• 1053
  • سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ الْعَالِمَ إِذَا أَرَادَ بِعِلْمِهِ وَجْهَ اللَّهِ هَابَهُ كُلُّ شَيْءٍ ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَكْنِزَ بِهِ الْكُنُوزَ هَابَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ " فَقَالَ : مَا تَقُولُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فِي رَجُلٍ لَهُ ابْنَانِ وَهُوَ عَنْ أَحَدِهِمَا أَرْضَى ، فَأَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ فِي حَيَاتِهِ ثُلُثَيْ مَالِهِ ، قَالَ : لَا تَفْعَلْ رَحِمَكَ اللَّهُ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُعَذِّبَ عَبْدَهُ بِمَالِهِ وَفَّقَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ لَوَصِيَّةٍ جَائِرَةٍ " قَالَ : فَحَاجَةٌ إِلَيْكَ ، قَالَ : هَاتِ ، مَا لَمْ تَكُنْ رَزِيَّةٌ فِي دِينٍ ، قَالَ : أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ تَأْخُذُهَا تَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ ، قَالَ : ارْدُدْهَا عَلَى مَنْ ظَلَمْتَهُ بِهَا ، قَالَ : وَاللَّهِ مَا أُعْطِيكَ إِلَّا مَا وَرِثْتُهُ ، قَالَ : لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا ، ازْوِهَا عَنِّي زَوَى اللَّهُ عَنْكَ أَوْزَارَكَ ، قَالَ : فَغَيْرَ هَذَا ، قَالَ : هَاتِ ، مَا لَمْ يَكُنْ رَزِيَّةٌ فِي دِينٍ ، قَالَ تَأْخُذُهَا فَتَقْسِمَهَا ، قَالَ : فَلَعَلِّي إِنْ عَدَلْتُ فِي قَسْمِهَا أَنْ يَقُولَ بَعْضُ مَنْ لَمْ يُرْزَقْ مِنْهَا : إِنَّهُ لَمْ يَعْدِلْ فِي قَسْمِهَا فَيَأْثَمَ ازْوِهَا عَنِّي زَوَى اللَّهُ عَنْكَ أَوْزَارَكَ "

    أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شَبَابَةَ الدِّينَوَرِيُّ ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الرَّازِيُّ الْحَافِظُ ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، - نَزِيلُ قَزْوِينَ بِالرِّيِّ ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرٍو الْمَرْوَزِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، قَالَ : نا مُقَاتِلُ بْنُ صَالِحٍ الْخُرَاسَانِيُّ - صَاحِبُ الْحُمَيْدِيِّ - بِمَكَّةَ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ فَإِذَا لَيْسَ فِي الْبَيْتِ إِلَّا حَصِيرٌ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَيْهِ وَمُصْحَفٌ يَقْرَأُ فِيهِ وَجِرَابٌ فِيهِ عِلْمُهُ ، وَمِطْهَرَةٌ يَتَوَضَّأُ فِيهَا ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ جَالِسٌ إِذْ دَقَّ عَلَيْهِ دَاقٌّ الْبَابَ ، فَقَالَ : يَا صَبِيَّةُ اخْرُجِي فَانْظُرِي مَنْ هَذَا ، قَالَتَ : هَذَا رَسُولُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : قُولِي لَهُ يَدْخُلُ وَحْدَهُ ، فَدَخَلَ ، فَسَلَّمَ ، وَنَاوَلَهُ كِتَابَهُ ، فَقَالَ : اقْرَأْهُ ، فَإِذَا فِيهِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ إِلَى حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، أَمَا بَعْدُ : فَصَبَّحَكَ اللَّهُ بِمَا صَبَّحَ بِهِ أَوْلِيَاءَهُ وَأَهْلَ طَاعَتِهِ ، وَقَعَتْ مَسْأَلَةٌ ، فَأْتِنَا نَسْأَلُكَ عَنْهَا ، قَالَ : يَا صَبِيَّةُ هَلُمِّي الدَّوَاةَ ، ثُمَّ قَالَ لِي : اقْلِبِ الْكِتَابَ وَاكْتُبْ : أَمَا بَعْدُ : وَأَنْتَ فَصَبَّحَكَ اللَّهُ بِمَا صَبَّحَ بِهِ أَوْلِيَاءَهُ ، وَأَهْلَ طَاعَتِهِ ، إِنَّا أَدْرَكْنَا الْعُلَمَاءَ وَهُمْ لَا يَأْتُونَ أَحَدًا ، فَإِنْ وَقَعَتْ مَسْأَلَةٌ فَأْتِنَا فَسَلْنَا عَمَّا بَدَا لَكَ ، وَإِنْ أَتَيْتَنِي فَلَا تَأْتِنِي إِلَّا وَحْدَكَ ، وَلَا تَأْتِنِي بِخَيْلِكَ وَرَجْلِكَ ، فَلَا أَنْصَحُكَ وَلَا أَنْصَحُ نَفْسِي وَالسَّلَامُ ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ جَالِسٌ إِذْ دَقَّ دَاقٌّ الْبَابَ ، فَقَالَ : يَا صَبِيَّةُ اخْرُجِي فَانْظُرِي مَنْ هَذَا ، قَالَتَ : هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : قُولِي لَهُ يَدْخُلْ وَحْدَهُ ، فَدَخَلَ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ : مَا لِيَ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْكَ امْتَلَأَتُ رُعْبًا ، فَقَالَ حَمَّادٌ : سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الْعَالِمَ إِذَا أَرَادَ بِعِلْمِهِ وَجْهَ اللَّهِ هَابَهُ كُلُّ شَيْءٍ ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَكْنِزَ بِهِ الْكُنُوزَ هَابَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فَقَالَ : مَا تَقُولُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فِي رَجُلٍ لَهُ ابْنَانِ وَهُوَ عَنْ أَحَدِهِمَا أَرْضَى ، فَأَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ فِي حَيَاتِهِ ثُلُثَيْ مَالِهِ ، قَالَ : لَا تَفْعَلْ رَحِمَكَ اللَّهُ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُعَذِّبَ عَبْدَهُ بِمَالِهِ وَفَّقَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ لَوَصِيَّةٍ جَائِرَةٍ قَالَ : فَحَاجَةٌ إِلَيْكَ ، قَالَ : هَاتِ ، مَا لَمْ تَكُنْ رَزِيَّةٌ فِي دِينٍ ، قَالَ : أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ تَأْخُذُهَا تَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ ، قَالَ : ارْدُدْهَا عَلَى مَنْ ظَلَمْتَهُ بِهَا ، قَالَ : وَاللَّهِ مَا أُعْطِيكَ إِلَّا مَا وَرِثْتُهُ ، قَالَ : لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا ، ازْوِهَا عَنِّي زَوَى اللَّهُ عَنْكَ أَوْزَارَكَ ، قَالَ : فَغَيْرَ هَذَا ، قَالَ : هَاتِ ، مَا لَمْ يَكُنْ رَزِيَّةٌ فِي دِينٍ ، قَالَ تَأْخُذُهَا فَتَقْسِمَهَا ، قَالَ : فَلَعَلِّي إِنْ عَدَلْتُ فِي قَسْمِهَا أَنْ يَقُولَ بَعْضُ مَنْ لَمْ يُرْزَقْ مِنْهَا : إِنَّهُ لَمْ يَعْدِلْ فِي قَسْمِهَا فَيَأْثَمَ ازْوِهَا عَنِّي زَوَى اللَّهُ عَنْكَ أَوْزَارَكَ

    هلمي: هلم : اسم فعل بمعنى تعال أو أقبل أو هات
    أوزارك: الوِزْر : الحِمْل والثِّقْل، وأكثر ما يُطْلَق في الحديث على الذَّنْب والإثم. يقال : وَزَرَ يَزِرُ ٌ، إذا حَمل ما يُثْقِل ظَهْرَه من الأشياء المُثْقَلة ومن الذنوب.
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات