سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ : " كُنْتُ يَوْمًا عِنْدَ السَّرِيِّ بْنِ الْمُغَلِّسِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَهُوَ مُتَّزِرٌ بِمِئْزَرٍ ، وَكُنَّا خَالِيَيْنِ ، فَنَظَرْتُ إِلَى جَسَدِهِ كَأَنَّهُ جَسَدٌ سَقِيمٌ دَنِفٌ مُضْنًى وَأَجْهَدُ مَا يَكُونُ ، فَقَالَ : انْظُرْ إِلَى جَسَدِي هَذَا فَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ إِنَّ مَا بِي هَذَا مِنَ الْمَحَبَّةِ كَانَ كَمَا أَقُولُ ، وَكَانَ وَجْهُهُ يَصْفَرُّ ثُمَّ اشْرَأَبَّ حُمْرَةً حَتَّى تَوَرَّدَ ثُمَّ اعْتَلَّ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ أَعُودُهُ فَقُلْتُ لَهُ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ فَقَالَ : كَيْفَ أَشْكُو مَا بِي إِلَى طَبِيبِي ؟ وَالَّذِي أَصَابَنِي مِنْ طَبِيبِي ، فَأَخَذْتُ الْمِرْوَحَةَ أُرَوِّحُهُ فَقَالَ : كَيْفَ يَجِدُ رَوْحَ الْمِرْوَحَةِ مَنْ جَوْفُهُ يَحْتَرِقُ مِنْ دَاخِلٍ ؟ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : {
} الْقَلْبُ مُحْتَرِقٌ وَالدَّمْعُ مُسْتَبِقُ {
} وَالْكَرْبٌ مُجْتَمِعٌ وَالصَّبْرُ مُفْتَرِقُ {
}{
} كَيْفَ الْقَرَارُ عَلَى مَنْ لَا قَرَارَ لَهُ ؟ {
}مِمَّا جَنَاهُ الْهَوَى وَالشَّوْقُ وَالْقَلَقُ {
}{
} يَا رَبِّ إِنْ كَانْ شَيْءٌ فِيهِ لِي فَرَجٌ {
}فَامْنُنْ عَلَيَّ بِهِ مَا دَامَ لِي رَمَقُ {
}
أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ ، فِي كِتَابِهِ ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّدٌ قَالَ : سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ : كُنْتُ يَوْمًا عِنْدَ السَّرِيِّ بْنِ الْمُغَلِّسِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَهُوَ مُتَّزِرٌ بِمِئْزَرٍ ، وَكُنَّا خَالِيَيْنِ ، فَنَظَرْتُ إِلَى جَسَدِهِ كَأَنَّهُ جَسَدٌ سَقِيمٌ دَنِفٌ مُضْنًى وَأَجْهَدُ مَا يَكُونُ ، فَقَالَ : انْظُرْ إِلَى جَسَدِي هَذَا فَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ إِنَّ مَا بِي هَذَا مِنَ الْمَحَبَّةِ كَانَ كَمَا أَقُولُ ، وَكَانَ وَجْهُهُ يَصْفَرُّ ثُمَّ اشْرَأَبَّ حُمْرَةً حَتَّى تَوَرَّدَ ثُمَّ اعْتَلَّ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ أَعُودُهُ فَقُلْتُ لَهُ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ فَقَالَ : كَيْفَ أَشْكُو مَا بِي إِلَى طَبِيبِي ؟ وَالَّذِي أَصَابَنِي مِنْ طَبِيبِي ، فَأَخَذْتُ الْمِرْوَحَةَ أُرَوِّحُهُ فَقَالَ : كَيْفَ يَجِدُ رَوْحَ الْمِرْوَحَةِ مَنْ جَوْفُهُ يَحْتَرِقُ مِنْ دَاخِلٍ ؟ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : الْقَلْبُ مُحْتَرِقٌ وَالدَّمْعُ مُسْتَبِقُ وَالْكَرْبٌ مُجْتَمِعٌ وَالصَّبْرُ مُفْتَرِقُ كَيْفَ الْقَرَارُ عَلَى مَنْ لَا قَرَارَ لَهُ ؟ مِمَّا جَنَاهُ الْهَوَى وَالشَّوْقُ وَالْقَلَقُ يَا رَبِّ إِنْ كَانْ شَيْءٌ فِيهِ لِي فَرَجٌ فَامْنُنْ عَلَيَّ بِهِ مَا دَامَ لِي رَمَقُ