عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ ، قَالَ : " كُنْتُ اتَّخَذْتُ لِي مَجْلِسًا بِالْمَدِينَةِ زَمَنَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قُلْتُ : بَيْنَمَا أَنَا نِصْفُ النَّهَارِ جَالِسٌ فِي فَيْءِ شَجَرَةٍ ، إِذْ طَلَعَتْ عَلَيَّ نَعَامَةٌ بَيْضَاءُ ، عَلَيْهَا رَجُلٌ أَبْيَضُ ، عَلَيْهِ ثِيَابٌ بَيَاضٌ ، تَزِفُّ بِهِ زَفِيفًا ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : آخُذُ هَذَا وَاللَّهِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنِّي مَوْقِفَ الْمُسْتَجِيزِ ، فَقَالَ : عَبَّاسُ يَا عَبَّاسَهَا ، يَا ابْنَ قِيلَ مِرْدَاسِهَا ، أَلَمْ تَرَ إِلَى الْجِنِّ وَإِبْلَاسِهَا ، وَالْحَرْبِ قَدْ جَرَعَتْ أَنْفَاسَهَا ، وَإِنَّ السَّمَاءَ مَنَعَتْ أَحْرَاسَهَا ، قَالَ الْعَبَّاسُ : فَانْصَرَفْتُ ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْأَلُ ، وَأَعْرِضُ هَذَا الْكَلَامَ ، حَتَّى قَدِمَ عَلَيَّ ابْنُ عَمٍّ لِي ، قَالَ : فَأَخْبَرَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ مُسْتَخْفِيًا "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَيَاضِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ ، قَالَ : كُنْتُ اتَّخَذْتُ لِي مَجْلِسًا بِالْمَدِينَةِ زَمَنَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قُلْتُ : بَيْنَمَا أَنَا نِصْفُ النَّهَارِ جَالِسٌ فِي فَيْءِ شَجَرَةٍ ، إِذْ طَلَعَتْ عَلَيَّ نَعَامَةٌ بَيْضَاءُ ، عَلَيْهَا رَجُلٌ أَبْيَضُ ، عَلَيْهِ ثِيَابٌ بَيَاضٌ ، تَزِفُّ بِهِ زَفِيفًا ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : آخُذُ هَذَا وَاللَّهِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنِّي مَوْقِفَ الْمُسْتَجِيزِ ، فَقَالَ : عَبَّاسُ يَا عَبَّاسَهَا ، يَا ابْنَ قِيلَ مِرْدَاسِهَا ، أَلَمْ تَرَ إِلَى الْجِنِّ وَإِبْلَاسِهَا ، وَالْحَرْبِ قَدْ جَرَعَتْ أَنْفَاسَهَا ، وَإِنَّ السَّمَاءَ مَنَعَتْ أَحْرَاسَهَا ، قَالَ الْعَبَّاسُ : فَانْصَرَفْتُ ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْأَلُ ، وَأَعْرِضُ هَذَا الْكَلَامَ ، حَتَّى قَدِمَ عَلَيَّ ابْنُ عَمٍّ لِي ، قَالَ : فَأَخْبَرَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خَرَجَ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ مُسْتَخْفِيًا