سَمِعْتُ أَبَا عِصْمَةَ نُوحَ بْنَ هِشَامٍ الْجُوزَجَانِيَّ يَقُولُ : " كُنْتُ عِنْدَ الْمُسَيَّبِ بْنِ وَاضِحٍ وَكَانَ مُرَابِطًا بِمَدِينَةٍ مِنْ مُدُنِ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ يُقَالُ لَهَا : بَانَيَاسُ فَبَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَهُ لِلْمُنَاظَرَةِ فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ يُحْكَى عِنْدَنَا بِخُرَاسَانَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ قَالَ : الْإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ وَلَوْلَا الْإِسْنَادُ لَحَدَّثَ مَنْ شَاءَ مِنَ النَّاسِ بِمَا شَاءَ ، هَلْ سَمِعْتَهَا مِنْهُ ؟ قَالَ : لَا وَلَكِنِ اكْتُبْ حَتَّى أُمْلِيَ عَلَيْكَ حِكَايَةً فِي هَذَا الْبَابِ لَا تَكْتُبُهَا الْيَوْمَ عَنْ أَحَدٍ غَيْرِي قُلْتُ : هَاتِ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : مَا تَقُولُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ هَلْ لَهُ أَنْ يُشَدِّدَ فِي الْإِسْنَادِ ؟ قَالَ : نَعَمْ مَنْ كَانَ طَلَبُهُ لِلَّهِ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكُونَ فِي الْإِسْنَادِ أَشَدُّ وَأَشَدُّ لِأَنَّكَ تَجِدُ ثِقَةً يَرْوِي عَنْ ثِقَةٍ وَتَجِدُ ثِقَةً يَرْوِي عَنْ غَيْرِ ثِقَةٍ "
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْحَافِظَ الْجُرْجَانِيَّ بِمَكَّةَ يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عِصْمَةَ نُوحَ بْنَ هِشَامٍ الْجُوزَجَانِيَّ يَقُولُ : كُنْتُ عِنْدَ الْمُسَيَّبِ بْنِ وَاضِحٍ وَكَانَ مُرَابِطًا بِمَدِينَةٍ مِنْ مُدُنِ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ يُقَالُ لَهَا : بَانَيَاسُ فَبَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَهُ لِلْمُنَاظَرَةِ فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ يُحْكَى عِنْدَنَا بِخُرَاسَانَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ قَالَ : الْإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ وَلَوْلَا الْإِسْنَادُ لَحَدَّثَ مَنْ شَاءَ مِنَ النَّاسِ بِمَا شَاءَ ، هَلْ سَمِعْتَهَا مِنْهُ ؟ قَالَ : لَا وَلَكِنِ اكْتُبْ حَتَّى أُمْلِيَ عَلَيْكَ حِكَايَةً فِي هَذَا الْبَابِ لَا تَكْتُبُهَا الْيَوْمَ عَنْ أَحَدٍ غَيْرِي قُلْتُ : هَاتِ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : مَا تَقُولُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ هَلْ لَهُ أَنْ يُشَدِّدَ فِي الْإِسْنَادِ ؟ قَالَ : نَعَمْ مَنْ كَانَ طَلَبُهُ لِلَّهِ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكُونَ فِي الْإِسْنَادِ أَشَدُّ وَأَشَدُّ لِأَنَّكَ تَجِدُ ثِقَةً يَرْوِي عَنْ ثِقَةٍ وَتَجِدُ ثِقَةً يَرْوِي عَنْ غَيْرِ ثِقَةٍ وَيُقَالُ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ فِي أَحْوَالِ الرُّوَاةِ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ