أَنْشَدَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ لِابْنِ الْمُبَارَكِ ، {
} يَا طَالِبَ الْعِلْمِ بَادِرِ الْوَرَعَا {
}وَهَاجِرِ النَّوْمَ وَاهْجُرِ الشَّبَعَا {
}{
} يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ عُشْبٌ {
}يَحْصُدُهُ الْمَوْتُ كُلَّمَا طَلَعَا {
}{
} لَا يَحْصُدُ الْمَرْءُ عِنْدَ فَاقَتِهِ {
}إِلَّا الَّذِي فِي حَيَاتِهِ زَرَعَا {
}
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ شَعْبَانَ ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ رَوْحٍ قَالَ : أَنْشَدَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ لِابْنِ الْمُبَارَكِ ، يَا طَالِبَ الْعِلْمِ بَادِرِ الْوَرَعَا وَهَاجِرِ النَّوْمَ وَاهْجُرِ الشَّبَعَا يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ عُشْبٌ يَحْصُدُهُ الْمَوْتُ كُلَّمَا طَلَعَا لَا يَحْصُدُ الْمَرْءُ عِنْدَ فَاقَتِهِ إِلَّا الَّذِي فِي حَيَاتِهِ زَرَعَا وَقَالَ الْحَسَنُ : مَنْ أَفْرَطَ فِي حُبِّ الدُّنْيَا ذَهَبَ خَوْفُ الْآخِرَةِ مِنْ قَلْبِهِ ، وَمَنِ ازْدَادَ عِلْمًا ثُمَّ ازْدَادَ عَلَى الدُّنْيَا حِرْصًا لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللَّهِ إِلَّا بُغْضًا وَلَمْ يَزْدَدْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا بُعْدًا وَقَدْ رُوِيَ مِثْلُ قَوْلِ الْحَسَنِ مَرْفُوعًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَرُوِيَ عَنْهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِغَيْرِ اللَّهِ أَوْ أَرَادَ بِهِ غَيْرَ اللَّهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ وَعَنْهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ شَرِّ النَّاسِ فَقَالَ : الْعُلَمَاءُ إِذَا فَسَدُوا وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا أَسَانِيدُ قَوِيَّةٌ ، فَإِنَّهَا قَدْ جَاءَتْ كَمَا تَرَى ، وَالْقَوْلُ فِيهَا عِنْدِي كَمَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ فِي نَحْوِ هَذَا : عَشِّ وَلَا تَغْتَرَّ وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ : إِذَا رَأَيْتُمُ الْعَالِمَ مُحِبًّا لِدُنْيَاهُ فَاتَّهِمُوهُ عَلَى دِينِكُمْ ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحِبٍّ لِشَيْءٍ يَحُوطُ مَا أَحَبَّ وَرُوِيَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا دَاوُدُ ، لَا تَجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ عَالِمًا مَفْتُونًا بِالدُّنْيَا فَيَصُدَّكَ عَنْ طَرِيقِ مَحَبَّتِي ، فَإِنَّ أُولَئِكَ قُطَّاعُ طَرِيقِ عِبَادِي الْمُرِيدِينَ ، إِنَّ أَدْنَى مَا أَنَا صَانِعٌ بِهِمْ أَنْ أَنْزِعَ حَلَاوَةَ الْمُنَاجَاةِ مِنْ قُلُوبِهِمْ