قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ : " رَأَيْتُ زَحْلَةَ الْعَابِدَةَ فِي الْمَوْقِفِ وَهِيَ تَدْعُو وَهِيَ تَقُولُ : أَثْقَلَتْنِي الْآثَامُ وَنَهَّضَتْنِي الْأَيَّامُ يَا سَيِّدَ الْأَنَامِ ، كَحَّلْتُ عَيْنِي بِكُحُولِ الْحُزْنِ فَوَعَهْدِكَ لَا نَعِمْتُ بِضَحِكٍ أَبَدًا حَتَّى أَعْلَمَ أَيْنَ مَحَلُّ قَرَارِي ؟ وَإِلَى أَيِّ الدَّارَيْنِ دَارِي ؟ فَلَمَّا رَأَتْ أَيْدِي النَّاسِ مَبْسُوطَةً بِالدُّعَاءِ قَالَتْ : يَا رَبِّ ، أَقَامَهُمْ هَذَا الْمُقَامَ خَوْفُ النَّارِ يَا قُرَّةَ عَيْنِ الْأَبْرَارِ يَلْتَمِسُونَ نَائِلَكَ وَيَرْجُونَ فَضَائِلَكَ فَاجْعَلْ زُخْرُفَ الطَّاعَةِ لِي شِعَارًا وَمَرْضَاتِكَ لِي دِثَارًا وَزِدْ قَلْبِي كَمَدًا بِخَوْفِكَ وَاعْصِمْنِي مِنْ سَخَطِكَ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ الْإِمَامُ وَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى خَدِّهَا فَقَالَتِ : انْصَرَفَ النَّاسُ وَلَمْ أُشْعِرْ قَلْبِي مِنْكَ الْإِيَاسَ ثُمَّ صَرَخَتْ وَغُشِيَ عَلَيْهَا "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا عُمَرُ بْنُ بَحْرٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ ، يَقُولُ : قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ : رَأَيْتُ زَحْلَةَ الْعَابِدَةَ فِي الْمَوْقِفِ وَهِيَ تَدْعُو وَهِيَ تَقُولُ : أَثْقَلَتْنِي الْآثَامُ وَنَهَّضَتْنِي الْأَيَّامُ يَا سَيِّدَ الْأَنَامِ ، كَحَّلْتُ عَيْنِي بِكُحُولِ الْحُزْنِ فَوَعَهْدِكَ لَا نَعِمْتُ بِضَحِكٍ أَبَدًا حَتَّى أَعْلَمَ أَيْنَ مَحَلُّ قَرَارِي ؟ وَإِلَى أَيِّ الدَّارَيْنِ دَارِي ؟ فَلَمَّا رَأَتْ أَيْدِي النَّاسِ مَبْسُوطَةً بِالدُّعَاءِ قَالَتْ : يَا رَبِّ ، أَقَامَهُمْ هَذَا الْمُقَامَ خَوْفُ النَّارِ يَا قُرَّةَ عَيْنِ الْأَبْرَارِ يَلْتَمِسُونَ نَائِلَكَ وَيَرْجُونَ فَضَائِلَكَ فَاجْعَلْ زُخْرُفَ الطَّاعَةِ لِي شِعَارًا وَمَرْضَاتِكَ لِي دِثَارًا وَزِدْ قَلْبِي كَمَدًا بِخَوْفِكَ وَاعْصِمْنِي مِنْ سَخَطِكَ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ الْإِمَامُ وَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى خَدِّهَا فَقَالَتِ : انْصَرَفَ النَّاسُ وَلَمْ أُشْعِرْ قَلْبِي مِنْكَ الْإِيَاسَ ثُمَّ صَرَخَتْ وَغُشِيَ عَلَيْهَا