Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/production/pages/hadith.php on line 215

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/production/pages/hadith.php on line 215
أرشيف الإسلام - موسوعة الحديث - حديث () - الطبقات الكبير لابن سعد حديث رقم: 153
  • 2691
  • أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ : كَانَ الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ أَكْبَرَ مِنْ هَاشِمٍ وَمِنْ عَبْدِ شَمْسٍ وَهُوَ الَّذِي عَقَدَ الْحِلْفَ لِقُرَيْشٍ مِنَ النَّجَاشِيِّ فِي مَتْجَرِهَا ، وَكَانَ شَرِيفًا فِي قَوْمِهِ مُطَاعًا سَيِّدًا ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُسَمِّيهِ الْفَيْضَ لِسَمَاحَتِهِ فَوَلِيَ بَعْدَ هَاشِمٍ السِّقَايَةَ وَالرِّفَادَةَ ، وَقَالَ فِي ذَلِكَ : {
    }
    أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَنِي هَاشِمٍ {
    }
    بِمَا قَدْ فَعَلْنَا وَلَمْ نُؤْمَرِ {
    }
    {
    }
    أَقَمْنَا لِنَسْقِيَ حَجِيجَ الْحَرَامِ {
    }
    إِذَا تُرِكَ الْمَجْدُ لَمْ يُؤْثَرِ {
    }
    {
    }
    نَسُوقُ الْحَجِيجَ لِأَبْيَاتِنَا {
    }
    كَأَنَّهُمْ بَقَرٌ تُحْشَرِ {
    }
    قَالَ : وَقَدِمَ ثَابِتُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامٍ وَهُوَ أَبُو حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الشَّاعِرِ مَكَّةَ مُعْتَمِرًا فَلَقِيَ الْمُطَّلِبَ وَكَانَ لَهُ خَلِيلًا ، فَقَالَ لَهُ : لَوْ رَأَيْتَ ابْنَ أَخِيكَ شَيْبَةَ فِينَا لَرَأَيْتُ جَمَالًا وَهَيْبَةً وَشَرَفًا لَقَدْ نَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يُنَاضِلُ فِتْيَانًا مِنْ أَخْوَالِهِ فَيُدْخِلُ مِرْمَاتَيْهِ جَمِيعًا فِي مِثْلِ رَاحَتِي هَذِهِ ، وَيَقُولُ كُلَّمَا خَسَقَ : أَنَا ابْنُ عَمْرِو الْعُلَى فَقَالَ الْمُطَّلِبُ : لَا أُمْسِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْهِ فَأَقْدَمَ بِهِ ، فَقَالَ ثَابِتٌ : مَا أَرَى سَلْمَى تَدْفَعُهُ إِلَيْكَ ، وَلَا أَخْوَالَهُ هُمْ أَضَنُّ بِهِ مِنْ ذَلِكَ ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تَدَعَهُ فَيَكُونَ فِي أَخْوَالِهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَقْدَمُ عَلَيْكَ إِلَى مَا هَهُنَا رَاغِبًا فِيكَ ، فَقَالَ الْمُطَّلِبُ : يَا أَبَا أَوْسٍ مَا كُنْتُ لِأَدَعَهُ هُنَاكَ ، وَيَتْرُكُ مَآثِرَ قَوْمِهِ وَسِطَتَهُ وَنَسَبَهُ وَشَرَفَهُ فِي قَوْمِهِ مَا قَدْ عَلِمْتَ ، فَخَرَجَ الْمُطَّلِبُ فَوَرَدَ الْمَدِينَةَ فَنَزَلَ فِي نَاحِيَةٍ ، وَجَعَلَ يَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى وَجَدَهُ يَرْمِي فِي فَتَيَانٍ مِنْ أَخْوَالِهِ ، فَلَمَّا رَآهُ عَرَفَ شِبْهَ أَبِيهِ فِيهِ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ وَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَكَسَاهُ حُلَّةً يَمَانِيَةً ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ : {
    }
    عَرَفْتُ شَيْبَةَ وَالنَّجَّارُ قَدْ حَفَلَتْ {
    }
    أَبْنَاؤُهَا حَوْلَهُ بِالنَّبْلِ تَنْتَضِلُ {
    }
    {
    }
    عَرَفْتُ أَجْلَادَهُ مِنَّا وَشِيمَتَهُ {
    }
    فَفَاضَ مِنِّي عَلَيْهِ وَابِلٌ سَبَلُ {
    }
    فَأَرْسَلَتْ سَلْمَى إِلَى الْمُطَّلِبِ فَدَعَتْهُ إِلَى النُّزُولِ عَلَيْهَا ، فَقَالَ : شَأْنِي أَخَفُّ مِنْ ذَلِكَ مَا أُرِيدُ أَنْ أَحُلَّ عُقْدَةً حَتَّى أَقْبِضَ ابْنَ أَخِي وَأَلْحِقَهُ بِبَلَدِهِ وَقَوْمِهِ ، فَقَالَتْ : لَسْتُ بِمُرْسِلَتِهِ مَعَكَ وَغَلَّظَتْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ الْمُطَّلِبُ : لَا تَفْعَلِي فَإِنِّي غَيْرُ مُنْصَرَفٍ حَتَّى أَخْرُجَ بِهِ مَعِي ، ابْنُ أَخِي قَدْ بَلَغَ وَهُوَ غَرِيبٌ فِي غَيْرِ قَوْمِهِ ، وَنَحْنُ أَهْلُ بَيْتٍ شَرُفَ قَوْمُنَا ، وَالْمُقَامُ بِبَلَدِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الْمُقَامِ هَهُنَا ، وَهُوَ ابْنُكِ حَيْثُ كَانَ ، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ غَيْرُ مُقَصِّرٍ حَتَّى يَخْرُجَ بِهِ اسْتَنْظَرَتْهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، وَتَحَوَّلَ إِلَيْهِمْ فَنَزَلَ عِنْدَهُمْ فَأَقَامَ ثَلَاثًا ، ثُمَّ احْتَمَلَهُ وَانْطَلَقَا جَمِيعًا فَأَنْشَأَ الْمُطَّلِبُ يَقُولُ كَمَا أَنْشَدَنِي هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ : {
    }
    أَبْلِغْ بَنِي النَّجَّارِ إِنْ جِئْتَهُمْ {
    }
    أَنِّي مِنْهُمْ وَابْنُهُمْ وَالْخَمِيسِ {
    }
    {
    }
    رَأَيْتُهُمْ قَوْمًا إِذَا جِئْتُهُمْ {
    }
    هَوَوْا لِقَائِي وَأَحَبُّوا حَسِيسِي {
    }

    أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ : كَانَ الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ أَكْبَرَ مِنْ هَاشِمٍ وَمِنْ عَبْدِ شَمْسٍ وَهُوَ الَّذِي عَقَدَ الْحِلْفَ لِقُرَيْشٍ مِنَ النَّجَاشِيِّ فِي مَتْجَرِهَا ، وَكَانَ شَرِيفًا فِي قَوْمِهِ مُطَاعًا سَيِّدًا ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُسَمِّيهِ الْفَيْضَ لِسَمَاحَتِهِ فَوَلِيَ بَعْدَ هَاشِمٍ السِّقَايَةَ وَالرِّفَادَةَ ، وَقَالَ فِي ذَلِكَ : أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَنِي هَاشِمٍ بِمَا قَدْ فَعَلْنَا وَلَمْ نُؤْمَرِ أَقَمْنَا لِنَسْقِيَ حَجِيجَ الْحَرَامِ إِذَا تُرِكَ الْمَجْدُ لَمْ يُؤْثَرِ نَسُوقُ الْحَجِيجَ لِأَبْيَاتِنَا كَأَنَّهُمْ بَقَرٌ تُحْشَرِ قَالَ : وَقَدِمَ ثَابِتُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامٍ وَهُوَ أَبُو حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الشَّاعِرِ مَكَّةَ مُعْتَمِرًا فَلَقِيَ الْمُطَّلِبَ وَكَانَ لَهُ خَلِيلًا ، فَقَالَ لَهُ : لَوْ رَأَيْتَ ابْنَ أَخِيكَ شَيْبَةَ فِينَا لَرَأَيْتُ جَمَالًا وَهَيْبَةً وَشَرَفًا لَقَدْ نَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يُنَاضِلُ فِتْيَانًا مِنْ أَخْوَالِهِ فَيُدْخِلُ مِرْمَاتَيْهِ جَمِيعًا فِي مِثْلِ رَاحَتِي هَذِهِ ، وَيَقُولُ كُلَّمَا خَسَقَ : أَنَا ابْنُ عَمْرِو الْعُلَى فَقَالَ الْمُطَّلِبُ : لَا أُمْسِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْهِ فَأَقْدَمَ بِهِ ، فَقَالَ ثَابِتٌ : مَا أَرَى سَلْمَى تَدْفَعُهُ إِلَيْكَ ، وَلَا أَخْوَالَهُ هُمْ أَضَنُّ بِهِ مِنْ ذَلِكَ ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تَدَعَهُ فَيَكُونَ فِي أَخْوَالِهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَقْدَمُ عَلَيْكَ إِلَى مَا هَهُنَا رَاغِبًا فِيكَ ، فَقَالَ الْمُطَّلِبُ : يَا أَبَا أَوْسٍ مَا كُنْتُ لِأَدَعَهُ هُنَاكَ ، وَيَتْرُكُ مَآثِرَ قَوْمِهِ وَسِطَتَهُ وَنَسَبَهُ وَشَرَفَهُ فِي قَوْمِهِ مَا قَدْ عَلِمْتَ ، فَخَرَجَ الْمُطَّلِبُ فَوَرَدَ الْمَدِينَةَ فَنَزَلَ فِي نَاحِيَةٍ ، وَجَعَلَ يَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى وَجَدَهُ يَرْمِي فِي فَتَيَانٍ مِنْ أَخْوَالِهِ ، فَلَمَّا رَآهُ عَرَفَ شِبْهَ أَبِيهِ فِيهِ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ وَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَكَسَاهُ حُلَّةً يَمَانِيَةً ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ : عَرَفْتُ شَيْبَةَ وَالنَّجَّارُ قَدْ حَفَلَتْ أَبْنَاؤُهَا حَوْلَهُ بِالنَّبْلِ تَنْتَضِلُ عَرَفْتُ أَجْلَادَهُ مِنَّا وَشِيمَتَهُ فَفَاضَ مِنِّي عَلَيْهِ وَابِلٌ سَبَلُ فَأَرْسَلَتْ سَلْمَى إِلَى الْمُطَّلِبِ فَدَعَتْهُ إِلَى النُّزُولِ عَلَيْهَا ، فَقَالَ : شَأْنِي أَخَفُّ مِنْ ذَلِكَ مَا أُرِيدُ أَنْ أَحُلَّ عُقْدَةً حَتَّى أَقْبِضَ ابْنَ أَخِي وَأَلْحِقَهُ بِبَلَدِهِ وَقَوْمِهِ ، فَقَالَتْ : لَسْتُ بِمُرْسِلَتِهِ مَعَكَ وَغَلَّظَتْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ الْمُطَّلِبُ : لَا تَفْعَلِي فَإِنِّي غَيْرُ مُنْصَرَفٍ حَتَّى أَخْرُجَ بِهِ مَعِي ، ابْنُ أَخِي قَدْ بَلَغَ وَهُوَ غَرِيبٌ فِي غَيْرِ قَوْمِهِ ، وَنَحْنُ أَهْلُ بَيْتٍ شَرُفَ قَوْمُنَا ، وَالْمُقَامُ بِبَلَدِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الْمُقَامِ هَهُنَا ، وَهُوَ ابْنُكِ حَيْثُ كَانَ ، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ غَيْرُ مُقَصِّرٍ حَتَّى يَخْرُجَ بِهِ اسْتَنْظَرَتْهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، وَتَحَوَّلَ إِلَيْهِمْ فَنَزَلَ عِنْدَهُمْ فَأَقَامَ ثَلَاثًا ، ثُمَّ احْتَمَلَهُ وَانْطَلَقَا جَمِيعًا فَأَنْشَأَ الْمُطَّلِبُ يَقُولُ كَمَا أَنْشَدَنِي هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ : أَبْلِغْ بَنِي النَّجَّارِ إِنْ جِئْتَهُمْ أَنِّي مِنْهُمْ وَابْنُهُمْ وَالْخَمِيسِ رَأَيْتُهُمْ قَوْمًا إِذَا جِئْتُهُمْ هَوَوْا لِقَائِي وَأَحَبُّوا حَسِيسِي ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : وَدَخَلَ بِهِ الْمُطَّلِبُ مَكَّةَ ظُهْرًا ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ : هَذَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ : وَيْحَكُمْ إِنَّمَا هُوَ ابْنُ أَخِي شَيْبَةُ بْنُ عَمْرٍو فَلَمَّا رَأَوْهُ ، قَالُوا : ابْنُهُ لَعَمْرِي ، فَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مُقِيمًا بِمَكَّةَ حَتَّى أَدْرَكَ وَخَرَجَ الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ تَاجِرًا إِلَى أَرْضِ الْيَمَنِ فَهَلَكَ بِرَدْمَانَ مِنْ أَرْضِ الْيَمَنِ فَوَلِيَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ بَعْدَهُ الرِّفَادَةَ وَالسِّقَايَةَ فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ بِيَدِهِ يُطْعِمُ الْحَاجَّ وَيَسْقِيهِمْ فِي حِيَاضٍ مِنْ أَدَمٍ بِمَكَّةَ فَلَمَّا سُقِيَ زَمْزَمَ تَرَكَ السَّقْيَ فِي الْحِيَاضِ بِمَكَّةَ وَسَقَاهُمْ مِنْ زَمْزَمَ حِينَ حَفَرَهَا ، وَكَانَ يَحْمِلُ الْمَاءَ مِنْ زَمْزَمَ إِلَى عَرَفَةَ فَيَسْقِيهِمْ ، وَكَانَتْ زَمْزَمُ سُقْيَا مِنَ اللَّهِ أُتِيَ فِي الْمَنَامِ مَرَّاتٍ فَأُمِرَ بِحَفْرِهَا ، وَوُصِفَ لَهُ مَوْضِعُهَا ، فَقِيلَ لَهُ : احْفُرْ طَيْبَةَ قَالَ : وَمَا طَيْبَةُ ؟ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَاهُ ، فَقَالَ : احْفُرْ بَرَّةَ قَالَ : وَمَا بَرَّةُ ؟ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَاهُ وَهُوَ نَائِمٌ فِي مَضْجَعِهِ ذَلِكَ ، فَقَالَ : احْفُرِ الْمَضْنُونَةَ ، قَالَ : وَمَا الْمَضْنُونَةُ ؟ أَبِنْ لِي مَا تَقُولُ ، قَالَ : فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَاهُ ، فَقَالَ احْفُرْ زَمْزَمَ قَالَ : وَمَا زَمْزَمُ ؟ قَالَ : لَا تُنْزَحُ وَلَا تُذَمُّ تَسْقِي الْحَجِيجَ الْأَعْظَمَ ، وَهِيَ بَيْنَ الْفَرْثِ وَالدَّمِ عِنْدَ نَقْرَةِ الْغُرَابِ الْأَعْصَمِ ، قَالَ : وَكَانَ غُرَابٌ أَعْصَمُ لَا يَبْرَحُ عِنْدَ الذَّبَائِحِ مَكَانَ الْفَرْثِ وَالدَّمِ ، وَهِيَ شِرْبٌ لَكَ وَلِوَلَدِكَ مِنْ بَعْدِكَ ، قَالَ : فَغَدَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِمِعْوَلِهِ وَمِسْحَاتِهِ مَعَهُ ابْنُهُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَلَيْسَ لَهُ يَوْمَئِذٍ وَلَدٌ غَيْرَهُ فَجَعَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يَحْفِرُ بِالْمِعْوَلِ وَيَغْرِفُ بِالْمِسْحَاةِ فِي الْمِكْتَلِ فَيَحْمِلُهُ الْحَارِثُ فَيُلْقِيهِ خَارِجًا ، فَحَفَرَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، ثُمَّ بَدَا لَهُ الطَّوِيُّ فَكَبَّرَ وَقَالَ : هَذَا طَوِيُّ إِسْمَاعِيلَ فَعَرَفَتْ قُرَيْشٌ أَنَّهُ قَدْ أَدْرَكَ الْمَاءَ فَأَتَوْهُ ، فَقَالُوا : أَشْرِكْنَا فِيهِ ، فَقَالَ : مَا أَنَا بِفَاعِلٍ ، هَذَا أَمْرٌ خُصِصْتُ بِهِ دُونَكُمْ ، فَاجْعَلُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ مَنْ شِئْتُمْ أُحَاكِمْكُمْ إِلَيْهِ ، قَالُوا : كَاهِنَةَ بَنِي سَعْدٍ هُذَيْمَ وَكَانَتْ بِمُعَانَ مِنْ أَشْرَافِ الشَّامِ فَخَرَجُوا إِلَيْهَا ، وَخَرَجَ مَعَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِشْرُونَ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ، وَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ بِعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ قَبَائِلِهَا ، فَلَمَّا كَانُوا بِالْفَقِيرِ مِنْ طَرِيقِ الشَّامِ أَوْ حَذْوِهِ ، فَنِيَ مَاءُ الْقَوْمِ جَمِيعًا فَعَطِشُوا ، فَقَالُوا لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ : مَا تَرَى ، فَقَالَ : هُوَ الْمَوْتُ فَلْيَحْفِرْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ حُفْرَةً لِنَفْسِهِ ، فَكُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ دَفَنَهُ أَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ رَجُلًا وَاحِدًا فَيَمُوتَ ضَيْعَةً أَيْسَرُ مِنْ أَنْ تَمُوتُوا جَمِيعًا ، فَحَفَرُوا ، ثُمَّ قَعَدُوا يَنْتَظِرُونَ الْمَوْتَ ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ : وَاللَّهِ إِنَّ إِلْقَاءَنَا بِأَيْدِينَا هَكَذَا لَعَجْزٌ ، أَلَا نَضْرِبُ فِي الْأَرْضِ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَنَا مَاءً بِبَعْضِ هَذِهِ الْبِلَادِ ، فَارْتَحَلُوا ، وَقَامَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَرَكِبَهَا ، فَلَمَّا انْبَعَثَتْ بِهِ انْفَجَرَ تَحْتَ خُفِّهَا عَيْنُ مَاءٍ عَذْبٍ ، فَكَبَّرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَكَبَّرَ أَصْحَابُهُ وَشَرِبُوا جَمِيعًا ، ثُمَّ دَعَا الْقَبَائِلَ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَقَالَ : هَلُمُّوا إِلَى الْمَاءِ الرِّوَاءِ فَقَدْ سَقَانَا اللَّهُ فَشَرِبُوا وَاسْتَقُوا ، وَقَالُوا : قَدْ قُضِيَ لَكَ عَلَيْنَا ، الَّذِي سَقَاكَ هَذَا الْمَاءَ بِهَذِهِ الْفَلَاةِ هُوَ الَّذِي سَقَاكَ زَمْزَمَ فَوَاللَّهِ لَا نُخَاصِمُكَ فِيهَا أَبَدًا ، فَرَجَعَ وَرَجَعُوا مَعَهُ وَلَمْ يَصِلُوا إِلَى الْكَاهِنَةِ وَخَلُّوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَمْزَمَ

    والخميس: الخميس : الجيش
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات