فَقَالَ مُخَرِّشٌ : " نَعَمْ , دَخَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ هَوِيٍّ مِنَ اللَّيْلِ , فَعَلِمَ النَّاسُ بِمَدْخَلِهِ ، فَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ فِي وَجْهِ رَاحِلَتِهِ حَتَّى كَثُرُوا , حَتَّى رَهِقَتْ شَجْرَةٌ ، يَعْنِي رَاحِلَتَهُ ، فَصَاحَ النَّاسُ : إِنَّ الشَّجَرَةَ قَدْ رَهِقَتْ إِلَيْهِ , فَأَخَذَتْ بِثَوْبِهِ مِنْ وَرَائِهِ ، أَوْ كَادَتْ ، فَتَنَحَّى النَّاسُ عَنْهُ , فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَيْهِمْ , قَالَ : قَالَ مُحَرِّشٌ : فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ عَضُدِهِ وَجَنْبِهِ ، كَأَنَّهُ قُضْبَانُ الذَّهَبِ ، فَقَالَ : " عَلَى رِسْلِكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ ، فَلَوْ كُنْتُمْ عَدَدَ مَا تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ مِنَ الْحَصَا , وَسَأَلْتُمْ أُخْبِرْتُمْ " فَتَنَحَّى النَّاسُ عَنْهُ ، فَغَمَزَ رَاحِلَتَهُ ، فَأَقْبَلَتْ بِهِ حَتَّى جَاءَ مَوْضِعَ الْمَسْجِدِ : مَسْجِدِ الْجِعْرَانَةِ , فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ ، ثُمَّ نَزَلَ , فَصَلَّى مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ , ثُمَّ جَلَسَ , فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ , فَسَأَلُوهُ ، حَتَّى إِذَا انْتَهَتْ مَسَائِلُهُمْ قَامَ فَرَكَعَ ، ثُمَّ قَامَ ، فَمَشَى إِلَى رَاحِلَتِهِ , فَاسْتَوَى عَلَيْهَا ، فَاسْتَقْبَلَ بَطْنَ سَرِفٍ مُنْحَدِرًا ، فَأَهَلَّ حِينَ انْحَدَرَتْ بِهِ حَتَّى لَقِيَ طَرِيقَ الْمَدِينَةِ ، فَانْحَدَرَ إِلَى مَكَّةَ , فَأَصْبَحَ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ "
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، ثنا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُزَاحِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ مُزَاحِمٍ , أَنَّ مُخَرِّشًا الْكَعْبِيَّ ، جَاءَ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ : حَدِّثْنَا عَنْ عُمْرَةِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ ، فَقَالَ مُخَرِّشٌ : نَعَمْ , دَخَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعْدَ هَوِيٍّ مِنَ اللَّيْلِ , فَعَلِمَ النَّاسُ بِمَدْخَلِهِ ، فَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ فِي وَجْهِ رَاحِلَتِهِ حَتَّى كَثُرُوا , حَتَّى رَهِقَتْ شَجْرَةٌ ، يَعْنِي رَاحِلَتَهُ ، فَصَاحَ النَّاسُ : إِنَّ الشَّجَرَةَ قَدْ رَهِقَتْ إِلَيْهِ , فَأَخَذَتْ بِثَوْبِهِ مِنْ وَرَائِهِ ، أَوْ كَادَتْ ، فَتَنَحَّى النَّاسُ عَنْهُ , فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَيْهِمْ , قَالَ : قَالَ مُحَرِّشٌ : فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ عَضُدِهِ وَجَنْبِهِ ، كَأَنَّهُ قُضْبَانُ الذَّهَبِ ، فَقَالَ : عَلَى رِسْلِكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ ، فَلَوْ كُنْتُمْ عَدَدَ مَا تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ مِنَ الْحَصَا , وَسَأَلْتُمْ أُخْبِرْتُمْ فَتَنَحَّى النَّاسُ عَنْهُ ، فَغَمَزَ رَاحِلَتَهُ ، فَأَقْبَلَتْ بِهِ حَتَّى جَاءَ مَوْضِعَ الْمَسْجِدِ : مَسْجِدِ الْجِعْرَانَةِ , فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ ، ثُمَّ نَزَلَ , فَصَلَّى مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ , ثُمَّ جَلَسَ , فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ , فَسَأَلُوهُ ، حَتَّى إِذَا انْتَهَتْ مَسَائِلُهُمْ قَامَ فَرَكَعَ ، ثُمَّ قَامَ ، فَمَشَى إِلَى رَاحِلَتِهِ , فَاسْتَوَى عَلَيْهَا ، فَاسْتَقْبَلَ بَطْنَ سَرِفٍ مُنْحَدِرًا ، فَأَهَلَّ حِينَ انْحَدَرَتْ بِهِ حَتَّى لَقِيَ طَرِيقَ الْمَدِينَةِ ، فَانْحَدَرَ إِلَى مَكَّةَ , فَأَصْبَحَ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ قَالَ مُوسَى : قَالَ لَنَا سَعْدٌ : فِي هَذَا الْحَدِيثِ : فَأَصْبَحَ بِمَكَّةَ , وَهْمٌ ، إِنَّمَا هُوَ : فَأَصْبَحَ بِالْجِعْرَانَةِ كَبَائِتٍ