كَانَ مِنْ رَأْيِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنْ يَجْعَلَا الْجَدَّ أَوْلَى مِنَ الْأَخِ ، وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُ الْكَلَامَ فِيهِ ، فَلَمَّا صَارَ عُمَرُ جَدًّا قَالَ : " هَذَا أَمْرٌ قَدْ وَقَعَ ، لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ " ، فَأَرْسَلَ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : " كَانَ مِنْ رَأْيِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ نَجْعَلَ الْجَدَّ أَوْلَى مِنَ الْأَخِ " ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَا تَجْعَلْ شَجَرَةً نَبَتَتْ فَانْشَعَبَ مِنْهَا غُصْنٌ ، فَانْشَعَبَ فِي الْغُصْنِ غُصْنٌ ، فَمَا يُجْعَلُ الْغُصْنُ الْأَوَّلُ أَوْلَى مِنَ الْغُصْنِ الثَّانِي ، وَقَدْ خَرَجَ الْغُصْنُ مِنَ الْغُصْنِ ؟ قَالَ : فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ زَيْدٌ ، إِلَّا أَنَّهُ جَعَلَ سَيْلًا سَالَ فَانْشَعَبَتْ مِنْهُ شُعْبَةٌ ، ثُمَّ انْشَعَبَتْ مِنْهُ شُعْبَتَانِ ، فَقَالَ : أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ هَذِهِ الشُّعْبَةَ الْوُسْطَى رَجَعَ أَلَيْسَ إِلَى الشُّعْبَتَيْنِ جَمِيعًا ؟ فَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ : " هَلْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْجَدَّ فِي فَرِيضَةٍ ؟ " فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذُكِرَتْ لَهُ فَرِيضَةٌ فِيهَا ذِكْرُ الْجَدِّ فَأَعْطَاهُ الثُّلُثَ ، فَقَالَ : " مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنَ الْوَرَثَةِ ؟ " قَالَ : لَا أَدْرِي ، قَالَ : " لَا دَرَيْتَ " ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ : " هَلْ أَحَدٌ مِنْكُمْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الْجَدَّ فِي فَرِيضَةٍ ؟ " فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذُكِرَتْ لَهُ فَرِيضَةٌ فِيهَا ذِكْرُ الْجَدِّ ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السُّدُسَ ، قَالَ : " مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنَ الْوَرَثَةِ ؟ " قَالَ : لَا أَدْرِي ، قَالَ : " لَا دَرَيْتَ " . قَالَ الشَّعْبِيُّ : وَكَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ يَجْعَلُهُ أَخًا حَتَّى يَبْلُغَ ثَلَاثَةً هُوَ ثَالِثُهُمْ ، فَإِذَا زَادُوا عَلَى ذَلِكَ أَعْطَاهُ الثُّلُثَ ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَجْعَلُهُ أَخًا حَتَّى يَبْلُغَ سِتَّةً هُوَ سَادِسُهُمْ ، فَإِذَا زَادُوا عَلَى ذَلِكَ أَعْطَاهُ السُّدُسَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ , أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ الْقَطَّانُ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى , أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ , أنا سُفْيَانُ , عَنْ عِيسَى الْمَدَنِيِّ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : كَانَ مِنْ رَأْيِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنْ يَجْعَلَا الْجَدَّ أَوْلَى مِنَ الْأَخِ ، وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُ الْكَلَامَ فِيهِ ، فَلَمَّا صَارَ عُمَرُ جَدًّا قَالَ : هَذَا أَمْرٌ قَدْ وَقَعَ ، لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ ، فَأَرْسَلَ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : كَانَ مِنْ رَأْيِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ نَجْعَلَ الْجَدَّ أَوْلَى مِنَ الْأَخِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَا تَجْعَلْ شَجَرَةً نَبَتَتْ فَانْشَعَبَ مِنْهَا غُصْنٌ ، فَانْشَعَبَ فِي الْغُصْنِ غُصْنٌ ، فَمَا يُجْعَلُ الْغُصْنُ الْأَوَّلُ أَوْلَى مِنَ الْغُصْنِ الثَّانِي ، وَقَدْ خَرَجَ الْغُصْنُ مِنَ الْغُصْنِ ؟ قَالَ : فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ زَيْدٌ ، إِلَّا أَنَّهُ جَعَلَ سَيْلًا سَالَ فَانْشَعَبَتْ مِنْهُ شُعْبَةٌ ، ثُمَّ انْشَعَبَتْ مِنْهُ شُعْبَتَانِ ، فَقَالَ : أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ هَذِهِ الشُّعْبَةَ الْوُسْطَى رَجَعَ أَلَيْسَ إِلَى الشُّعْبَتَيْنِ جَمِيعًا ؟ فَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ : هَلْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَذْكُرُ الْجَدَّ فِي فَرِيضَةٍ ؟ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذُكِرَتْ لَهُ فَرِيضَةٌ فِيهَا ذِكْرُ الْجَدِّ فَأَعْطَاهُ الثُّلُثَ ، فَقَالَ : مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنَ الْوَرَثَةِ ؟ قَالَ : لَا أَدْرِي ، قَالَ : لَا دَرَيْتَ ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ : هَلْ أَحَدٌ مِنْكُمْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَكَرَ الْجَدَّ فِي فَرِيضَةٍ ؟ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذُكِرَتْ لَهُ فَرِيضَةٌ فِيهَا ذِكْرُ الْجَدِّ ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ السُّدُسَ ، قَالَ : مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنَ الْوَرَثَةِ ؟ قَالَ : لَا أَدْرِي ، قَالَ : لَا دَرَيْتَ . قَالَ الشَّعْبِيُّ : وَكَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ يَجْعَلُهُ أَخًا حَتَّى يَبْلُغَ ثَلَاثَةً هُوَ ثَالِثُهُمْ ، فَإِذَا زَادُوا عَلَى ذَلِكَ أَعْطَاهُ الثُّلُثَ ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَجْعَلُهُ أَخًا حَتَّى يَبْلُغَ سِتَّةً هُوَ سَادِسُهُمْ ، فَإِذَا زَادُوا عَلَى ذَلِكَ أَعْطَاهُ السُّدُسَ