عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ وَغَيْرِهِمَا ، قَالُوا : قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ وَفِيهِمْ أَبُو الْحَارِثِ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ رَبِيعَةَ لَهُ عِلْمٌ بِدِينِهِمْ وَرِئَاسَةٌ ، وَكَانَ أَسْقُفَهُمْ وَإِمَامَهُمْ ، وَصَاحِبَ مِدْرَاسِهِمْ ، وَلَهُ فِيهِمْ قَدْرٌ ، فَعَثَرَتْ بِهِ بَغْلَتُهُ ، فَقَالَ أَخُوهُ : تَعِسَ الْأَبْعَدُ يُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ أَبُو الْحَارِثِ : بَلْ تَعِسْتَ أَنْتَ أَتَشْتِمُ رَجُلًا مِنَ الْمُرْسَلِينَ ؟ إِنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ، وَإِنَّهُ لَفِي التَّوْرَاةِ ، قَالَ : فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْ دِينِهِ ؟ قَالَ : شَرَّفَنَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ وَأَكْرَمُونَا وَمَوَّلُونَا ، وَقَدْ أَبَوْا إِلَّا خِلَافَهُ ، فَحَلَفَ أَخُوهُ أَلَّا يَثْنِي لَهُ صَعَرًا حَتَّى يَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَيُؤْمِنَ بِهِ ، قَالَ : مَهْلًا يَا أَخِي ، فَإِنَّمَا كُنْتُ مَازِحًا ، قَالَ : وَإِنْ ، فَمَضَى يَضْرِبُ رَاحِلَتَهُ وَأَنْشَأَ يَقُولُ : {
} إِلَيْكَ يَغْدُو قَلِقًا وَضِينُهَا {
}مُعْتَرِضًا فِي بَطْنِهَا جَنِينُهَا {
}{
} مُخَالِفًا دِينَ النَّصَارَى دِينُهَا {
}قَالَ : فَقَدِمَ وَأَسْلَمَ
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ وَغَيْرِهِمَا ، قَالُوا : قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ وَفِيهِمْ أَبُو الْحَارِثِ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ رَبِيعَةَ لَهُ عِلْمٌ بِدِينِهِمْ وَرِئَاسَةٌ ، وَكَانَ أَسْقُفَهُمْ وَإِمَامَهُمْ ، وَصَاحِبَ مِدْرَاسِهِمْ ، وَلَهُ فِيهِمْ قَدْرٌ ، فَعَثَرَتْ بِهِ بَغْلَتُهُ ، فَقَالَ أَخُوهُ : تَعِسَ الْأَبْعَدُ يُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ أَبُو الْحَارِثِ : بَلْ تَعِسْتَ أَنْتَ أَتَشْتِمُ رَجُلًا مِنَ الْمُرْسَلِينَ ؟ إِنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ، وَإِنَّهُ لَفِي التَّوْرَاةِ ، قَالَ : فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْ دِينِهِ ؟ قَالَ : شَرَّفَنَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ وَأَكْرَمُونَا وَمَوَّلُونَا ، وَقَدْ أَبَوْا إِلَّا خِلَافَهُ ، فَحَلَفَ أَخُوهُ أَلَّا يَثْنِي لَهُ صَعَرًا حَتَّى يَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَيُؤْمِنَ بِهِ ، قَالَ : مَهْلًا يَا أَخِي ، فَإِنَّمَا كُنْتُ مَازِحًا ، قَالَ : وَإِنْ ، فَمَضَى يَضْرِبُ رَاحِلَتَهُ وَأَنْشَأَ يَقُولُ : إِلَيْكَ يَغْدُو قَلِقًا وَضِينُهَا مُعْتَرِضًا فِي بَطْنِهَا جَنِينُهَا مُخَالِفًا دِينَ النَّصَارَى دِينُهَا قَالَ : فَقَدِمَ وَأَسْلَمَ