عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ ، قَالَ : " لَمَّا صَاحَ الْيَهُودِيُّ مِنْ فَوْقِ الْأُطُمِ : هَذَا كَوْكَبُ أَحْمَدَ قَدْ طَلَعَ ، وَهُوَ لَا يَطْلُعُ إِلَّا بِالنُّبُوَّةِ ، قَالَ : وَكَانَ أَبُو قَيْسٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِيِّ قَدْ تَرَهَّبَ ، وَلَبِسَ الْمُسُوحَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا قَيْسٍ ، انْظُرْ مَا يَقُولُ هَذَا الْيَهُودِيُّ ، قَالَ : انْتِظَارِي النَّبِيَّ صَنَعَ بِي هَذَا ، فَأَنَا أَنْتَظِرُهُ حَتَّى أُصَدِّقَهُ ، وَأَتَّبِعَهُ
أَخْبَرَنَا بِذَلِكُ أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ قَالَ : ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ ، قَالَ : ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ، بِهِ ، قَالَ الْوَاقِدِيُّ : فَحَدَّثَنِي أَبُو سَبْرَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ ، قَالَ : لَمَّا صَاحَ الْيَهُودِيُّ مِنْ فَوْقِ الْأُطُمِ : هَذَا كَوْكَبُ أَحْمَدَ قَدْ طَلَعَ ، وَهُوَ لَا يَطْلُعُ إِلَّا بِالنُّبُوَّةِ ، قَالَ : وَكَانَ أَبُو قَيْسٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِيِّ قَدْ تَرَهَّبَ ، وَلَبِسَ الْمُسُوحَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا قَيْسٍ ، انْظُرْ مَا يَقُولُ هَذَا الْيَهُودِيُّ ، قَالَ : انْتِظَارِي النَّبِيَّ صَنَعَ بِي هَذَا ، فَأَنَا أَنْتَظِرُهُ حَتَّى أُصَدِّقَهُ ، وَأَتَّبِعَهُ قَالَ ابْنُ حَزْمٍ : وَقَدْ كَانَ صَدَّقَ النَّبِيَّ وَهُوَ بِمَكَّةَ ، وَلَمْ يَخْرُجْ ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا حِينَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قَالَ الْوَاقِدِيُّ : فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ الْكَعْبِيُّ ، عَنْ فُطَيْرٍ الْحِرَّاثِيِّ ، عَنْ حِزَامِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ ، عَنْ حُوَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : كُنَّا وَيَهُودُ فِينَا كَانُوا يَذْكُرُونَ نَبِيًّا يُبْعَثُ بِمَكَّةَ اسْمُهُ أَحْمَدُ ، وَلَمْ يَبْقَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ غَيْرُهُ ، وَهُوَ فِي كُتُبِنَا ، وَمَا أَخَذَ عَلَيْنَا مِنْهُ ، وَصِفَتُهُ كَذَا وَكَذَا ، حَتَّى يَأْتُوا عَلَى نَعْتِهِ قَالَ : وَأَنَا غُلَامٌ وَمَا أَرَى أَحْفَظُ ، وَمَا أَسْمَعُ أَعِي ، إِذْ سَمِعْتُ صِيَاحًا مِنْ نَاحِيَةِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ، فَأَرَى قَوْمًا فَزِعُوا وَخَافُوا أَنْ يَكُونَ أَمْرٌ حَدَثَ ، ثُمَّ خَفِيَ الصَّوْتُ ، ثُمَّ عَادَ ، فَصَاحَ ، فَفَهِمْنَا صِيَاحَهُ : يَا أَهْلَ يَثْرِبَ ، هَذَا كَوْكَبُ أَحْمَدَ الَّذِي وُلِدَ بِهِ . قَالَ : فَجَعَلْنَا نَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ أَقَمْنَا دَهْرًا طَوِيلًا ، وَنَسِينَا ذَلِكَ ، فَهَلَكَ قَوْمٌ ، وَحَدَّثَ آخَرُونَ ، وَصِرْتُ رَجُلًا كَبِيرًا ، فَإِذَا مِثْلُ ذَلِكَ الصَّيَّاحِ : يَا أَهْلَ يَثْرِبَ ، قَدْ خَرَجَ أَحْمَدُ وَتَنَبَّأَ ، وَجَاءَهُ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ سَمِعْتَ أَنَّ بِمَكَّةَ رَجُلًا خَرَجَ يَدَّعِي النُّبُوَّةَ ، وَخَرَجَ مَنْ خَرَجَ مِنْ قَوْمِنَا ، وَتَأَخَّرَ مَنْ تَأَخَّرَ ، وَأَسْلَمَ فِتْيَانٌ مِنَّا أَحْدَاثٌ ، وَلَمْ يُقْضَ لِي أَنْ أُسْلِمَ ، حَتَّى قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمَدِينَةَ .