمَّا قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ لَقِيتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ : هَاتِ يَا عَلِيُّ مَا عِنْدَكَ فَقُلْتُ : مَا أَحَدٌ يُفِيدُنِي عَنِ الْأَعْمَشِ شَيْئًا قَالَ : فَغَضِبَ فَقَالَ : هَذَا كَلَامُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَمَنْ يَضْبُطُ الْعِلْمَ وَمَنْ يُحِيطُ بِهِ مِثْلُكَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا أَمَعَكَ شَيْءٌ تَكْتُبُ فِيهِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : اكْتُبْ قُلْتُ ذَاكِرْنِي فَلَعَلَّهُ عِنْدِي قَالَ : اكْتُبْ لَسْتُ أُمْلِي عَلَيْكَ إِلَّا مَا لَيْسَ عِنْدَكَ قَالَ : فَأَمْلَى عَلَيَّ ثَلَاثِينَ حَدِيثًا لَمْ أَسْمَعْ مِنْهَا حَدِيثًا ثُمَّ قَالَ : لَا تَعُدْ قُلْتُ : لَا أَعُودُ قَالَ عَلِيٌّ : فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ سَنَةٍ جَاءَ سُلَيْمَانُ إِلَى الْبَابِ فَقَالَ : أَمْضِ بِنَا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَتَّى أَفْضَحَهُ الْيَوْمَ فِي الْمَنَاسِكِ قَالَ عَلِيٌّ : وَكَانَ سُلَيْمَانُ مِنْ أَعْلَمِ أَصْحَابِنَا بِالْحَجِّ قَالَ : فَذَهَبْنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَسَلَّمْنَا وَجَلَسْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ : هَاتَا مَا عِنْدَكُمَا وَأَظُنُّكَ يَا سُلَيْمَانُ صَاحِبَ الْخُطْبَةِ قَالَ : نَعَمْ مَا أَحَدٌ يُفِيدُنَا فِي الْحَجِّ شَيْئًا فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا أَقْبَلَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ : يَا سُلَيْمَانُ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ قَضَى الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا إِلَّا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ فَوَقَعَ عَلَى أَهْلِهِ ؟ فَانْدَفَعَ سُلَيْمَانُ فَرَوَى : يَتَفَرَّقَانِ حَيْثُ اجْتَمَعَا وَيَجْتَمِعَانِ حَيْثُ تَفَرَّقَا قَالَ : ارْوِ وَمَتَى يَجْتَمِعَانِ ؟ وَمَتَى يَفْتَرِقَانِ ؟ قَالَ : فَسَكَتَ سُلَيْمَانُ فَقَالَ : اكْتُبْ وَأَقْبَلَ يُلْقِي عَلَيْهِ الْمَسَائِلَ وَيُمْلِي عَلَيْهِ حَتَّى كَتَبْنَا ثَلَاثِينَ مَسْأَلَةً فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ يَرْوِي الْحَدِيثَ وَالْحَدِيثَيْنِ وَيَقُولُ : سَأَلْتُ مَالِكًا وَسَأَلْتُ سُفْيَانَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ قَالَ : فَلَمَّا قُمْتُ قَالَ : لَا تَعُدْ ثَانِيًا يَقُولُ مِثْلَ مَا قُلْتُ فَقُمْنَا وَخَرَجْنَا قَالَ : فَأَقْبَلَ عَلَيَّ سُلَيْمَانُ فَقَالَ : إِيشْ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ صُلْبِ مَهْدِيٍّ هَذَا كَأَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا مَعَهُمْ سَمِعْتُ مَالِكًا وَسُفْيَانَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ "

    حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ ، أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيَّ ، حَدَّثَهُمْ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ ، يَقُولُ : قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَعُنِيتُ بِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ فَجَمَعْتُهَا فَلَمَّا قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ لَقِيتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ : هَاتِ يَا عَلِيُّ مَا عِنْدَكَ فَقُلْتُ : مَا أَحَدٌ يُفِيدُنِي عَنِ الْأَعْمَشِ شَيْئًا قَالَ : فَغَضِبَ فَقَالَ : هَذَا كَلَامُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَمَنْ يَضْبُطُ الْعِلْمَ وَمَنْ يُحِيطُ بِهِ مِثْلُكَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا أَمَعَكَ شَيْءٌ تَكْتُبُ فِيهِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : اكْتُبْ قُلْتُ ذَاكِرْنِي فَلَعَلَّهُ عِنْدِي قَالَ : اكْتُبْ لَسْتُ أُمْلِي عَلَيْكَ إِلَّا مَا لَيْسَ عِنْدَكَ قَالَ : فَأَمْلَى عَلَيَّ ثَلَاثِينَ حَدِيثًا لَمْ أَسْمَعْ مِنْهَا حَدِيثًا ثُمَّ قَالَ : لَا تَعُدْ قُلْتُ : لَا أَعُودُ قَالَ عَلِيٌّ : فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ سَنَةٍ جَاءَ سُلَيْمَانُ إِلَى الْبَابِ فَقَالَ : أَمْضِ بِنَا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَتَّى أَفْضَحَهُ الْيَوْمَ فِي الْمَنَاسِكِ قَالَ عَلِيٌّ : وَكَانَ سُلَيْمَانُ مِنْ أَعْلَمِ أَصْحَابِنَا بِالْحَجِّ قَالَ : فَذَهَبْنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَسَلَّمْنَا وَجَلَسْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ : هَاتَا مَا عِنْدَكُمَا وَأَظُنُّكَ يَا سُلَيْمَانُ صَاحِبَ الْخُطْبَةِ قَالَ : نَعَمْ مَا أَحَدٌ يُفِيدُنَا فِي الْحَجِّ شَيْئًا فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا أَقْبَلَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ : يَا سُلَيْمَانُ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ قَضَى الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا إِلَّا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ فَوَقَعَ عَلَى أَهْلِهِ ؟ فَانْدَفَعَ سُلَيْمَانُ فَرَوَى : يَتَفَرَّقَانِ حَيْثُ اجْتَمَعَا وَيَجْتَمِعَانِ حَيْثُ تَفَرَّقَا قَالَ : ارْوِ وَمَتَى يَجْتَمِعَانِ ؟ وَمَتَى يَفْتَرِقَانِ ؟ قَالَ : فَسَكَتَ سُلَيْمَانُ فَقَالَ : اكْتُبْ وَأَقْبَلَ يُلْقِي عَلَيْهِ الْمَسَائِلَ وَيُمْلِي عَلَيْهِ حَتَّى كَتَبْنَا ثَلَاثِينَ مَسْأَلَةً فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ يَرْوِي الْحَدِيثَ وَالْحَدِيثَيْنِ وَيَقُولُ : سَأَلْتُ مَالِكًا وَسَأَلْتُ سُفْيَانَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ قَالَ : فَلَمَّا قُمْتُ قَالَ : لَا تَعُدْ ثَانِيًا يَقُولُ مِثْلَ مَا قُلْتُ فَقُمْنَا وَخَرَجْنَا قَالَ : فَأَقْبَلَ عَلَيَّ سُلَيْمَانُ فَقَالَ : إِيشْ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ صُلْبِ مَهْدِيٍّ هَذَا كَأَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا مَعَهُمْ سَمِعْتُ مَالِكًا وَسُفْيَانَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ