عَنْ مُقَاتِلٍ فِي قَوْلِهِ : {{ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ }} " يَعْنِي عَلِمَ كَيْفَ يَخْلُقُ الْأَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعَلِّمَهُ أَحَدٌ , وَقَوْلُهُ : {{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا }} يَقُولُ : إِلَّا لِأَمْرٍ هُوَ كَائِنٌ {{ ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا }} مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّهُمَا خُلِقَا لِغَيْرِ شَيْءٍ {{ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ }} قَالَ : وَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي نُونِ وَالْقَلَمِ {{ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ }} قَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ لِلْمُؤْمِنِينَ : إِنَّا نُعْطِي فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَيْرِ مَا تُعْطُونَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ : {{ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُو وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }} يَقُولُ : أَنَجْعَلُ هَؤُلَاءِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ بِالْمَعَاصِي , ثُمَّ قَالَ : {{ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ }} وَقَوْلُهُ : {{ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ }} يَقُولُ : لَمْ يَخْلُقْهُمَا بَاطِلًا لِغَيْرِ شَيْءٍ , وَقَوْلُهُ : {{ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ }} : فِي يَوْمَيْنِ {{ طِبَاقًا }} , بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ , بَيْنَ كُلِّ سَمَاءَيْنِ مَسِيرَةَ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ , وَغِلَظِ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةَ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ {{ مَا تَرَيْ فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ }} يَقُولُ : مَا يَرَى ابْنُ آدَمَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ مِنْ خَلَلٍ , يَعْنِي مِنْ عَيْبٍ {{ فَارْجِعِ الْبَصَرَ }} يَقُولُ : أَعِدِ الْبَصَرَ الثَّانِيَةَ إِلَى السَّمَوَاتِ {{ هَلْ تَرَى }} يَا ابْنَ آدَمَ فِي السَّمَوَاتِ {{ مِنْ فُطُورٍ }} يَعْنِي مِنْ فُرُوجٍ {{ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ }} يَقُولُ : أَعِدِ الْبَصَرَ الثَّانِيَةَ {{ يَنْقَلِبْ }} يَعْنِي يَرْجِعْ {{ إِلَيْكَ }} يَا ابْنَ آدَمَ {{ الْبَصَرُ خَاسِئًا }} يَعْنِي إِذَا اشْتَدَّ الْبَصَرُ يَقَعُ الْمَاءُ فِي الْعَيْنِ فَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ {{ خَاسِئًا }} يَعْنِي صَاغِرًا {{ وَهُوَ حَسِيرٌ }} يَعْنِي كَالٌّ مُنْقَطِعٌ لَا تَرَى فِيهَا عَيْبًا وَلَا فُطُورًا "
أَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , أنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ , نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ , قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي , عَنِ الْهُذَيْلِ , عَنْ مُقَاتِلٍ فِي قَوْلِهِ : {{ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ }} يَعْنِي عَلِمَ كَيْفَ يَخْلُقُ الْأَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعَلِّمَهُ أَحَدٌ , وَقَوْلُهُ : {{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا }} يَقُولُ : إِلَّا لِأَمْرٍ هُوَ كَائِنٌ {{ ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا }} مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّهُمَا خُلِقَا لِغَيْرِ شَيْءٍ {{ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ }} قَالَ : وَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي نُونِ وَالْقَلَمِ {{ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ }} قَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ لِلْمُؤْمِنِينَ : إِنَّا نُعْطِي فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَيْرِ مَا تُعْطُونَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ : {{ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُو وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }} يَقُولُ : أَنَجْعَلُ هَؤُلَاءِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ بِالْمَعَاصِي , ثُمَّ قَالَ : {{ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ }} وَقَوْلُهُ : {{ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ }} يَقُولُ : لَمْ يَخْلُقْهُمَا بَاطِلًا لِغَيْرِ شَيْءٍ , وَقَوْلُهُ : {{ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ }} : فِي يَوْمَيْنِ {{ طِبَاقًا }} , بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ , بَيْنَ كُلِّ سَمَاءَيْنِ مَسِيرَةَ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ , وَغِلَظِ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةَ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ {{ مَا تَرَيْ فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ }} يَقُولُ : مَا يَرَى ابْنُ آدَمَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ مِنْ خَلَلٍ , يَعْنِي مِنْ عَيْبٍ {{ فَارْجِعِ الْبَصَرَ }} يَقُولُ : أَعِدِ الْبَصَرَ الثَّانِيَةَ إِلَى السَّمَوَاتِ {{ هَلْ تَرَى }} يَا ابْنَ آدَمَ فِي السَّمَوَاتِ {{ مِنْ فُطُورٍ }} يَعْنِي مِنْ فُرُوجٍ {{ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ }} يَقُولُ : أَعِدِ الْبَصَرَ الثَّانِيَةَ {{ يَنْقَلِبْ }} يَعْنِي يَرْجِعْ {{ إِلَيْكَ }} يَا ابْنَ آدَمَ {{ الْبَصَرُ خَاسِئًا }} يَعْنِي إِذَا اشْتَدَّ الْبَصَرُ يَقَعُ الْمَاءُ فِي الْعَيْنِ فَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ {{ خَاسِئًا }} يَعْنِي صَاغِرًا {{ وَهُوَ حَسِيرٌ }} يَعْنِي كَالٌّ مُنْقَطِعٌ لَا تَرَى فِيهَا عَيْبًا وَلَا فُطُورًا