• 1231
  • عَنْ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، - قَالُوا : " لَمَّا اشْتَدَّ الْمُشْرِكُونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ لِعَمِّهِ الْعَبَّاسِ : " يَا عَمِّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَاصِرٌ دِينَهُ بِقَوْمٍ , يَهُونُ عَلَيْهِمْ رَغْمُ قُرَيْشٍ غَدًا فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " ، وَذَلِكَ حِينَ أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعْلِنَ الدُّعَاءَ ، فَلَقِيَ السِّتَّةَ النَّفَرَ الْخَزْرَجِيِّينَ ، وَالْأَوْسَ : أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ , وَأَبَا الْهَيْثَمِ بْنَ التَّيْهَانِ ، وَذَكَرَهُمْ ، فَلَمَّا بَايَعُوهُ وَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى الْبَيْعَةِ وَالنُّصْرَةِ وَاشْتَرَطَ لَهُمُ الرِّضْوَانَ وَالْجَنَّةَ ، أَقْبَلَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ؟ فَقَدْ آمَنْتُمْ بِهِ , وَصَدَّقْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : بَلَى قَالَ : أَوَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ فِي بَلَدِ اللَّهِ الْحَرَامِ , وَمَسْقَطِ رَأْسِهِ وَمَوْلِدِهِ وَعَشِيرَتِهِ ؟ قَالُوا : بَلَى , قَالَ : فَإِنْ كُنْتُمْ خَاذِلِيهِ أَوْ مُسْلِمِيهِ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ لِبَلَاءٍ نَزَلَ بِكُمْ فَالْآنَ ، فَإِنَّ الْعَرَبَ سَتَرْمِيكُمْ فِيهِ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ ، فَإِنْ طَابَتْ أَنْفُسُكُمْ عَنِ الْأَنْفُسِ وَالْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ فِي ذَاتِ اللَّهِ فَمَالَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الثَّوَابِ خَيْرٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ ، فَأَجَابَ الْقَوْمُ جَمِيعًا : لَا ، بَلْ نَحْنُ مَعَهُ بِالْوَفَاءِ وَالصِّدْقِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَعَلَّكَ إِذَا حَارَبْنَا النَّاسَ فِيكَ ، وَقَطَعْنَا مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ مِنَ الْجِوَارِ وَالْحِلْفِ وَالْأَرْحَامِ ، وَحَمَلَتْنَا الْحَرْبُ عَلَى سَبِيسَانِهَا , وَكَشَفَتْ لَنَا عَنْ قِنَاعِهَا ، لَحِقْتَ بِبَلَدِكَ , وَتَرَكْتَنَا , وَقَدْ حَارَبْنَا النَّاسَ فِيكَ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : " الدَّمُ الدَّمُ , الْهَدْمُ الْهَدْمُ " ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ : خَلِّ بَيْنَنَا يَا أَبَا الْهَيْثَمِ حَتَّى نُبَايِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَبَقَهُمْ أَبُو الْهَيْثَمِ إِلَى بَيْعَتِهِ , فَقَالَ : أُبَايِعُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , عَلَى مَا بَايَعَ عَلَيْهِ الِاثْنَا عَشَرَ نَقِيبًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، وَعَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، - قَالُوا : لَمَّا اشْتَدَّ الْمُشْرِكُونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , قَالَ لِعَمِّهِ الْعَبَّاسِ : يَا عَمِّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَاصِرٌ دِينَهُ بِقَوْمٍ , يَهُونُ عَلَيْهِمْ رَغْمُ قُرَيْشٍ غَدًا فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَذَلِكَ حِينَ أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعْلِنَ الدُّعَاءَ ، فَلَقِيَ السِّتَّةَ النَّفَرَ الْخَزْرَجِيِّينَ ، وَالْأَوْسَ : أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ , وَأَبَا الْهَيْثَمِ بْنَ التَّيْهَانِ ، وَذَكَرَهُمْ ، فَلَمَّا بَايَعُوهُ وَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى الْبَيْعَةِ وَالنُّصْرَةِ وَاشْتَرَطَ لَهُمُ الرِّضْوَانَ وَالْجَنَّةَ ، أَقْبَلَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ؟ فَقَدْ آمَنْتُمْ بِهِ , وَصَدَّقْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : بَلَى قَالَ : أَوَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ فِي بَلَدِ اللَّهِ الْحَرَامِ , وَمَسْقَطِ رَأْسِهِ وَمَوْلِدِهِ وَعَشِيرَتِهِ ؟ قَالُوا : بَلَى , قَالَ : فَإِنْ كُنْتُمْ خَاذِلِيهِ أَوْ مُسْلِمِيهِ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ لِبَلَاءٍ نَزَلَ بِكُمْ فَالْآنَ ، فَإِنَّ الْعَرَبَ سَتَرْمِيكُمْ فِيهِ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ ، فَإِنْ طَابَتْ أَنْفُسُكُمْ عَنِ الْأَنْفُسِ وَالْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ فِي ذَاتِ اللَّهِ فَمَالَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الثَّوَابِ خَيْرٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ ، فَأَجَابَ الْقَوْمُ جَمِيعًا : لَا ، بَلْ نَحْنُ مَعَهُ بِالْوَفَاءِ وَالصِّدْقِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَعَلَّكَ إِذَا حَارَبْنَا النَّاسَ فِيكَ ، وَقَطَعْنَا مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ مِنَ الْجِوَارِ وَالْحِلْفِ وَالْأَرْحَامِ ، وَحَمَلَتْنَا الْحَرْبُ عَلَى سَبِيسَانِهَا , وَكَشَفَتْ لَنَا عَنْ قِنَاعِهَا ، لَحِقْتَ بِبَلَدِكَ , وَتَرَكْتَنَا , وَقَدْ حَارَبْنَا النَّاسَ فِيكَ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : الدَّمُ الدَّمُ , الْهَدْمُ الْهَدْمُ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ : خَلِّ بَيْنَنَا يَا أَبَا الْهَيْثَمِ حَتَّى نُبَايِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَسَبَقَهُمْ أَبُو الْهَيْثَمِ إِلَى بَيْعَتِهِ , فَقَالَ : أُبَايِعُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , عَلَى مَا بَايَعَ عَلَيْهِ الِاثْنَا عَشَرَ نَقِيبًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ

    رغم: الرغم : الذل والهوان
    مواثيقهم: المواثيق : جمع ميثاق ، وهو العهد
    البيعة: البيعة والمبايعة : عبارة عن المُعَاقَدة والمُعَاهدة على الأمر كأنّ كلَّ واحد منهما باع ما عِنده من صاحبه وأعطاه خالِصَةَ نفسِه وطاعتَه ودَخِيلةَ أمره
    وعشيرته: العشيرة : الأهل أو القبيلة
    طابت: طابت نفسه : ارتاحت وسمحت
    قناعها: القناع : غطاء الوجه
    الهدم: الهدم : العفو عن الدماء أو هدرها والمراد أن من طلب دمكم فقد طلب دمي
    خل: خلى : ترك وابتعد وأفسح
    نقيبا: النقيب : كالعريف على القوم المقدم عليهم الذي يتعرف أخبارهم وينقب ويفتش عن أحوالهم
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات