عَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ : " الْقُرْآنُ أَحْوَجُ إِلَى السُّنَّةِ مِنَ السُّنَّةِ إِلَى الْقُرْآنِ "
وَقَدْ رَوَى سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ : الْقُرْآنُ أَحْوَجُ إِلَى السُّنَّةِ مِنَ السُّنَّةِ إِلَى الْقُرْآنِ وَبِهِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ : قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ : السُّنَّةُ قَاضِيَةٌ عَلَى الْكِتَابِ وَلَيْسَ الْكِتَابُ بِقَاضٍ عَلَى السُّنَّةِ وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ، وَسُئِلَ عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَى أَنَّ السُّنَّةَ قَاضِيَةٌ عَلَى الْكِتَابِ ، فَقَالَ : مَا أَجْسُرُ عَلَى هَذَا أَنْ أَقُولَهُ ، وَلَكِنِّي أَقُولُ : إِنَّ السُّنَّةَ تُفَسِّرُ الْكِتَابَ وَتُبَيِّنُهُ ، قَالَ الْفَضْلُ : وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ وَقِيلَ لَهُ : أَتَنْسَخُ السُّنَّةُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ ؟ قَالَ : لَا يَنْسَخُ الْقُرْآنَ إِلَّا الْقُرْآنُ قَالَ أَبُو عُمَرَ : هَذَا قَوْلُ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ : إِنَّ الْقُرْآنَ لَا يَنْسَخُهُ إِلَّا قُرْآنٌ مِثْلُهُ ، لِقَوْلِ اللَّهِ {{ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ }} وَقَوْلِهِ : {{ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا }} الْآيَةَ ، وَعَلَى هَذَا جُمْهُورُ أَصْحَابِ مَالِكٍ إِلَّا أَبَا الْفَرَجِ فَإِنَّهُ أَضَافَ إِلَى مَالِكٍ قَوْلَ الْكُوفِيِّينَ فِي ذَلِكَ : إِنَّ السُّنَّةَ تَنْسَخُ الْقُرْآنَ بِدَلَالَةِ قَوْلِهِ : لَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ وَقَدْ بَيَّنَّا هَذَا الْمَعْنَى فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كُتُبِنَا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ