عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ ، أَنَّ عَلِيًّا ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ بِأَسِيرٍ يَوْمَ صِفِّينَ ، فَقَالَ : لَا تَقْتُلْنِي صَبْرًا ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَا أَقَتُلُكَ صَبْرًا , إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ , فَخَلَّى سَبِيلَهُ , ثُمَّ قَالَ : أَفِيكَ خَيْرٌ تُبَايِعُ ؟
وَفِيمَا أَجَازَ لِي أَبُو عَبْدِِ اللَّهِ الْحَافِظُ رِوَايَتَهُ عَنْهُ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ ، أَنْبَأَ الرَّبِيعُ ، أَنْبَأَ الشَّافِعِيُّ ، أَنْبَأَ ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ ، أَنَّ عَلِيًّا ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ بِأَسِيرٍ يَوْمَ صِفِّينَ ، فَقَالَ : لَا تَقْتُلْنِي صَبْرًا ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَا أَقَتُلُكَ صَبْرًا , إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ , فَخَلَّى سَبِيلَهُ , ثُمَّ قَالَ : أَفِيكَ خَيْرٌ تُبَايِعُ ؟ قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَالْحَرْبُ يَوْمَ صِفِّينَ قَائِمَةٌ , وَمُعَاوِيَةُ يُقَاتِلُ جَادًّا فِي أَيَّامِهِ كُلِّهَا مَنْتَصِفًا أَوْ مُسْتَعْلِيًا , وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ لِأَسِيرٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ : لَا أَقَتُلُكَ صَبْرًا , إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ . قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ رَحِمَهُ اللَّهُ : قَوْلُ الشَّافِعِيِّ : وَمُعَاوِيَةُ يُقَاتِلُ جَادًّا فِي أَيَّامِهِ كُلِّهَا مُنْتَصِفًا أَوْ مُسْتَعْلِيًا مَعْنَاهُ أَنَّهُ كَانَ يُسَاوِيهِ مَرَّةً فِي الْقِتَالِ , وَيَعْلُوهُ أُخْرَى , فَكَانَ فِئَةً لِهَذَا الْأَسِيرِ وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَقْتُلْهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَلَمْ يَسْتَجِزْ قَتْلَهُ . وَقِيلَ مُنْتَصِفًا عِنْدَ نَفْسِهِ لِدَعْوَاهُ أَنَّهُ يَطْلُبُ دَمَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَمُسْتَعْلِيًا عِنْدَ غَيْرِهِ لِعِلْمِهِمْ بِأَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ بَرِيئًا مِنْ دَمِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ ، وَقَدْ رُوِيَ فِي هَذَا حَدِيثٌ مُسْنَدٌ إِلَّا أَنَّهُ ضَعِيفٌ