حَدَّثَتْنِي أُمُّ أَيْمَنَ قَالَتْ : كَانَ بِبُوَانَةَ صَنَمٌ تَحْضُرُهُ قُرَيْشٌ تُعَظِّمُهُ تَنْسُكُ لَهُ النَّسَائِكَ وَيَحْلِقُونَ رُءُوسَهُمْ عِنْدَهُ وَيَعْكُفُونَ عِنْدَهُ يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ ، وَذَلِكَ يَوْمًا فِي السَّنَةِ ، وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ يَحْضُرُهُ مَعَ قَوْمِهِ ، وَكَانَ يُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْضُرَ ذَلِكَ الْعِيدَ مَعَ قَوْمِهِ فَيَأْبَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ حَتَّى رَأَيْتُ أَبَا طَالِبٍ غَضِبَ عَلَيْهِ ، وَرَأَيْتُ عَمَّاتِهِ غَضِبْنَ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ أَشَدَّ الْغَضَبِ ، وَجَعَلْنَ يَقُلْنَ : إِنَّا لَنَخَافُ عَلَيْكَ مِمَّا تَصْنَعُ مِنِ اجْتِنَابِ آلِهَتِنَا ، وَجَعَلْنَ يَقُلْنَ : مَا تُرِيدُ يَا مُحَمَّدُ أَنْ تَحْضُرَ لِقَوْمِكَ عِيدًا وَلَا تُكَثِّرَ لَهُمْ جَمْعًا ، قَالَتْ : فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى ذَهَبَ فَغَابَ عَنْهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا مَرْعُوبًا فَزِعًا ، فَقَالَتْ لَهُ عَمَّاتُهُ : مَا دَهَاكَ ؟ قَالَ : " إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِي لَمَمٌ " فَقُلْنَ : مَا كَانَ اللَّهُ لِيَبْتَلِيَكَ بِالشَّيْطَانِ ، وَفِيكَ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ مَا فِيكَ ، فَمَا الَّذِي رَأَيْتَ قَالَ : " إِنِّي كُلَّمَا دَنَوْتُ مِنْ صَنَمٍ مِنْهَا تَمَثَّلَ لِي رَجُلٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ يَصِيحُ بِي وَرَاءَكَ يَا مُحَمَّدُ لَا تَمَسَّهُ " قَالَتْ : فَمَا عَادَ إِلَى عِيدٍ لَهُمْ حَتَّى تَنَبَّأَ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : حَدَّثَتْنِي أُمُّ أَيْمَنَ قَالَتْ : كَانَ بِبُوَانَةَ صَنَمٌ تَحْضُرُهُ قُرَيْشٌ تُعَظِّمُهُ تَنْسُكُ لَهُ النَّسَائِكَ وَيَحْلِقُونَ رُءُوسَهُمْ عِنْدَهُ وَيَعْكُفُونَ عِنْدَهُ يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ ، وَذَلِكَ يَوْمًا فِي السَّنَةِ ، وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ يَحْضُرُهُ مَعَ قَوْمِهِ ، وَكَانَ يُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ يَحْضُرَ ذَلِكَ الْعِيدَ مَعَ قَوْمِهِ فَيَأْبَى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَلِكَ حَتَّى رَأَيْتُ أَبَا طَالِبٍ غَضِبَ عَلَيْهِ ، وَرَأَيْتُ عَمَّاتِهِ غَضِبْنَ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ أَشَدَّ الْغَضَبِ ، وَجَعَلْنَ يَقُلْنَ : إِنَّا لَنَخَافُ عَلَيْكَ مِمَّا تَصْنَعُ مِنِ اجْتِنَابِ آلِهَتِنَا ، وَجَعَلْنَ يَقُلْنَ : مَا تُرِيدُ يَا مُحَمَّدُ أَنْ تَحْضُرَ لِقَوْمِكَ عِيدًا وَلَا تُكَثِّرَ لَهُمْ جَمْعًا ، قَالَتْ : فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى ذَهَبَ فَغَابَ عَنْهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا مَرْعُوبًا فَزِعًا ، فَقَالَتْ لَهُ عَمَّاتُهُ : مَا دَهَاكَ ؟ قَالَ : إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِي لَمَمٌ فَقُلْنَ : مَا كَانَ اللَّهُ لِيَبْتَلِيَكَ بِالشَّيْطَانِ ، وَفِيكَ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ مَا فِيكَ ، فَمَا الَّذِي رَأَيْتَ قَالَ : إِنِّي كُلَّمَا دَنَوْتُ مِنْ صَنَمٍ مِنْهَا تَمَثَّلَ لِي رَجُلٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ يَصِيحُ بِي وَرَاءَكَ يَا مُحَمَّدُ لَا تَمَسَّهُ قَالَتْ : فَمَا عَادَ إِلَى عِيدٍ لَهُمْ حَتَّى تَنَبَّأَ