Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/production/pages/hadith.php on line 215

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/production/pages/hadith.php on line 215
أرشيف الإسلام - موسوعة الحديث - حديث () - معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني حديث رقم: 3401
  • 1413
  • خَرَجْتُ أَنَا وَأُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيُّ ، تُجَّارًا إِلَى الشَّامِ ، فَكُلَّمَا نَزَلْنَا مَنْزِلًا أَخَذَ أُمَيَّةُ . . . . عَلَيْنَا فَكُنَّا كَذَلِكَ حَتَّى نَزَلْنَا قَرْيَةً مِنْ قُرَى النَّصَارَى فَجَاءُوهُ وَأَهْدُوا لَهُ وَأَكْرَمُوهُ ، وَذَهَبَ مَعَهُمْ إِلَى بِيَعِهِمْ ، ثُمَّ رَجَعَ فِي وَسَطِ النَّهَارِ فَطَرَحَ ثَوْبَيْهِ ، وَأَخَذَ ثَوْبَيْنِ لَهُ أَسْوَدَيْنِ فَلَبِسَهُمَا وَقَالَ لِي : يَا أَبَا سُفْيَانَ هَلْ لَكَ فِي عِلْمٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَنَاهَى عِلْمَ الْكِتَابِ تَسْأَلُهُ ؟ قُلْتُ : لَا إِرْبَ لِي فِيهِ ، وَاللَّهِ لَئِنْ حَدَّثَنِي بِمَا أُحِبُّ لَا أَثِقُ بِهِ ، وَلَئِنْ حَدَّثَنِي بِمَا أَكْرَهُ لَأَوْحَشَنَّ مِنْهُ قَالَ : فَذَهَبَ وَخَالَفَهُ شَيْخٌ مِنَ النَّصَارَى فَدَخَلَ عَلَيَّ فَقَالَ : مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى هَذَا الشَّيْخِ ؟ قُلْتُ : لَسْتُ عَلَى دِينِهِ ، قَالَ : وَإِنْ فَاتَكَ تَسْمَعُ مِنْهُ عَجَبًا وَتَرَاهُ ، ثُمَّ قَالَ لِي : أَثَقَفِيٌّ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : لَا ، وَلَكِنْ قُرَشِيٌّ قَالَ : فَمَا يَمْنَعُكَ مِنَ الشَّيْخِ ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَيُحِبُّكُمْ وَيُوصِي بِكُمْ قَالَ : فَخَرَجَ مِنْ عِنْدَنَا وَمَكَثَ أُمَيَّةُ حَتَّى جَاءَنَا بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ فَطَرَحَ ثَوْبَيْهِ ثُمَّ انْجَدَلَ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَوَاللَّهِ مَا نَامَ ، وَلَا قَامَ حَتَّى أَصْبَحَ كَئِيبًا حَزِينًا سَاقِطًا غَبُوثَةً عَلَى صَبُوحِهِ ، مَا يُكَلِّمُنَا وَمَا نُكَلِّمَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا تَرْحَلُ ؟ قُلْتُ : هَلْ بِكَ مِنْ رَحِيلٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَرَحَلْنَا فَسِرْنَا بِذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ مِنْ هَمِّهِ ، ثُمَّ قَالَ لِي فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ : أَلَا تَحَدَّثُ يَا أَبَا سُفْيَانَ ؟ قُلْتُ : وَهَلْ بِكَ مِنْ حَدِيثٍ ؟ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي رَجَعْتَ بِهِ مِنْ عِنْدِ صَاحِبِكَ قَالَ : أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لِشَيْءٌ لَسْتُ فِيهِ ، إِنَّمَا ذَلِكَ شَيْءٌ وَجِلْتُ بِهِ مِنْ مُنْقَلَبِي قَالَ : قُلْتُ : وَهَلْ لَكَ مِنْ مُنْقَلَبٍ ؟ قَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ لَأَمُوتَنَّ ثُمَّ لَأُحْيَيَنَّ قَالَ : قُلْتُ : هَلْ أَنْتَ قَائِلٌ أَمَاتَنِي ؟ قَالَ : عَلَى مَاذَا ؟ قُلْتُ : عَلَى أَنَّكَ لَا تُبْعَثُ وَلَا تُحَاسَبُ قَالَ : فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ : بَلْ وَاللَّهِ يَا أَبَا سُفْيَانَ لَنُبْعَثَنَّ ثُمَّ لَنُحَاسَبَنَّ ، وَلَيَدْخُلَنَّ فَرِيقٌ الْجَنَّةَ ، وَفَرِيقٌ النَّارَ ، قُلْتُ : فَفِي أَيِّهِمَا أَنْتَ أَخْبَرَكَ صَاحِبُكَ ؟ قَالَ : لَا عِلْمَ لِصَاحِبِي بِذَلِكَ فِي وَلَا فِي نَفْسِهِ قَالَ : فَكُنَّا فِي ذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ يَعْجَبُ مِنِّي ، وَأَضْحَكُ مِنْهُ حَتَّى قَدِمْنَا غَوْطَةَ دِمَشْقَ ، فَبِعْنَا مَتَاعَنَا ، فَأَقَمْنَا بِهَا شَهْرَيْنِ ، فَارْتَحَلْنَا حَتَّى نَزَلْنَا قَرْيَةً مِنْ قُرَى النَّصَارَى ، فَلَمَّا رَأَوْهُ جَاءُوهُ ، وَأَهْدُوا لَهُ ، وَذَهَبَ مَعَهُمْ إِلَى بَيْعَتِهِمْ حَتَّى جَاءَ بَعْدَ مَا انْتَصَفَ النَّهَارُ ، فَلَبِسَ ثَوْبَيْهِ وَرَمَى بِنَفْسِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَوَاللَّهِ ، مَا نَامَ وَلَا قَامَ ، وَأَصْبَحَ حَزِينًا كَئِيبًا ، لَا يُكَلِّمُنَا وَلَا نُكَلِّمُهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا تَرْحَلُ ؟ قُلْتُ : بَلَى ، إِنْ شِئْتَ فَرُحْنَا كَذَلِكَ مِنْ بَثِّهِ وَحُزْنِهِ لَيَالِيَ ، ثُمَّ قَالَ لِي : يَا أَبَا سُفْيَانَ هَلْ لَكَ فِي الْمَسِيرِ نَتَقَدَّمُ أَصْحَابَنَا ؟ قُلْتُ : هَلْ لِي فِيهِ ؟ قَالَ : فَسِرْ ، فَسِرْنَا حَتَّى بَرَزْنَا مِنْ أَصْحَابِنَا سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : هَيَا صَخْرُ قُلْتُ : مَا تَشَاءُ ؟ قَالَ : حَدِّثْنِي عَنْ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ أَيَجْتَنِبُ الْمَظَالِمَ وَالْمَحَارِمَ ؟ قُلْتُ : أَيْ وَاللَّهِ قَالَ : وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا ؟ قُلْتُ : أَيْ وَاللَّهِ قَالَ : وَكَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ وَسَطٌ فِي الْعَشِيرَةِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَهَلْ تَعْلَمُ قُرَيْشٌ أَشْرَفَ مِنْهُ ؟ قُلْتُ : لَا وَاللَّهِ ، مَا أَعْلَمُهُ قَالَ : أَمَحْوُجٌ هُوَ ؟ قُلْتُ : لَا بَلُ هُوَ ذُو مَالٍ كَثِيرٍ قَالَ : وَكَمْ أَتَى لَهُ مِنَ السِّنِّ ؟ قُلْتُ : قَدْ زَادَ عَلَى الْمِائَةِ قَالَ : فَالشَّرَفُ وَالسِّنُّ وَالْمَالُ أَزَرِينَ بِهِ ، قُلْتُ : وَلِمَ ذَلِكَ يَزْرِي بِهِ ؟ لَا جَرَمَ وَاللَّهِ بَلْ يَزِيدُهُ خَيْرًا قَالَ : هُوَ ذَاكَ هَلْ لَكَ فِي الْمَبِيتِ ؟ قُلْتُ : هَلْ لِي فِيهِ ؟ قَالَ : فَاضَّجَعْنَا حَتَّى مَرَّ الثَّقَلُ قَالَ : فَسِرْنَا حَتَّى نَزَلْنَا فِي الْمَنْزِلِ وَبِتْنَا بِهِ ، ثُمَّ رَحَلْنَا ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ قَالَ لِي : يَا أَبَا سُفْيَانَ ، قُلْتُ : مَا تَشَاءُ ؟ قَالَ : هَلْ لَكَ فِي مِثْلِ الْبَارِحَةِ ، قُلْتُ : هَلْ لِي فِيهِ ؟ قَالَ : فَسِرْنَا عَلَى نَاقَتَيْنِ نَجِيبَتَيْنِ حَتَّى إِذَا أَبْرَزَنَا قَالَ : هَيَا صَخْرُ هِيهِ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، قُلْتُ : هَيْهَا فِيهِ ؟ قَالَ : أَيَجْتَنِبُ الْمَظَالِمَ وَالْمَحَارِمَ ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا ، قُلْتُ : أَيْ وَاللَّهِ إِنَّهُ لِيَفْعَلُ قَالَ : وَذُو مَالٍ ؟ قُلْتُ : وَذُو مَالٍ قَالَ : أَتَعْلَمُ قُرَيْشًا أَسْوَدَ مِنْهُ ؟ قُلْتُ : لَا وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ قَالَ : كَمْ أَتَى لَهُ مِنَ السِّنِّ ؟ قُلْتُ : قَدْ زَادَ عَلَى الْمِائَةِ قَالَ : فَإِنَّ السِّنَّ وَالشَّرَفَ وَالْمَالَ أَزَرِينَ بِهِ ؟ قُلْتُ : كَلَّا وَاللَّهِ ، مَا أَزْرَى بِهِ ذَلِكَ ، وَأَنْتَ قَائِلٌ شَيْئًا فَقُلْهُ قَالَ : لَا تَذْكُرْ حَدِيثِي حَتَّى يَأْتِيَ مِنْهُ مَا هُوَ آتٍ ، ثُمَّ قَالَ : فَإِنَّ الَّذِي رَأَيْتَ أَصَابَنِي أَنِّي جِئْتُ هَذَا الْعَالِمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ ، ثُمَّ قُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا النَّبِيِّ الَّذِي يُنْتَظَرُ ؟ قَالَ : هُوَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ ، قُلْتُ : قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ ، فَمِنْ أَيِّ الْعَرَبِ ؟ قَالَ : مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَحُجُّهُ الْعَرَبُ قَالَ : وَفِينَا بَيْتٌ يَحُجُّهُ الْعَرَبُ قَالَ : هُوَ مِنْ إِخْوَانِكُمْ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ : فَأَصَابَنِي وَاللَّهِ شَيْءٌ مَا أَصَابَنِي مِثْلَهُ قَطُّ ، وَخَرَجَ مِنْ يَدَيَّ فَوَفَّى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ، وَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ أَكُونَ إِيَّاهُ فَقُلْتُ : فَإِذَا كَانَ مَا كَانَ فَصِفْهُ لِي ؟ قَالَ : رَجُلٌ شَابٌّ دَخَلَ فِي الْكَهُولَةِ بُدُوُّ أَمْرِهِ يَجْتَنِبُ الْمَظَالِمَ وَالْمَحَارِمَ ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا ، وَهُوَ مَحُوجٌ ، كَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ ، مُتَوَسِّطٌ فِي الْعَشِيرَةِ ، أَكْثَرُ جُنْدِهِ الْمَلَائِكَةُ ، قُلْتُ : وَمَا آيَةُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : قَدْ رَجَفَتِ الشَّامُ مُنْذُ هَلَكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ثَلَاثِينَ رَجْفَةً ، كُلُّهَا الْمُصِيبَةُ . . . . . . رَجْفَةٌ عَامَّةٌ فِيهَا مَصَائِبُ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : قُلْتُ لَهُ : هَذَا وَاللَّهِ الْبَاطِلُ لَئِنْ بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا . . . . شَرِيفًا ، قَالَ أُمَيَّةُ : وَالَّذِي حَلَفْتَ بِهِ ، إِنَّ هَذَا لَهَكَذَا يَا أَبَا سُفْيَانَ يَقُولُ : إِنَّ قَوْلَ النَّصْرَانِيِّ حَقٌّ ، هَلْ لَكَ فِي الْمَبِيتِ ؟ قُلْتُ : هَلْ لِي فِيهِ ؟ قَالَ : فَبِتْنَا حَتَّى جَاءَنَا الثَّقَلُ ، ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا وَبَيْنَنَا وَبَيْنَ مَكَّةَ لَيْلَتَانِ أَدْرَكَنَا رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِنَا فَسَأَلْنَاهُ ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ : أَصَابَتْ أَهْلُ الشَّامِ بَعْدَكُمْ رَجْفَةٌ دُمِّرَ أَهْلُهَا ، وَأَصَابَتْهُمْ فِيهَا مَصَائِبُ عَظِيمَةٌ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَأَقْبَلَ عَلَيَّ أُمَيَّةُ فَقَالَ : كَيْفَ تَرَى قَوْلَ النَّصْرَانِيِّ يَا أَبَا سُفْيَانَ ؟ قُلْتُ : أَرَى وَاللَّهِ وَأَظُنُّ أَنَّ مَا حَدَّثَكَ صَاحِبُكَ حَقٌّ قَالَ : وَقَدِمْنَا مَكَّةَ ، فَقَضَيْتُ مَا كَانَ مَعِي ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جِئْتُ الْيَمَنَ تَاجِرًا فَكُنْتُ بِهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ ، ثُمَّ قَدِمْتُ مَكَّةَ فَبَيْنَا أَنَا فِي مَنْزِلِي جَاءَنِي النَّاسُ يُسَلِّمُونَ وَيَسْأَلُونَ عَنْ بَضَائِعِهِمْ ، ثُمَّ جَاءَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَهِنْدٌ عِنْدِي تِلَاعِبُ صِبْيَانِهِمْ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَرَحَّبَ بِي وَسَأَلَنِي عَنْ سَفَرِي وَمَقَامِي ، وَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنْ بِضَاعَتِهِ ، ثُمَّ قَامَ فَقُلْتُ لِهِنْدٍ وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَيُعْجِبُنِي مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ قُرَيْشٍ لَهُ مَعِي بِضَاعَةٌ إِلَّا وَقَدْ سَأَلَنِي عَنْهَا ، وَمَا سَأَلَنِي هَذَا عَنْ بِضَاعَتِهِ ، فَقَالَتْ لِي هِنْدٌ أَوَمَا عَلِمْتَ شَأْنَهُ ؟ قُلْتُ وَفَزِعْتُ : مَا شَأْنُهُ ؟ قَالَتْ : يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ فَوَقَذَتْنِي وَذَكَرْتُ قَوْلَ النَّصْرَانِيِّ فَوَجَمْتُ حَتَّى قَالَتْ هِنْدٌ : مَا لَكَ ؟ فَانْتَبَهْتُ ، فَقُلْتُ : إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَاطِلُ لَهُوَ أَعْقَلُ مِنْ أَنْ يَقُولَ هَذَا ، قَالَتْ : بَلَى وَاللَّهِ إِنَّهُ يَقُولُ ذَاكَ وَيُؤَاتَى عَلَيْهِ ، وَإِنَّ لَهُ لَصَحَابَةً عَلَى دِينِهِ ، قُلْتُ : هَذَا الْبَاطِلُ قَالَ : وَخَرَجْتُ فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ لَقِيتُهُ ، فَقُلْتُ : إِنَّ بِضَاعَتَكَ قَدْ بَلَغَتْ كَذَا وَكَذَا وَكَانَ فِيهَا خَيْرٌ ، فَأَرْسِلْ فَخُذْهَا ، وَأَنَا آخُذُ مِنْكَ مَا آخُذُ مِنْ قَوْمِكَ فَأَرْسَلَ إِلَى بِضَاعَتِهِ فَأَخَذَهَا ، وَأَخَذْتُ مِنْهُ مَا كُنْتُ آخُذُ مِنْ غَيْرِهِ ، وَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجْتُ تَاجِرًا إِلَى الْيَمَنِ ، فَقَدِمْتُ الطَّائِفَ فَنَزَلْتُ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَبَا عُثْمَانَ : قَالَ : مَا تَشَاءُ ؟ قُلْتُ : هَلْ تَذْكُرُ حَدِيثَ النَّصْرَانِيِّ ؟ قَالَ : أَذْكُرُهُ ، قُلْتُ : وَقَدْ كَانَ ، قَالَ : وَمَنْ ؟ قُلْتُ : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : ابْنُ عَبْدِ لْمُطَّلِبِ ؟ قُلْتُ : ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، ثُمَّ قَصَصْتُ عَلَيْهِ خَبَرَ هِنْدٍ قَالَ : فَاللَّهُ يَعْلَمُ لَتَصَبَّبَ عَرَقًا ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ يَا أَبَا سُفْيَانَ لَعَلَّهُ أَنَّ صِفَتَهُ لَهِيَ ، وَلَئِنْ ظَهَرَ وَأَنَا حَيٌّ لَأُبْلِيَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي نَصْرِهِ عُذْرًا ، قَالَ : وَمَضَيْتُ إِلَى الْيَمَنِ ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ جَاءَنِي هُنَالِكَ اسْتِهَالَةٌ ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى نَزَلْتُ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ بِالطَّائِفِ ، فَقُلْتُ : أَبَا عُثْمَانَ : قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ الرَّجُلِ مَا قَدْ بَلَغَكَ وَسَمِعْتَ قَالَ : لَقَدْ كَانَ لَعَمْرِي ، قُلْتُ : فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْهُ يَا أَبَا عُثْمَانَ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا كُنْتُ لِأُؤْمِنُ بِرَسُولٍ مِنْ غَيْرِ ثَقِيفٍ أَبَدًا ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : وَأَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ ، فَوَاللَّهِ مَا أَنَا بِبَعِيدٍ حَتَّى جِئْتُ مَكَّةَ فَوَجَدْتُ أَصْحَابَهُ يُضْرَبُونَ وَيُعْقَرُونَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَجَعَلْتُ أَقُولُ فَأَيْنَ جُنْدُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ؟ قَالَ : فَدَخَلَنِي مَا يَدْخُلُ النَّاسَ مِنَ النَّفَاسَةِ " "

    حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبْعِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الطَّرِيحِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَرَجْتُ أَنَا وَأُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيُّ ، تُجَّارًا إِلَى الشَّامِ ، فَكُلَّمَا نَزَلْنَا مَنْزِلًا أَخَذَ أُمَيَّةُ . . . . عَلَيْنَا فَكُنَّا كَذَلِكَ حَتَّى نَزَلْنَا قَرْيَةً مِنْ قُرَى النَّصَارَى فَجَاءُوهُ وَأَهْدُوا لَهُ وَأَكْرَمُوهُ ، وَذَهَبَ مَعَهُمْ إِلَى بِيَعِهِمْ ، ثُمَّ رَجَعَ فِي وَسَطِ النَّهَارِ فَطَرَحَ ثَوْبَيْهِ ، وَأَخَذَ ثَوْبَيْنِ لَهُ أَسْوَدَيْنِ فَلَبِسَهُمَا وَقَالَ لِي : يَا أَبَا سُفْيَانَ هَلْ لَكَ فِي عِلْمٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَنَاهَى عِلْمَ الْكِتَابِ تَسْأَلُهُ ؟ قُلْتُ : لَا إِرْبَ لِي فِيهِ ، وَاللَّهِ لَئِنْ حَدَّثَنِي بِمَا أُحِبُّ لَا أَثِقُ بِهِ ، وَلَئِنْ حَدَّثَنِي بِمَا أَكْرَهُ لَأَوْحَشَنَّ مِنْهُ قَالَ : فَذَهَبَ وَخَالَفَهُ شَيْخٌ مِنَ النَّصَارَى فَدَخَلَ عَلَيَّ فَقَالَ : مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى هَذَا الشَّيْخِ ؟ قُلْتُ : لَسْتُ عَلَى دِينِهِ ، قَالَ : وَإِنْ فَاتَكَ تَسْمَعُ مِنْهُ عَجَبًا وَتَرَاهُ ، ثُمَّ قَالَ لِي : أَثَقَفِيٌّ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : لَا ، وَلَكِنْ قُرَشِيٌّ قَالَ : فَمَا يَمْنَعُكَ مِنَ الشَّيْخِ ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَيُحِبُّكُمْ وَيُوصِي بِكُمْ قَالَ : فَخَرَجَ مِنْ عِنْدَنَا وَمَكَثَ أُمَيَّةُ حَتَّى جَاءَنَا بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ فَطَرَحَ ثَوْبَيْهِ ثُمَّ انْجَدَلَ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَوَاللَّهِ مَا نَامَ ، وَلَا قَامَ حَتَّى أَصْبَحَ كَئِيبًا حَزِينًا سَاقِطًا غَبُوثَةً عَلَى صَبُوحِهِ ، مَا يُكَلِّمُنَا وَمَا نُكَلِّمَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا تَرْحَلُ ؟ قُلْتُ : هَلْ بِكَ مِنْ رَحِيلٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَرَحَلْنَا فَسِرْنَا بِذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ مِنْ هَمِّهِ ، ثُمَّ قَالَ لِي فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ : أَلَا تَحَدَّثُ يَا أَبَا سُفْيَانَ ؟ قُلْتُ : وَهَلْ بِكَ مِنْ حَدِيثٍ ؟ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي رَجَعْتَ بِهِ مِنْ عِنْدِ صَاحِبِكَ قَالَ : أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لِشَيْءٌ لَسْتُ فِيهِ ، إِنَّمَا ذَلِكَ شَيْءٌ وَجِلْتُ بِهِ مِنْ مُنْقَلَبِي قَالَ : قُلْتُ : وَهَلْ لَكَ مِنْ مُنْقَلَبٍ ؟ قَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ لَأَمُوتَنَّ ثُمَّ لَأُحْيَيَنَّ قَالَ : قُلْتُ : هَلْ أَنْتَ قَائِلٌ أَمَاتَنِي ؟ قَالَ : عَلَى مَاذَا ؟ قُلْتُ : عَلَى أَنَّكَ لَا تُبْعَثُ وَلَا تُحَاسَبُ قَالَ : فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ : بَلْ وَاللَّهِ يَا أَبَا سُفْيَانَ لَنُبْعَثَنَّ ثُمَّ لَنُحَاسَبَنَّ ، وَلَيَدْخُلَنَّ فَرِيقٌ الْجَنَّةَ ، وَفَرِيقٌ النَّارَ ، قُلْتُ : فَفِي أَيِّهِمَا أَنْتَ أَخْبَرَكَ صَاحِبُكَ ؟ قَالَ : لَا عِلْمَ لِصَاحِبِي بِذَلِكَ فِي وَلَا فِي نَفْسِهِ قَالَ : فَكُنَّا فِي ذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ يَعْجَبُ مِنِّي ، وَأَضْحَكُ مِنْهُ حَتَّى قَدِمْنَا غَوْطَةَ دِمَشْقَ ، فَبِعْنَا مَتَاعَنَا ، فَأَقَمْنَا بِهَا شَهْرَيْنِ ، فَارْتَحَلْنَا حَتَّى نَزَلْنَا قَرْيَةً مِنْ قُرَى النَّصَارَى ، فَلَمَّا رَأَوْهُ جَاءُوهُ ، وَأَهْدُوا لَهُ ، وَذَهَبَ مَعَهُمْ إِلَى بَيْعَتِهِمْ حَتَّى جَاءَ بَعْدَ مَا انْتَصَفَ النَّهَارُ ، فَلَبِسَ ثَوْبَيْهِ وَرَمَى بِنَفْسِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَوَاللَّهِ ، مَا نَامَ وَلَا قَامَ ، وَأَصْبَحَ حَزِينًا كَئِيبًا ، لَا يُكَلِّمُنَا وَلَا نُكَلِّمُهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا تَرْحَلُ ؟ قُلْتُ : بَلَى ، إِنْ شِئْتَ فَرُحْنَا كَذَلِكَ مِنْ بَثِّهِ وَحُزْنِهِ لَيَالِيَ ، ثُمَّ قَالَ لِي : يَا أَبَا سُفْيَانَ هَلْ لَكَ فِي الْمَسِيرِ نَتَقَدَّمُ أَصْحَابَنَا ؟ قُلْتُ : هَلْ لِي فِيهِ ؟ قَالَ : فَسِرْ ، فَسِرْنَا حَتَّى بَرَزْنَا مِنْ أَصْحَابِنَا سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : هَيَا صَخْرُ قُلْتُ : مَا تَشَاءُ ؟ قَالَ : حَدِّثْنِي عَنْ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ أَيَجْتَنِبُ الْمَظَالِمَ وَالْمَحَارِمَ ؟ قُلْتُ : أَيْ وَاللَّهِ قَالَ : وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا ؟ قُلْتُ : أَيْ وَاللَّهِ قَالَ : وَكَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ وَسَطٌ فِي الْعَشِيرَةِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَهَلْ تَعْلَمُ قُرَيْشٌ أَشْرَفَ مِنْهُ ؟ قُلْتُ : لَا وَاللَّهِ ، مَا أَعْلَمُهُ قَالَ : أَمَحْوُجٌ هُوَ ؟ قُلْتُ : لَا بَلُ هُوَ ذُو مَالٍ كَثِيرٍ قَالَ : وَكَمْ أَتَى لَهُ مِنَ السِّنِّ ؟ قُلْتُ : قَدْ زَادَ عَلَى الْمِائَةِ قَالَ : فَالشَّرَفُ وَالسِّنُّ وَالْمَالُ أَزَرِينَ بِهِ ، قُلْتُ : وَلِمَ ذَلِكَ يَزْرِي بِهِ ؟ لَا جَرَمَ وَاللَّهِ بَلْ يَزِيدُهُ خَيْرًا قَالَ : هُوَ ذَاكَ هَلْ لَكَ فِي الْمَبِيتِ ؟ قُلْتُ : هَلْ لِي فِيهِ ؟ قَالَ : فَاضَّجَعْنَا حَتَّى مَرَّ الثَّقَلُ قَالَ : فَسِرْنَا حَتَّى نَزَلْنَا فِي الْمَنْزِلِ وَبِتْنَا بِهِ ، ثُمَّ رَحَلْنَا ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ قَالَ لِي : يَا أَبَا سُفْيَانَ ، قُلْتُ : مَا تَشَاءُ ؟ قَالَ : هَلْ لَكَ فِي مِثْلِ الْبَارِحَةِ ، قُلْتُ : هَلْ لِي فِيهِ ؟ قَالَ : فَسِرْنَا عَلَى نَاقَتَيْنِ نَجِيبَتَيْنِ حَتَّى إِذَا أَبْرَزَنَا قَالَ : هَيَا صَخْرُ هِيهِ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، قُلْتُ : هَيْهَا فِيهِ ؟ قَالَ : أَيَجْتَنِبُ الْمَظَالِمَ وَالْمَحَارِمَ ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا ، قُلْتُ : أَيْ وَاللَّهِ إِنَّهُ لِيَفْعَلُ قَالَ : وَذُو مَالٍ ؟ قُلْتُ : وَذُو مَالٍ قَالَ : أَتَعْلَمُ قُرَيْشًا أَسْوَدَ مِنْهُ ؟ قُلْتُ : لَا وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ قَالَ : كَمْ أَتَى لَهُ مِنَ السِّنِّ ؟ قُلْتُ : قَدْ زَادَ عَلَى الْمِائَةِ قَالَ : فَإِنَّ السِّنَّ وَالشَّرَفَ وَالْمَالَ أَزَرِينَ بِهِ ؟ قُلْتُ : كَلَّا وَاللَّهِ ، مَا أَزْرَى بِهِ ذَلِكَ ، وَأَنْتَ قَائِلٌ شَيْئًا فَقُلْهُ قَالَ : لَا تَذْكُرْ حَدِيثِي حَتَّى يَأْتِيَ مِنْهُ مَا هُوَ آتٍ ، ثُمَّ قَالَ : فَإِنَّ الَّذِي رَأَيْتَ أَصَابَنِي أَنِّي جِئْتُ هَذَا الْعَالِمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ ، ثُمَّ قُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا النَّبِيِّ الَّذِي يُنْتَظَرُ ؟ قَالَ : هُوَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ ، قُلْتُ : قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ ، فَمِنْ أَيِّ الْعَرَبِ ؟ قَالَ : مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَحُجُّهُ الْعَرَبُ قَالَ : وَفِينَا بَيْتٌ يَحُجُّهُ الْعَرَبُ قَالَ : هُوَ مِنْ إِخْوَانِكُمْ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ : فَأَصَابَنِي وَاللَّهِ شَيْءٌ مَا أَصَابَنِي مِثْلَهُ قَطُّ ، وَخَرَجَ مِنْ يَدَيَّ فَوَفَّى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ، وَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ أَكُونَ إِيَّاهُ فَقُلْتُ : فَإِذَا كَانَ مَا كَانَ فَصِفْهُ لِي ؟ قَالَ : رَجُلٌ شَابٌّ دَخَلَ فِي الْكَهُولَةِ بُدُوُّ أَمْرِهِ يَجْتَنِبُ الْمَظَالِمَ وَالْمَحَارِمَ ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا ، وَهُوَ مَحُوجٌ ، كَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ ، مُتَوَسِّطٌ فِي الْعَشِيرَةِ ، أَكْثَرُ جُنْدِهِ الْمَلَائِكَةُ ، قُلْتُ : وَمَا آيَةُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : قَدْ رَجَفَتِ الشَّامُ مُنْذُ هَلَكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ثَلَاثِينَ رَجْفَةً ، كُلُّهَا الْمُصِيبَةُ . . . . . . رَجْفَةٌ عَامَّةٌ فِيهَا مَصَائِبُ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : قُلْتُ لَهُ : هَذَا وَاللَّهِ الْبَاطِلُ لَئِنْ بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا . . . . شَرِيفًا ، قَالَ أُمَيَّةُ : وَالَّذِي حَلَفْتَ بِهِ ، إِنَّ هَذَا لَهَكَذَا يَا أَبَا سُفْيَانَ يَقُولُ : إِنَّ قَوْلَ النَّصْرَانِيِّ حَقٌّ ، هَلْ لَكَ فِي الْمَبِيتِ ؟ قُلْتُ : هَلْ لِي فِيهِ ؟ قَالَ : فَبِتْنَا حَتَّى جَاءَنَا الثَّقَلُ ، ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا وَبَيْنَنَا وَبَيْنَ مَكَّةَ لَيْلَتَانِ أَدْرَكَنَا رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِنَا فَسَأَلْنَاهُ ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ : أَصَابَتْ أَهْلُ الشَّامِ بَعْدَكُمْ رَجْفَةٌ دُمِّرَ أَهْلُهَا ، وَأَصَابَتْهُمْ فِيهَا مَصَائِبُ عَظِيمَةٌ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَأَقْبَلَ عَلَيَّ أُمَيَّةُ فَقَالَ : كَيْفَ تَرَى قَوْلَ النَّصْرَانِيِّ يَا أَبَا سُفْيَانَ ؟ قُلْتُ : أَرَى وَاللَّهِ وَأَظُنُّ أَنَّ مَا حَدَّثَكَ صَاحِبُكَ حَقٌّ قَالَ : وَقَدِمْنَا مَكَّةَ ، فَقَضَيْتُ مَا كَانَ مَعِي ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جِئْتُ الْيَمَنَ تَاجِرًا فَكُنْتُ بِهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ ، ثُمَّ قَدِمْتُ مَكَّةَ فَبَيْنَا أَنَا فِي مَنْزِلِي جَاءَنِي النَّاسُ يُسَلِّمُونَ وَيَسْأَلُونَ عَنْ بَضَائِعِهِمْ ، ثُمَّ جَاءَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَهِنْدٌ عِنْدِي تِلَاعِبُ صِبْيَانِهِمْ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَرَحَّبَ بِي وَسَأَلَنِي عَنْ سَفَرِي وَمَقَامِي ، وَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنْ بِضَاعَتِهِ ، ثُمَّ قَامَ فَقُلْتُ لِهِنْدٍ وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَيُعْجِبُنِي مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ قُرَيْشٍ لَهُ مَعِي بِضَاعَةٌ إِلَّا وَقَدْ سَأَلَنِي عَنْهَا ، وَمَا سَأَلَنِي هَذَا عَنْ بِضَاعَتِهِ ، فَقَالَتْ لِي هِنْدٌ أَوَمَا عَلِمْتَ شَأْنَهُ ؟ قُلْتُ وَفَزِعْتُ : مَا شَأْنُهُ ؟ قَالَتْ : يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ فَوَقَذَتْنِي وَذَكَرْتُ قَوْلَ النَّصْرَانِيِّ فَوَجَمْتُ حَتَّى قَالَتْ هِنْدٌ : مَا لَكَ ؟ فَانْتَبَهْتُ ، فَقُلْتُ : إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَاطِلُ لَهُوَ أَعْقَلُ مِنْ أَنْ يَقُولَ هَذَا ، قَالَتْ : بَلَى وَاللَّهِ إِنَّهُ يَقُولُ ذَاكَ وَيُؤَاتَى عَلَيْهِ ، وَإِنَّ لَهُ لَصَحَابَةً عَلَى دِينِهِ ، قُلْتُ : هَذَا الْبَاطِلُ قَالَ : وَخَرَجْتُ فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ لَقِيتُهُ ، فَقُلْتُ : إِنَّ بِضَاعَتَكَ قَدْ بَلَغَتْ كَذَا وَكَذَا وَكَانَ فِيهَا خَيْرٌ ، فَأَرْسِلْ فَخُذْهَا ، وَأَنَا آخُذُ مِنْكَ مَا آخُذُ مِنْ قَوْمِكَ فَأَرْسَلَ إِلَى بِضَاعَتِهِ فَأَخَذَهَا ، وَأَخَذْتُ مِنْهُ مَا كُنْتُ آخُذُ مِنْ غَيْرِهِ ، وَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجْتُ تَاجِرًا إِلَى الْيَمَنِ ، فَقَدِمْتُ الطَّائِفَ فَنَزَلْتُ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَبَا عُثْمَانَ : قَالَ : مَا تَشَاءُ ؟ قُلْتُ : هَلْ تَذْكُرُ حَدِيثَ النَّصْرَانِيِّ ؟ قَالَ : أَذْكُرُهُ ، قُلْتُ : وَقَدْ كَانَ ، قَالَ : وَمَنْ ؟ قُلْتُ : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : ابْنُ عَبْدِ لْمُطَّلِبِ ؟ قُلْتُ : ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، ثُمَّ قَصَصْتُ عَلَيْهِ خَبَرَ هِنْدٍ قَالَ : فَاللَّهُ يَعْلَمُ لَتَصَبَّبَ عَرَقًا ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ يَا أَبَا سُفْيَانَ لَعَلَّهُ أَنَّ صِفَتَهُ لَهِيَ ، وَلَئِنْ ظَهَرَ وَأَنَا حَيٌّ لَأُبْلِيَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي نَصْرِهِ عُذْرًا ، قَالَ : وَمَضَيْتُ إِلَى الْيَمَنِ ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ جَاءَنِي هُنَالِكَ اسْتِهَالَةٌ ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى نَزَلْتُ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ بِالطَّائِفِ ، فَقُلْتُ : أَبَا عُثْمَانَ : قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ الرَّجُلِ مَا قَدْ بَلَغَكَ وَسَمِعْتَ قَالَ : لَقَدْ كَانَ لَعَمْرِي ، قُلْتُ : فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْهُ يَا أَبَا عُثْمَانَ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا كُنْتُ لِأُؤْمِنُ بِرَسُولٍ مِنْ غَيْرِ ثَقِيفٍ أَبَدًا ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : وَأَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ ، فَوَاللَّهِ مَا أَنَا بِبَعِيدٍ حَتَّى جِئْتُ مَكَّةَ فَوَجَدْتُ أَصْحَابَهُ يُضْرَبُونَ وَيُعْقَرُونَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَجَعَلْتُ أَقُولُ فَأَيْنَ جُنْدُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ؟ قَالَ : فَدَخَلَنِي مَا يَدْخُلُ النَّاسَ مِنَ النَّفَاسَةِ قَالَ الشَّيْخُ : حَدَّثَ بِهِ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ نَازِلًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الْعَوَّامِ ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ طُرَيْحٍ مُخْتَصَرًا

    وجلت: الوجل : الخوف والخشية والفزع
    جرم: لا جرم : هذه كلمة تَرِد بمعْنى تَحْقِيق الشَّيء. وقد اخْتُلف في تقديرها، فقِيل : أصْلُها التَّبْرِئة بمعنى لا بُدَّ، ثم اسْتُعْمِلت في معْنى حَقًّا. وقيل جَرَم بمعْنى كسَبَ. وقيل بمعْنى وجَبَ وحُقَّ.
    نجيبتين: النجيب : الجمل النفيس الغالي
    هيه: هيه : معناها : طلب الاستزادة من الحديث
    قط: قط : بمعنى أبدا ، وفيما مضى من الزمان
    رجفت: الرجفة : الزلزلة والاضطراب الشديد
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات