ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : " سَابَقَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَسَبَقْتُهُ " ، فَقُلْتُ : " سَبَقْتُكَ وَالْكَعْبَةِ " , ثُمَّ سَبَقَنِي ، فَقَالَ : " سَبَقْتُكَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " ، فَلَمَّا نَزَلَ أَرَادَ ضَرْبِي ، وَقَالَ : " أَتَحْلِفُ بِالْكَعْبَةِ
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ ، أنبأ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، ثنا أَبُو عَامِرٍ مُوسَى بْنُ عَامِرٍ ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : سَابَقَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَسَبَقْتُهُ ، فَقُلْتُ : سَبَقْتُكَ وَالْكَعْبَةِ , ثُمَّ سَبَقَنِي ، فَقَالَ : سَبَقْتُكَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، فَلَمَّا نَزَلَ أَرَادَ ضَرْبِي ، وَقَالَ : أَتَحْلِفُ بِالْكَعْبَةِ . وَأَمَّا الَّذِي رُوِّينَا فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي قِصَّةِ الْأَعْرَابِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ ، فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْقَوْلُ مِنْهُ قَبْلَ النَّهْيِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ جَرَى ذَلِكَ مِنْهُ عَلَى عَادَةِ الْكَلَامِ الْجَارِي عَلَى الْأَلْسُنِ ، وَهُوَ لَا يَقْصِدُ بِهِ الْقَسَمَ , كَلَغْوِ الْيَمِينِ الْمَعْفُوِّ عَنْهُ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ النَّهْيُ إِنَّمَا وَقَعَ عَنْهُ إِذَا كَانَ مِنْهُ عَلَى وَجْهِ التَّوْقِيرِ لَهُ , وَالتَّعْظِيمِ لِحَقِّهِ , دُونَ مَا كَانَ بِخِلَافِهِ ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مِنْهُ عَلَى وَجْهِ التَّعْظِيمِ , بَلْ كَانَ عَلَى وَجْهِ التَّوْكِيدِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ كَانَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَضْمَرَ فِيهِ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى , كَأَنَّهُ قَالَ : لَا وَرَبِّ أَبِيهِ وَغَيْرُهُ لَا يُضْمِرُ , بَلْ يَذْهَبُ فِيهِ مَذْهَبَ التَّعْظِيمِ لِأَبِيهِ